ذكرت إذاعة ال"بي بي سي" البريطانية أن هرم زوسر المدرج، أقدم أهرامات مصر، يخضع حاليًّا للترميم والتحصين بعد الأضرار التي أصابته نتيجة زلزال عام 1992. وأضافت ال"بي بي سي" أن هرم زوسر بسقارة يرجع تاريخه إلى أكثر من 4700 عامًا، لكنه عانى من أضرار بالغة في زلزال 1992 الذي ضرب مصر، يتم ترميمه على يد معهد كارديف البريطاني، والذي كان مسؤولا عن عدة عمليات ترميم لمبان أثرية حول العالم. المهندس بيتر جيمس، البريطاني والمسؤول عن ترميم الهرم، ذكر أن ترميم هروم زوسر بسقارة يعد من أكثر المهام التي كلف بها في حياته إرعابًا، موضحًا أن "الأمر ليس مجرد خطر مادي لأنك تعمل في غرفة 50 مترًا داخل الهرم، وفوقك آلاف الأطنان من الأحجار غير المستقرة، فلدينا التكنولوجيا لتقليل ذلك الخطر، لكن الأخطر هو أننا نتعامل مع مبني تاريخي له لا يمكن أن نخطئ في العمل، لأنه أثر فريد وجزء حيوي من تاريخ العالم القديم، ولذلك فتلك أكثر المهام رعبًا في حياتي". وذكرت "بي بي سي" أن الهرم يعد مفتاحًا أساسيًّا لفهم العمارة الفرعونية القديمة، لكن نظرًا لأنه في وضع متداع لم يقبل أحد خلال ال19 عامًا الماضيين مهمة ترميمه. وأضاف جيمس أن "أصعب ما في التعامل مع المباني الأثرية هو أنك يجب أن تتعلم طريقة تفكير جديدة، كل ما تعلمته عن أساليب البناء ومبادئ العمارة يجب أن تتخلص منه"، موضحًا "أنك يجب أن تفكر مثل المصريين القدماء حتى تستطيع ابتكار حلول تتناسب مع التصميم الأصلي للمبني". وأضافت "بي بي سي" أن المرحلة الأولي من التجديدات ستشمل تدعيم السقف المتساقط للغرفة المركزية بالهرم بواسطة أكياس هواء مملوءة بالسوائل، والتي اخترعها جيمس لامتصاص الانفجارات الناتجة أثناء تعطيل الألغام الأرضية في أفغانستان. إلا أن أهم مرحلة في الترميم تتطلب إدخال قضبان الحديد الحراري عبر درجات الهرم الستة، بحيث تمسك طبقات الهرم الستة دون أن تكون واضحة للعيان. وهو ما علق عليه جيمس بقوله: "إن تلك العملية تعد تحديًا كبيرًا مثل عملية ترميم الهرم بلا شك"، مضيفًا أنها تعد أفضل دعاية لما يعد تجارة تنمو بسرعة حاليًّا، وهي إجراءات مكافحة الإرهاب، موضحًا أن معظم أعمال شركته حاليًّا تتعلق بابتكار أساليب لحماية المباني والأفراد من الانفجارات. ويوضح جيمس أن قضبان الحديد الحراري التي ستستخدم في هرم زوسر أصبحت شائعة في أيامنا الحالية، وتستخدم في هياكل المباني العامة والبنية الأساسية، مثل الجسور، لزيادة مقاومتها لانفجارات القنابل، مضيفًا أن ذلك "انعكاس للواقع المحزن الذي يعيشه العالم حاليًّا". يُذكر أن بيتر جيمس سبق له أن كلف بأعمال ترميم قلعة ويندسور من الأضرار الناتجة عن حريق عام 1993، كما قام بأعمال تجديد في البيت الأبيض وقصر باكينجهام، وكذلك الهرم الأحمر في دهشور .