أحكمت الأجهزة الأمنية قبضتها حول الكنائس والأديرة فى اليوم الخامس من «حالة الطوارئ» الأمنية التى فرضتها وزارة الداخلية فى كل محافظات مصر، تحسبا لتكرار «مذبحة الإسكندرية» التى استهدفت كنيسة القديسين مار مرقس والأنبا بطرس، عشية أول أيام العام الجديد. وعلمت «الشروق» من مصادر أمنية مطلعة أن مديرية أمن القاهرة برئاسة اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، وضعت خطة محكمة لتأمين الكنائس، تتضمن زيادة عدد الأفراد المكلفين بتأمين الكنائس وتزويدهم بالسلاح والذخيرة الحية للتعامل مع أى مخاطر، فضلا عن وجود أكثر من قيادة أمنية بجوار كل كنيسة، والتأكد من سلامة الكاميرات أمام الكنائس، ووجود أجهزة للكشف عن المفرقعات. وأمر «الشاعر» بتجهيز غرفة عمليات بمبنى المديرية وتزويدها بأجهزة الاتصالات لمتابعة الحالة الأمنية حول الكنائس لحظة بلحظة، وإبلاغه بها أثناء تجوله للاطمئنان على إجراءات التأمين. وتضمنت الخطة أيضا وجودا مكثفا لرجال المباحث لضبط أى شخص يشتبه فيه، ووقوف سيارات الأمن المركزى بعيدا عن واجهات الكنائس وأبواب الدخول، منعا لإثارة الخوف والقلق فى نفوس المحتفلين وخصوصا الأطفال، ويشترط الدخول إلى الكنائس بالبطاقة الشخصية، بالنسبة للأقباط، أو بالدعوات الرسمية للشخصيات العامة وغير الأقباط، إلى جانب وجود كمائن ثابتة لتسهيل الحركة المرورية ومنع اقتراب السيارات من الكنائس. فى محافظة أسيوط، وضعت الأجهزة الأمنية، نحو 20 كاميرا للمراقبة على الكنائس الكبرى، أمس، وذلك بحسب مصدر أمنى طلب عدم ذكر اسمه مؤكدا ل«الشروق» أن مدير الأمن اللواء أحمد جمال الدين أشرف بنفسه على تركيب الكاميرات على عدد من الكنائس والأديرة الكبيرة، بمدينة أسيوط ومراكز ديروط والقوصية، وأبوتيج، والبدارى. وعقد جمال عدة اجتماعات مع رؤساء المباحث والنقاط الشرطية، لوضع خطط لتأمين الطرق المؤدية للكنائس، والميادين الرئيسية، كما تمت زيادة عدد تمركزات الاشتباه فى شوارع المراكز والمدن، حفاظا على الأمن والنظام، وعدم السماح لأية سيارة بالوقوف حول وأمام الكنائس، بالإضافة إلى زيادة عدد المخبرين السريين، وتوسيع دائرة الاشتباه بالمحافظة حتى نهاية الاحتفالات. وقال مصدر أمنى مطلع فى محافظة السويس، إن «وزارة الداخلية أصدرت تعليمات لمديريات الأمن، تهدف للتأمين فى كل مسجد ومكان فى جمعة عيد الميلاد»، مضيفا: «التعليمات شددت على ضرورة التعامل بحرص شديد مع المصلين فى صلاة الجمعة، لكونها تواكب الاحتفالات بأعياد الميلاد، مع ضرورة نشر العدد الكافى من القوات المرتدية الزى المدنى فى الشوارع المجاورة للمساجد، تحسبا لصدور أى تصرف طائش من جانب أى شخص سواء كان مسلما أو مسيحيا، خصوصا أنه إذا حدثت أى أزمة خلال صلاة الجمعة ستكون كارثة لن يستطيع أحد السيطرة عليها». وفى سياق تنفيذ التعليمات الأمنية، عقدت قيادات أمنية بمديريات أمن عدة محافظات اجتماعات مع ضباط المباحث وشرحت لهم كيفية تنفيذ خطة التأمين والتعامل مع المظاهرات والتنسيق مع قادتها، مع ضرورة أن يكون الوجود الأمنى الممتد حول المساجد بدءا من موقع الصلاة إلى خارج المسجد لأكثر من 500 متر، مع الحزم الفورى مع أى شخص يريد افتعال أزمة أو يرفع شعارا طائفيا بعد الصلاة. وفى إطار الحرص على تأمين جمعة عيد الميلاد، تم التنسيق بين القيادات الأمنية بوزارة الداخلية ومديرياتها بالمحافظات مع الإدارات التابعة لوزارة الأوقاف، والتى ستتناول خلال خطبة الجمعة العديد من السير الخاصة بالصحابة ورموز التاريخ الإسلامى وإبراز مواقفهم تجاه التعامل الأخوى فى التاريخ الإسلامى مع أصحاب الديانة المسيحية، أما فيما يخص التنسيق المباشر بين الضباط وشيوخ المساجد فسيتم عن طريق ضرورة عدم الإطالة فى خطبة الجمعة. وكثفت قوات أمن المنيا وجودها أمام الكنائس وفى الشوارع المودية إليها، ومنعت مرور السيارات ليقتصر المرور فقط على المارة، ومنعت الأجهزة الأمنية وقوف أى سيارة أمام المطرانيات والكنائس حتى ولو كانت تخص القساوسة. وفى كفر الشيخ قال مصدر أمنى: «هذه الدرجة من الاستنفار لا تشهدها المحافظة إلا خلال زيارات الرئيس مبارك فقط». ورفضت الأجهزة الأمنية فى أسوان مطالب شعبية بان يكون مواطنون «دروعا بشرية تطوق الكنائس فى احتفالات أعياد الميلاد». وكانت أعداد خفيرة من المواطنين توجهوا إلى أقسام الشرطة عارضين مطلبا بأن يتحولوا إلى دروع بشرية لحماية الأقباط وجاء رد الأمن على المتطوعين بالرفض بدعوى أن الكنائس «مؤمنة بإجراءات مشددة لا يمكن اختراقها». وواصلت الأجهزة الأمنية فى محافظة الفيوم من تشديد إجراءاتها على الكنائس،حيث طافت دوريات أمنية وسيارات شرطة على حراسات الكنائس من أجل متابعة الحالة الأمنية، وعلمت «الشروق» أن أجهزة الشرطة قد نبهت على الكنائس بألا يتم فتح الكنائس إلا فى المواعيد المقررة للصلاة الجماعية بحيث لا تترك مفتوحة طوال الوقت. وفى شمال سيناء، أكد المحافظ اللواء مراد موافى أن «المؤشرات المبدئية تشير إلى تورط جهات أجنبية فى الحادث»، مستدركا: «لا نريد أن نسبق الأحداث، والأجهزة الأمنية تؤدى واجبها على أكمل وجه». كان موافى ترأس وفدا من القيادات التنفيذية والشعبية، خلال زيارة إلى مقر مطرانية شمال سيناء، والتقى بالأنبا قزمان راعى مطرانية شمال سيناء حيث أقامت المطرانية قداسا خاصا ترحما على ارواح ضحايا الحادث.