اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، بعدة قضايا مصرية أهمها المظاهرات التي اندلعت واشتبك الأمن فيها مع المتظاهرين بسبب أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية، والخلاف بين مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية ورفعت السعيد رئيس حزب التجمع بسبب بناء الكنائس، ورفض الدعوات المثيرة للفتنة من الخارج، وأخيرا استمرار لغز سرقة منبر قانيباي الرماح بمسجد السلطان حسن. الشارع يوحّد والشرطة تفرّق ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن المظاهرات والوقفات الاحتجاجية وحدت صوت الشارع المصري للتأكيد على وحدة الشعب ضد الهجمات الإرهابية التي طالت كنيسة القديسين بالإسكندرية مطلع العام الجديد، لكن القوات الأمنية واجهت المواطنين بإجراءات مشددة واشتبكت معهم. وقالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية شهد مظاهرة حاشدة لمسيحيين ومسلمين متضامنين معهم على مدى يومي الأحد والاثنين الماضيين دون توقف، حيث هاجموا فيها الحكومة المصرية ووزارة الداخلية لعدم التوصل إلى الجناة مرتكبي الحادث حتى الآن، مطالبين البابا شنودة الثالث، رأس الكنيسة الأرثوذكسية، بوقف استقباله الوزراء والمسؤولين بالمقر البابوي لتلقي العزاء. وأسفرت الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن عن 60 مصابا من الجانبين، وخسائر مادية في السيارات القريبة من الكاتدرائية وشلل تام في المنطقة. جمال مبارك يعزي والبابا شنودة يطالب بالحكمة وقالت صحيفة "النهار" اللبنانية، إن الأمن شدد الحراسات على الكنائس والأديرة مع اقتراب احتفال المسيحيين بعيد الميلاد يومي الخميس والجمعة القادمين. في الوقت نفسه، عبر جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر وأمين السياسات، عن حزنه وأسفه العميق للاعتداء الآثم، مؤكدا أن هذه الجريمة البشعة لن تنال من وحدة المصريين. وأكد البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس والكرازة المرقسية في مصر أنه ينوي، رغم كل شيء، إقامة قداس عيد الميلاد مثل كل سنة، مطالبا "الشباب المسيحي بالتحلي بالحكمة للحفاظ على استقرار الوطن". خلاف بين شهاب والسعيد بسبب الكنائس أشارت صحيفة "الوطن" القطرية إلى الخلاف الحاد الذي نشب بين الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية والدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، في جلسة مجلس الشورى أمس الاثنين، بعد أن حمل السعيد الحكومة مسؤولية الاحتقان الطائفي الموجود في مصر، لعدم إصدارها قانونا موحدا لبناء دور العبادة، وهو ما دفع صفوت الشريف رئيس المجلس لتعنيف السعيد. وقال شهاب إن الرئيس مبارك لم يرفض طلبا لبناء أية كنيسة، وإن عدد الكنائس التي بنيت خلال الثلاثين عاما الأخيرة يفوق كل ما بني على مدى تاريخ مصر. ورغم تأكيد شهاب على أن القانون الموجود حاليا ينظم الأمور بشكل كبير، فقد قال إن هناك مشروع قرار تعديل بعض بنود القانون بالتنسيق مع الكنيسة والمجلس القومي لحقوق الإنسان. دعوات مشبوهة تثير الفتن وصفت افتتاحية صحيفة "القدس العربي" الدعوات الغربية التي تطالب بحماية الطائفة القبطية في مصر بأنها "دعوات مشبوهة ذات نزعة عنصرية وتعبر عن تدخل سافر في شؤون الدول". وقالت إن الأقباط "مصريون قبل أن يكونوا مسيحيين، وهم شركاء في مصر على قدم المساواة مع أشقائهم المسلمين، ولذلك فإن مسؤولية حمايتهم تقع على عاتق الدولة، ومن صميم واجباتها تجاههم، كمواطنين لهم حقوق مثلما عليهم واجبات". سرقة آثار مصر مستمرة انتقدت "الجريدة" الكويتية إهمال المسؤولين المصريين الذين اكتشفوا سرقة منبر قانيباي الرماح التابع لمسجد السلطان حسن الأثري بعد شهر من سرقته وبالمصادفة. وقالت إن مصر شهدت مسلسلاً دامياً لنزيف الآثار الذي لا ينقطع والذي شهد عام 2010 كثيراً من فصوله سواء مع سرقة منبر جامع المارداني قبل بضعة أشهر أو بعض حشوات باب مسجد الفكهاني، إضافة إلى سرقة قطع أثرية من مساجد منطقة الدرب الأحمر في القاهرة، وغيرها سرقات كثيرة تشترك جميعها بأن فاعلها مجهول. كما انتقدت التفات كل من وزارة الثقافة والأوقاف لدفع تهم الإهمال عنها وإلقاء اللوم على الوزارة الأخرى، دون الاهتمام باستعادة الأثر المسروق أو معرفة مكتشفي هويته.