«لن أبارز الله بمعصية». هكذا كان قرار أسماء فى 5 فبراير 2005، مدينة الطالبات بالجيزة، مبنى كلية الإعلام، الدور الخامس حجرة 12. كان يوما فارقا فى حياة طالبة كلية الطب. ليلتها «الأخوات دعونى على فرح واحدة زميلتنا، وكان فرحا إسلاما، قلبى انشرح، قررت إنى أعمل فرحى كده». مع بداية العقد الأخير، بدأت الأفراح الإسلامية «الشرعية» فى مصر، «وبشروط خاصة جدا»، من أهمها فصل الرجال تماما عن النساء، «حتى ممنوع العريس يدخل يقعد جنب العروسة، يأخذها من برة ويمشى». الأناشيد إسلامية بدون ايقاع أو موسيقى هى بديل أغانى الأفراح، والبعض يرفض حتى الدفوف. ويتم الإنشاد بشكل جماعى، بحيث لا يكون صوت المغنى جميلا أو مؤثرا. فرحك يا عروسة ورد كمان وكمان ان شاء الليلة أحلى ليلة على طول الأزمان «الموضوع كان جديد على صاحباتى، كل البنات فى اليوم ده ما عرفوش يرقصوا»، تضحك وهى تتذكر، الرقص مسموح به، «لكن مش بلدى بالكتف بس». لم يستمر الفرح سوى ساعة من الزمن، بدأ فرحها بعد صلاة المغرب، توسطته خطبة صغيرة من احدى صديقاتها تدور حول الشروط الشرعية للفرح، وبعد صلاة العشاء خرجت أسماء مع زوجها بعد وصلة من الدعاء الجماعى لهما. لم تلبس أسماء «الفستان الطويل أو الطرحة»، ولكن بهجتها لم تقل «من ترك شيئا فى سبيل الله أبدله الله خير منه». بعد الزواج قررت أسماء تكوين فرقة زفة مع بعض الأصدقاء، للإنشاد فى أفراح الأقارب مجانا، «كدا بنحيى سنة». لكن هناك فرق إنشاد إسلامية تأخذ أجرا «بسيطا تخصصه للأعمال الخيرية». أما «الدى جى» أم رؤى فهى قائدة قديمة للأفراح «على الطريقة الإسلامية»، تمسك الميكروفون، وتولع الفرح على أنغام أغنية «آه ونصف» سابقا. عريسنا قرب بص وبص بص فرحان فرحة عمره وبس بس يارب بارك بارك للعرسان وخليهم كمان وكمان دا بقى حال الأغنية بعد إعادة توزيعها «لتصبح أغنية إسلامية». أم رؤى صاحبة أول «دى جى للأفراح الإسلامية»، كما تقدم نفسها على الموقع الإلكترونى إلى الهجوم بسبب استخدام الموسيقى، «لكن الزبون بقى عاوز كده، والقرضاوى قال الموسيقى حلال». منذ 2005، انتشر بالأسواق اسطوانات خاصة بالأفراح الإسلامية، أناشيد بدون إيقاع، وأخرى بدف، والأخيرة تصاحبها الموسيقى. النوع الأخير أصبح الأكثر طلبا فى الأسواق، حتى فى حفلات الحنة وأعياد الميلاد، وغيرها من المناسبات الإسلامية، أحدثها شريط نورتى 3، «رقص وهيصة على حق». الفرح الإسلامى الحديث مازال ملتزما بالحفاظ على مواعيد الصلاة، ولكنه ممتد لبعد العشاء، ويسمح للعريس أن يدخل هو وأصدقاؤه عند العروسة، «فى فقرة خاصة»، يرقص فيها الشباب. معظم تليفونات الفرق و «الدى جى الإسلامى»، موجودة على الفيس بوك، أطلقتها حملة «تشجيع الأفراح الإسلامية ومقاطعة الأفراح اللى بها معاصى». بجوار «الفرح الإسلامى»، ظهر أيضا الفرح المنفصل، «فرح عادى مالوش علاقة بحلال أو حرام، كل الحكاية إن العريس أو أى واحد من جنس الرجال، بيغار على أهل بيته، فيقرر يفصل الرجال عن النساء». هناك أيضا فرح «الأماكن المفتوحة»، أو «الأوبن إيريا» على الطراز الغربى، يقام نهارا فى مكان مفتوح، فيللا أو أماكن خاصة، وعلى الفيس بوك توجد قائمة طويلة بأسماء أماكن تختص بهذا النوع الذى ظهر بعد 2005.