كافية لاتيه، موكا فراباتشينو، سيزار سالاد، وتشيز كيك. أكلات ومشروبات عالمية اعتادتها أذواق المصريين بعد انتشار الكافيهات بشكلها الحديث فى أواخر التسعينيات بأحياء الزمالك والمهندسين ومصر الجديدة والمعادى. ديكورات مبتكرة تقوم على وحدة المكان أكثر من الاهتمام بالتفاصيل، فالكراسى مثلا بسيطة مريحة وليس بها تفاصيل مميزة لكن سر جمالها هو تناسقها مع لون الحائط والإضاءة الجانبية. إنه الطراز الأمريكى المفضل للشباب فى السنوات العشر الأخيرة، بعد أن كانت الكافيهات القديمة بوسط البلد مثل «جروبى» و«الأمريكيين» تحتفى بالطابع الفرنسى الأنيق. باب الكافيه الذى يحمل غالبا اسما انجليزيا يؤدى إلى محيط معقم خال من منغصات الشارع المصرى. إنه مساحة تعبر عن مزايا العولمة، يتخلص فيها المصريون من أعباء البلد ليتذوقوا شكل الحياة فى مجتمع أفضل بأوروبا أو أمريكا. مساحات آمنة للغزل البرىء، والحرية النسبية للفتيات فى التدخين دون نظرات استنكار وتعجب أو خطر التحرش. بمعنى آخر، فإن العوامل المشتركة بين المصرى الذى يشرب الكابتشينو ويأكل سلطة السيزار والمواطن الأوروبى الذى يأكل ذات الطعام، هى أكثر من العوامل المشتركة بين المصرى زبون الكافيه، والمصرى الذى يعمل فى مطبخ هذا الكافيه، كما قالت الباحثة الأمريكية أنوك دى كونينج فى كتاب «القاهرة الكوزموبوليتانية». خلال السنين العشر الأخيرة ازداد عدد الكافيهات بشكل غير مسبوق، ففى شارع جامعة الدول العربية مثلا يوجد فرعان لكافيه «سيلنترو»، الكافيه المصرى الشهير الذى اتخذ نهجه العديد من الكافيهات. ومع زيادة وتنوع عدد المشروبات والأطعمة على قائمة الكافيهات، ثم تقديم خدمة الإنترنت للكمبيوتر المحمول، اكتملت عناصر الكافيه ليصبح مناسبا كمكان للعمل والمذاكرة، وليس الاسترخاء والتواصل الاجتماعى فقط.