رحبت أوساط سورية وفرنسية رسمية بخطوة بارك أوباما الرئيس الأمريكي تعيينه الدبلوماسي روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في دمشق، حيث أن هذه خطوة من "شأنها أن تسهم في رفع مستوى التعاطي بين حكومتي البلدين برغم تأخر هذه الخطوة بعض الوقت". وقال السفير السوري عيسى درويش، معاون وزير الخارجية السابق والعضو البارز حاليا في لجان تطوير فكر حزب البعث الحاكم التي أنشأتها قبل مدة القيادة السورية، إن "الرئيس أوباما أعلن أكثر من مرة رغبته العمل الجاد على إحلال السلام في المنطقة سواء عبر خطاباته من عواصم إقليمية فاعلة سواء في القاهرة أو أنقرة بعيد تسلمه مهامه أو من أماكن أخرى". وأضاف درويش، لوكالة الأنباء الألمانية، " أثبتت سوريا كما قال الرئيس بشار الأسد دوما أنها مع السلام وراغبة به ولكن لا شريك إسرائيلي في عملية السلام". وتابع "أثبتت التجارب خلال العقود الأربعة الماضية أنها (سوريا) لاعب مهم في المنطقة ومن مصلحة واشنطن أن يكون لديها سفير في دمشق لينقل لأدارته الموقف السياسي السوري ويتم التعاطي وفق الأعراف الدبلوماسية المعمول بها بين كل البلدان". وأوضح "سوريا بلد حاضر في المنطقة، من البحر حتى أفغانستان ومن مصلحة واشنطن العمل مع دمشق على أمن واستقرار المنطقة ، فهذه الخطوة المتأخرة مرحب بها، خاصة أن لدمشق تقاطعاتها لدى شعوب المنطقة ومن الطبيعي أن تهتم الولاياتالمتحدة ببلد مثل سوريا". كما رحبت فرنسا اليوم الخميس بتعيين الرئيس الأمريكي باراك أوباما لسفير في دمشق، معتبرة أنها "إشارة قوية موجهة من الولاياتالمتحدة" إلى سوريا لتعزيز جهود السلام المتوقفة حاليا في المنطقة. وقالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاج في لقاء مع صحفيين إن "تعيين سفير أمريكي في سوريا إشارة قوية تبعث على الارتياح من الولاياتالمتحدة إلى دمشق". وأضافت ردا على سؤال عن تعيين روبرت فورد سفيرا لواشنطن في دمشق أن هذا القرار "يؤكد إرادة الولاياتالمتحدة إجراء حوار بناء مع سوريا وحوار كهذا لا يمكن إلا أن يساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة وجهود السلام". كانت واشنطن سحبت سفيرتها مارجريت سكوبي من دمشق في 15فبراير 2005، وهو اليوم التالي لاغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ومجموعة من اللبنانيين. وشنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش هجوما على دمشق منذ تلك الفترة واتهمتها بالوقوف ضد إسقاط نظام البعث الصدامي في العراق وتسهيل عبور الإرهابيين عبر حدودها مع العراق، الأمر الذي نفته دمشق مرارا. كما أصدرت إدارة بوش عدة قوانين ضد السلطات السورية أبرزها "قانون محاسبة سوريا " الذي كبل الحكومة السورية، ولا يزال. لكن ومنذ مجيء إدارة أوباما إلى البيت الأبيض، أخذ الحوار يعود تدريجيا بين مسئولي البلدين.