قال خليل الحية، القيادي بحركة حماس: إن قرار الحكومة فى غزة بإجراء تعديل وزاري وإشراك الفصائل الأخرى والشخصيات فيها، يأتي كدعوة للفصائل بأن تشاركها في حصاد وإنجازات الصمود والثبات حتى لا نجنيه وحدنا. وأضاف الحية خلال لقائه مع الصحفيين ضمن برنامج (الصالون الصحفي) الذي عقده منتدى الإعلاميين بمدينة غزة اليوم الخميس: "القرار ليس له علاقة بالأوضاع الساخنة مع حركة فتح، وهو خطوة تتقاطع تقاطعًا مباشرًا مع المصالحة، وليس خطوة للوراء كما يسوق البعض". وتابع: "لا يوجد تعديل محدد على الحكومة، أو نية لإقالة وزراء بعينهم.. والموضوع متروك للمشاورات مع الفصائل.. والتعديل قد يطال جميع الوزارات باستثناء رئيس الوزراء". وكان اسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس المقالة، في غزة أعلن، يوم الجمعة الماضية، عن إجراء تعديل وزاري في حكومته.. وشكل لجنة خاصة يرأسها خليل الحية للالتقاء بالفصائل والشخصيات الوطنية كي تعرض عليهم المشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة. وأوضح الحية أن القرار ينبع من إيمان حركة حماس بضرورة الشراكة السياسية والعمل المشترك مع جميع الفصائل في إدارة الشأن الفلسطيني ليتحمل الجميع مسؤولياته الأخلاقية والوطنية.. وقال: "لا نريد تكرار تجربة التفرد الذاتي التي كان ينتهجها من سبقنا". وأشار إلى أن الحكومة أجرت الجولة الأولى من المشاورات مع الفصائل والشخصيات، وأنها حصلت على ردود متباينة، وما زالت تنتظر الرد النهائي من العديد من الفصائل التي لم تعط قرارها بعد. وقال: "تحملنا المرحلة الأصعب والأشد.. واستطعنا توفير الأمن للمواطن الفلسطيني.. وقدمنا نموذجًا في الإدارة بالمنطق الوطني وتفكيك عرى الحصار.. ونحاول اليوم تقديم مئات المشاريع لتطوير البنية التحتية في قطاع غزة". ولفت خليل الحية، القيادي بحركة حماس، إلى أن الحكومة ستوسع من دائرة المشاورات مع أكبر عدد من الشخصيات والكفاءات والفصائل.. مؤكدًا أن رفض أي فصيل أو شخصية الانضمام لن يغير من نظرة الحكومة أو تعاطيها معه. وقال الحية: "إن الشعب الفلسطيني يعيش في مرحلة حساسة، وهو بحاجة إلى الكثير من المتطلبات في الحكم والمقاومة؛ كونه يعيش مرحلة تحرر وطني، ولذلك وجدت الحكومة أن الطريق من أجل تحقيق هذه المتطلبات هو الشراكة والتوافق والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار في العمل الإداري وحماية برنامج المقاومة". وأضاف أن حركة حماس انتهجت الشراكة، وكانت تخوض مشاورات سبقت اتفاق مكة، وتنازلت عن الكثير من الوزارات للفصائل الأخرى، وظهر ذلك في الحكومة العاشرة التي تنازلت فيها عن 12 وزارة. وتابع: "هذه الخطوة لم تأت كرد فعل عن القضايا المعيشة، ورغم أن المشاورات تواكب حالة السخونة التي يعيشها الواقع الفلسطيني، فإن إعادة تشكيل الحكومة خطوة لا بد منها.. ونحن عازمون على إتمامها وإنهائها.. ونأمل أن تنضم أكبر شريحة ممكنة تؤمن بالشراكة". وأشار إلى أن الشراكة في الحكومة من شأنها أن تغير نظرة المانحين حينما يرون أن من يحكم غالبية الشعب الفلسطيني هم من غالبية الأطياف الفلسطينية، وبالتالي يسرع في تمويل إعادة إعمار قطاع غزة. ونوه بأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول اليوم أن يعطل الإعمار، ويصور الشعب الفلسطيني وقطاع غزة بأنه بؤرة سوداء تجمع الإرهاب، وأنه يقاتلها من أجل ذلك. كان إسماعيل هنية، رئيس حكومة حماس المقالة في غزة، قد أكد أن حكومته لا يمكن أن تقبل بما يسمى "الوطن البديل"، أو أي حل للأزمة الفلسطينية على حساب الأردن تحت أي ظرف من الظروف. وجاء ذلك خلال استقبال هنية، اليوم الخميس، بمكتبه في مدينة غزة، وفدًا أردنيًّا رسميًّا برئاسة اللواء محمود فريحات، مدير العمليات الحربية في الجيش الأردني وممثل رئيس هيئة أركان الجيش الأردني. ودعا هنية إلى تحرك من الملك عبد الله بن الحسين، ومن مختلف الدول العربية، لكبح جماح أي تصعيد عدواني إسرائيلي. وقال: "إن نتائج الحرب التي شنها قبل عامين الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة لا تزال قائمة، وخاصة البيوت التي دمرت، ولم يتم بناؤها، مما يتطلب أن يولي الأردن موضوع إعادة إعمار قطاع غزة أهمية خاصة، وأن يتم بحث الوسائل الملائمة لتحقيق هذه الغاية". من جانبه، ثمن اللواء فريحات موقف هنية حول رفض خيارات "الوطن البديل"، مؤكدًا أن هذا موقف مشترك مع المملكة الأردنية.. وأشاد بصمود الشعب الفلسطيني خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. يذكر أن ديوان الموظفين العام بحكومة حماس المقالة في غزة أعلن أنه، بعد غد السبت الموافق الأول من يناير، عطلة رسمية لجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية. وأشار ديوان الموظفين إلى أن هذا القرار جاء بناء على قرار مجلس وزراء حكومة حماس في غزة، معربًا عن تهانيها إلى الأمتين العربية والإسلامية بهذا العام الجديد.