يزور وفد مكون من 17 فردا من المستثمرين ورواد الأعمال الأمريكيين البارزين القاهرة خلال الفترة من 9 إلى 12 يناير القادم فى إطار البرنامج العالمى لريادة الأعمال التابع لوزارة الخارجية الأمريكية الذى أُعلن عنه أبريل الماضى خلال قمة ريادة الأعمال بواشنطن، وكانت مصر أول دولة فى العالم الإسلامى ومنطقة الشرق الأوسط يتم اختيارها لإطلاق البرنامج بها. ويسعى الوفد، الذى سيزور القاهرة بالتنسيق مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أحد شركاء البرنامج فى مصر إلى لقاء المبتكرين المصريين والتعرف على فرص الأعمال المتاحة ودعم شراكات الريادة والابتكار، حيث من المقرر أن يلتقى الوفد ممثلى الحكومة المصرية، والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية. وفى نهاية الزيارة سيقوم الوفد بتقديم جوائز نقدية للاستثمار فى شركات مصرية ناشئة تم اختيارها من خلال مسابقة لعرض خطط أعمال تقدمت لها 120 شركة مصرية عبر موقع الكترونى صممه البرنامج ليقوم الراغبون فى المشاركة بترشيح أنفسهم من خلاله. وأوضح ستفين كولتاى، كبير مستشارى وزارة الخارجية الأمريكية لشئون ريادة الأعمال العالمية، خلال مؤتمر عبر الهاتف أمس الأول، أن قيمة الجائزة ستتراوح ما بين 25 و50 ألف دولار، إلا أن الأهم من هذا هو أن بعض المستثمرين الأمريكيين يتطلعون لمعرفة الشركات التى ستتصدر القوائم النهائية لبدء استثمارات معها، وهو الهدف الأهم حيث سيقومون بنقل خبراتهم لهذه الشركات الريادية. وعن تعريفه لرائد الأعمال، يقول كولتاى إن أى شخص لديه رؤية أو فكرة مختلفة ولديه القدرة على تنفيذها، سواء كانت شركة أو خدمة جديدة كليا، أو سلعة أو خدمة موجودة بالفعل لكن مضافا عليها فكرة أو قيمة جديدة تعزز من نجاحها، مؤكدا أن البرنامج لا يلتزم بسن معينة لرواد الأعمال. وأنشأ البرنامج بالفعل شراكات مع العديد من المنظمات التى التزمت بمساعدة رواد الأعمال ممن يرغبون فى بدء أعمال تجارية جديدة، ومن هؤلاء الشركاء الجمعية المصرية لشباب رجال الأعمال، والجامعة الأمريكيةبالقاهرة، والمنتدى الأمريكى المصرى لقادة الأعمال، وغرفة التجارة الأمريكية، وجوجل، وجامعة النيل، وهيئة تنمية الصناعة، واميديست، وإنديفور. وبحسب كولتاى، يسعى برنامج ريادة الأعمال العالمى إلى تفعيل مفهوم «المستثمر الملاك أو المنقذ» Angel Investor فى مصر، الذى يقصد به أن يقوم مستثمر فرد هو فى الأصل عضو فى مجموعة استثمارية مثلا بتمويل برنامج ريادى مبتكر يتوقع له النجاح، وتكون قيمة الاستثمار التى يقدمها لهذا المشروع من 15 إلى 200 ألف دولار فى صورة أسهم وليس كقرض. وفى هذا الصدد أوضح كولتاى أن 90% من تمويل المشروعات الريادية الجديدة فى الولاياتالمتحدة يتم من خلال هذا النوع من الاستثمارات، ومنها سلسلة مقاهى «ستاربكس» العالمية كانت فى الأصل مشروعا مبتكرا حصل على تمويل من «مستثمر ملاك»، كما تم تقديم تمويل بهذا النوع أيضا لمشروعين فى لبنان والأردن فى مجال التكنولوجيا الحديثة أثناء زيارة لوفد مماثل للذى سيزور مصر الشهر القادم ولكن أقل عددا. وأشار كولتاى إلى أنه سيتم خلال الزيارة إطلاق مكتب «رائد الأعمال المقيم» فى القاهرة والإسكندرية والممول من قبل هيئة المعونة الأمريكية، والإعلان عمن سيتولى رئاستهما، موضحا أن الهدف من هذه المكاتب هو مواصلة تنظيم وتوسيع الشراكات، والتأكد من تحقيق المحاور الستة المذكورة، وأن يقدم نموذجا أوليا للمبتكرين فى مصر بتقديم الخبرة الأمريكية للراغبين فى التعلم منها، علاوة على مساعدة رواد الأعمال فى إيجاد مصادر للتمويل، إلا أنه لن يقوم بالتمويل بنفسه. وأضاف أن من ضمن الوفد الذى سيزور القاهرة مسئولة مؤسسة الاستثمار الخاص فى أعالى البحار (OPIC) التابعة للخارجية الأمريكية التى قدمت نحو 430 مليون دولار لعدد من دول المنطقة ومنها مصر لتشجيع ريادة الأعمال وحث مستثمرين أمريكيين على الدخول فى هذه المشاريع بالمنطقة، كما سيساعد المكتب الجديد فى تفعيل شبكات واسعة من «المستثمرين الملائكة»، وتشجيع نمو التمويل المشترك المحلى.