عودتنا السينما المصرية على الجنون.. فما إن تتفاءل بفيلم حتى يخيب أملك فى عشرة، وإذا يئست من التقدم يفاجئك أحد عاشقى السينما بفيلم يعيد لك الأمل مرة أخرى، وهكذا من اليأس إلى الأمل ومن الأمل إلى الخيبة نعيش جميعا على أرجوحة السينما التى ترفض الاستقرار على أى جانب. وبعد أن اتفق الكثيرون على ختام 2010 الذى أعاد للسينما المصرية كثيرا من ثقتها بنفسها نحاول الآن أن نعرف كيف تستمر هذه الصحوة قبل أن تعاودنا فصول السينما البايخة مرة أخرى وما الذى يتوجب على السينمائيين فعله لاستمرار الثقة فى السينما فى هذا التحقيق. الناقد رفيق الصبان قال: يبدو ان اندفاع الشباب قوى وما حققوه من جوائز شحذ هممهم وجعلهم ينفذون مشاريعهم التى طالما حلموا بها والتى تعتمد على رؤية سينمائية خالصة وهذا يعنى ان هناك موجة جديدة تستطيع ان تغيير كثيرا من حال السينما.. وأكد الصبان ان السينما تجارب ولابد أن تسقط لتنهض، وتخطئ لتصيب، وانه من غير الصحيح ان يتخيل أحد أن السينما فى الماضى كان طريقها مفروشا بالورود والمهم هو العناد حتى يحقق صناعها ما يريدون. ووضع الصبان روشته سريعة لعلاج بعض الأمراض السينمائية أتى فى مقدمتها ضرورة تخلص المنتجين من تمسكم بالنجوم الكبار الذى سوف يذهب بالسينما إلى الجحيم طبقا لكلام الصبان الذى أكد ان السينما فى أمس الحاجة لدماء جديدة. كما أكد ضرورة اهتمام الدولة بالسينما فهى التى تستطع فتح باب العمل أمام الشباب ودعمهم بعيدا عن تحكم البعض. ويأتى ممثلا للدولة فاروق عبدالسلام المشرف على مكتب الوزير والمشرف أيضا على مشروع دعم وزارة الثقافة لمشاريع الأفلام والذى أكد استمرار دعم الدولة للسينما وللسينمائيين وكشف عن انتهاء لجنة الدعم من فحص المشاريع ال35 مل هذا الأسبوع والتى بلغ عددها 76 مشروعا مما يؤدى إلى إعلان الفائزين بكعكة العشرين مليون جنيه مع بداية شهر يناير المقبل ليجرى بعضها التفرغ لفحص مشاريع الديجيتال والتى يبلغ عددها أيضا 76 مشروعا. كما أكد عبدالسلام استمرار النية لدى وزارة الثقافة فى إنتاج أفلام مهرجانات كما عبر فى حديثه على غرار فيلم المسافر وكشف عن قيام الوزارة الآن بالبحث عن مشروع للإنتاج وأن النية تتجه لإنتاج فيلم تاريخى. ورفض عبدالسلام ان يكون الهجوم الذى ناله المسافر قد يجعل الوزارة تبتعد عن الإنتاج المباشر وتتجه للدعم فقط كما نفى ان تكون الوزارة السبب فى تأخر عرض الفيلم وقال إن السبب يرجع لشركة التوزيع التى تبحث عن فرصة مناسبة للعرض. ويرى عبدالسلام ان المسافر فيلم ناجح حقق العديد من الجوائز ونافس فى عدة مهرجانات كما ان هناك العديد من الفضائيات تعاقدت على شرائه.. أما الناقد يوسف شريف رزق الله فحدثناه عن رؤيته لعام مضى وأيضا لانطباعه عن العام المقبل فقال: من خلال متابعتى للصحف وأخبار السينما أستطيع القول بأنى متفائل لبعض مشاريع 2011 والتى قد تحمل تصريحا بأن ما شهده 2010 قد لا يكون حالة خاصة. وعدد رزق الله بعض الاسماء ومنها مثلا فيلم أسماء لهند صبرى وكف القمر وبيبو وبشير والذى يعد تجربة أولى لمريم أبوعوف وأيضا إعلان يسرى نصر الله عن تجهيزه لفيلم جديد وكذلك محمد خان.. وأيضا هناك اسماء لأفلام انتهت ولم تعرض جماهيريا كالشوق وميكروفون وحاوى والطريق الدائرى والذى يظهر فيها الطفرة التى حققها عالم الديجيتال. ويرى رزق الله ايضا فى عودة بعض شركات الإنتاج وظهور بعض الاسماء الإنتاجية الجديدة عوامل مبشرة وضرب مثلا بشركة نيوسنشرى التى تعيد اسم دولار فيلم مرة أخرى وكذلك محمد حفظى وخالد أبوالنجا وهى الاسماء التى أدى دخولها إلى دعم موجة جديدة تشكلت وحملت السينما المصرية إلى آفاق أرحب وحققت لها معة جيدة فى المهرجانات.. وأكد رزق الله ان هناك اشياء لابد من توافرها لتستكمل السينما نجاحها وهو اهتمام الموزعين بالتسويق الجيد للأفلام وأيضا دور الجمهور فى مساندة الأعمال الجادة المهمة وضرب مثلا بفيلم بصرة للمخرج أحمد رشوان والذى أعلن رزق الله اسفه لما تعرض له الفيلم فى التسويق حيث ظلم من خلال طباعته بنسختين فقط ووضعهم فى الحفلات الصباحية. أما أحمد رشوان والذى يعد أحد فرسان تيار السينما البديلة والذى تحدث عنه رزق الله فأكد أنه شعر بالظلم نتيجة لعرض فيلمه بهذه الطريقة حيث لم تتتح له أى فرصه للمنافسة واكد ان المسئولية يتحملها التوزيع والإنتاج وهو نفسه أيضا لانهم تحدثوا معه ووافق رغم ان الاتفاق كان قائم على طرحه بجانب الأفلام الكبيرة وليس رفعه لصالحها من دور العرض. ولكن رغم هذا اكد رشوان تفاؤله بما حققته السينما البديلة أو الموازية كما يحب البعض ان يطلق عليها حيث قال: ما يقال عن نية المنتج هشام عبدالخالق من طبع 30 نسخة من ميكروفون وطرحها جماهيريا ان حدث سيكون انتصارا جديدا لنا جميعا كمخرجين مستقلين لان هذا يعنى قيامه بحملة دعاية كبيرة وبالتالى يعنى اقتحام قوى للسينما المستقلة إلى عالم الجماهير. ولكن يؤكد رشوان رفضه لما يقال ان السينما المستقلة صارت تهدد التجارية وكل هذه الصيحات الكبيرة فلا يوجد نوع سيلغى آخر بل سيسير الجميع بالتوازى. وحذر رشوان من انحدار السينما المستقلة لجرف المقاولات حيث اغرى نجاحها الكثيرين لصنع أفلام تجنى لهم ايرادات بشكل أسرع وبتكلفة أقل وأكد رشوان ان فكرة المقاولات إذا طغت وانتشرت ستكون وصمة عار على مخرجى التيار الجديد وقد تدفع الجمهور للعزوف عنها لذا يجب الحرص وتصنيف الأعمال جيدا.