"التحية الأخيرة للرئيس بوش" عنوان كتاب جديد لمنتظر الزيدي الصحفي العراقي الذي ألقى حذاءه في لحظة انفعال في بغداد على الرئيس الأمريكي السابق وهي خطوة تكررت منذ ذلك الوقت من جانب نشطاء سياسيين غاضبين في أنحاء العالم. وقامت دار نشر لبنانية بإصدار كتاب الزيدي باللغة العربية وستعود أرباحه لمؤسسة خيرية تعمل لصالح العراقيين المحتاجين. ويبحث الزيدي الآن عن دار نشر أوروبية لترجمة كتابه إلى لغات أخرى حتى يعلم الناس حول العالم ما فعله بوش في بلاده وبالشعب العراقي. وقال الزيدي وهو صحفي سابق بقناة تليفزيون البغدادية إن كتابه هدفه نقل القصة للشعب العراقي بداية من حرب الخليج الأولى في عام 1991 إلى العقوبات التعجيزية التي أعقبتها والغزو الأمريكي الذي جلب معه موجة جديدة من المشاكل. ولكن الزيدي يروي في الكتاب أيضا محنته الشخصية والتي تضمنت ما قاله عن تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه في بغداد عقب واقعة الحذاء والتي تمت أثناء وقوف جورج بوش بجوار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال الزيدي في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية "إنني أعرف الأشخاص الذين عذبوني أثناء وجودي بالسجن واحدا واحدا ... لقد قاموا بكسر أسناني وقدمي وأنفي". وقام الزيدي منذئذ برفع دعوى قضائية ضد المالكي أمام محكمة سويسرية قائلا إن جميع من عذبوه نفذوا مباشرة أوامر المالكي. وقال الزيدي بكل ثقة "لقد كتبت جميع أسمائهم في كتابي، وفي القريب العاجل سوف تستدعيهم المحكمة لتوقيع العقاب عليهم". وكان الزيدي ألقى الحذاء يوم 14 ديسمبر 2008 وهو يصيح "هذه قبلة الوداع يا كلب" خلال رحلة بوش الأخيرة للعراق. وأضاف "هذه من الأرامل واليتامى ومن الذين قتلتهم في العراق". وتمكن الرئيس من الابتعاد عن الحذاء، فيما حاول رئيس الوزراء العراقي الإمساك به. وتذكر بوش بعد فترة قصيرة من الواقعة "لم يكن لدي وقت كبير لأفكر في أي شيء أخر، لقد انحنيت وتفاديت الحذاء". وقلد نشطاء في دول عديدة فكرة الزيدي وفي خلال فترة زمنية قصيرة واجه زعماء العالم قلقا إضافيا، حتى رئيس وزراء الصين وين جياباو تعرض لإلقاء حذاء عليه أِثناء إلقاء خطابه في جامعة كمبريدج. وقال الزيدي في بيروت حيث يعمل حاليا لحساب قناة فضائية محلية " كتابي يسجل أيضا اللحظات التي أدت بي إلى إلقاء حذائي على بوش خلال المؤتمر الصحفي في بغداد". وقد أفرج رسميا عن الصحفي العراقي وقام بتوقيع كتابه في معرض بيروت للكتاب هذا الأسبوع لأنه أراد أن يتزامن مع ذكرى مرور عامين على واقعة الحذاء. وسرعان ما أصبح الزيدي بطلا في بعض مناطق العالم العربي وبين النشطاء المناهضين للحرب. أما المسئولون العراقيون فكانوا أقل سعادة ووصفوا الحادث بأنه "عار". وقدم بعض الصحفيين اعتذارا إلى الرئيس الأمريكي الزائر الذي حاول تجاوز الواقعة. وقال"كتبت ما كنت أشعر به عندما شاهدت بوش في المؤتمر الصحفي المشترك مع نوري المالكي، ومن ثم سوف يعرف القارئ ما دفعني إلى تنفيذ ما فعلته". وكتب الصحفي العراقي في كتابه "عندما رأيت بوش شعرت بشيء ما يرتجف داخل جسمي وشعرت بغضب يمزق أوصالي، وكل ما رأيته حينئذ مشاهد المذابح التي أرتكبها هذا الرجل ضد شعبي" مؤكدا "كنت أعني كل كلمة قلتها حينئذ".