شاركت نساء صوفيات فى أداء رقصة الدراويش «الدائرية» علنا، ربما لأول مرة فى تاريخ الرقصة الشهيرة الذى يمتد لأكثر من 8 قرون، فى احتفال لأتباع طائفة المولوية الصوفية السنية بمدينة إسطنبول. والطريقة المولوية، كما يطلق أتباع الطائفة على أنفسهم ويعرفون بها رسميا، هى إحدى الطرق الصوفية السنية، وتأسست فى القرن ال13 إثر وفاة الشاعر والفيلسوف جلال الدين الرومى، الذى يطلق عليه الأتباع «مولانا الرومى». وانطلقت الطريقة المولوية من مدينة قونية التركية، وسط منطقة الأناضول، والتى تعد الموطن الروحى لأبناء الطريقة المولوية، حيث يوجد حاليا «متحف مولانا» الذى يضم مرقد الرومى وابنه. وفى ديسمبر من كل عام، يتدفق الناس إلى قونية لإحياء ذكرى وفاة الرومى ومشاهدة رقصة الدراويش الدائرية، وهى الطقس الدينى المميز لهم. وتتم الرقصة الدائرية بارتداء ملابس رمزية مؤلفة من الثوب الأبيض الفضفاض والقبعة الدائرية الطويلة، التى يطلق عليها اسم «الكلاه»، ويرافق الراقصين عزف على الناى، حيث يرفع الراقصون أيديهم إلى السماء ويدورون حول أنفسهم بعكس عقارب الساعة. وتعد رقصة الدراويش جزءا أساسيا من فلسفة الطريقة المولوية، وأضيفت إلى قائمة اليونسكو للتراث الإنسانى. وتمثل الحركة الدائرية فى الرقص دوران الأرض حول الشمس، وتعتبر الرقصة رحلة رمزية لتقرب الدرويش من الله والحقيقة. وفى العادة، الرجال هم الوحيدون الذين يقومون برقصة الدراويش الدائرية، رغم أن هذا الأمر بدأ يتغير مؤخرا، ففى اسطنبول يمكن للرجال والنساء أن يتشاركوا فى الرقص الدائرى. تقول الراقصة الدرويشة من مدينة اسطنبول، سويتاب دميرتاس: «عندما تتقرب من الله، أو إذا كنت ترغب فى الاتصال مع نفسك وروحك، فإنه لا فرق فى أن يكون الشخص بجانبك ذكرا أو أنثى». غير أن طلعت هلمان، وزير الثقافة التركى الأسبق وأحد الدارسين المعروفين للرومى، قال إن «مدينة قونية» تظل أكثر محافظة، وربما يوما ما ستلحق بركب اسطنبول فى وجود نساء ورجال يرقصون إلى جانب بعضهم البعض، ولكن حتى الآن «النساء غير مسموح لهن بممارسة رقصة الدراويش، وهو أمر أرجو أن يتغير».