اتفقت الجامعة العربية وقطر على الترتيبات النهائية الخاصة بعقد المؤتمر الدولي الخاص بدعم القدس، والذي تقرر أن تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 2¬3 فبراير القادم تحت رعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر، وتحت مظلة الجامعة العربية تنفيذًا لقرارات القمة العربية الثانية والعشرين التي عقدت في مدينة سرت الليبية. وعقد، اليوم الأربعاء، اجتماع مشترك بين وفدين من الجامعة العربية برئاسة السفير محمد صبيح، رئيس اللجنة التنسيقية للمؤتمر، وقطر برئاسة محمد بن عبد الله الرميحي، مساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة ورئيس اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات. وفي ختام الاجتماع عقد الوفدان مؤتمرًا صحفيًّا، حيث أكد السفير محمد صبيح أهمية مؤتمر الدوحة للقدس، لافتًا إلى أنه يأتي تفعيلا لقرارات القمة العربية في سرت لدعم المدينة المقدسة التي تواجه هجمة إسرائيلية شرسة لتهويدها. وأضاف أن قطر قدمت كل الإمكانيات التي تكفل إنجاح هذا المؤتمر، والذي تشارك فيه العديد من الجهات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، وسوف يخصص للمؤتمر موقع إلكتروني تنشر عليه كل الوقائع والبيانات بكل اللغات، ليوجه إلى بعثات العالم والدول الإسلامية كافة. وأعرب صبيح عن أمله في أن يعقد هذا المؤتمر بشكل دوري، وأن تقرر القمم العربية كافة في أعقابها عقد مؤتمر دولي لدعم القدس. وحول مشاركة الجانب الفلسطيني في المؤتمر قال السفير صبيح: "نحن نتعامل كجامعة عربية مع هذا المؤتمر كما تتعامل القمم العربية، وهذا المؤتمر يعقد تحت رعاية الجامعة العربية، وهو مؤتمر للقدس وليس للقضية الفلسطينية، فالقدس تتعرض إلى انتهاكات خطيرة، وتقوم إسرائيل بتهويدها وطمس هويتها التاريخية وتغيير معالمها، ولذلك سيكون التركيز على القدس وإبراز هذه الانتهاكات كافة أمام الرأي العام العالمي لحشد الدعم القانوني والدولي لهذا المؤتمر. ومن جانبه أكد محمد بن عبد الله الرميحي، مساعد وزير الخارجية لشؤون المتابعة ورئيس اللجنة الدائمة لتنظيم المؤتمرات، حرص قطر على تعزيز القضية الفلسطينية ودعم القدس التي تعد جزءًا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية "المحتلة"، ومن هذا المنطق تتواصل الجهود القطرية بالتعاون مع الجامعة العربية من أجل الإعداد واستكمال الترتيبات الخاصة بعقد مؤتمر الدوحة الدولي حول القدس، وبحضور موسع من الشخصيات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني. وقال: إن الدعوات وُجهت إلى لعديد من دول العالم والدول العربية والإسلامية لحضور المؤتمر الذي سيحظى بمشاركة دولية واسعة، ويضم مشاركين من 70 دولة وخبراء ورموز ينتمون إلى الأديان السماوية كافة. وأشار الرميحي إلى أهمية هذا المؤتمر الذي سيسهم بشكل كبير في التركيز على قضية القدس ووضعها في بؤرة الاهتمام الإقليمي الدولي، وكذلك تناولها بشكل موسع من قبل وسائل الإعلام، والتركيز على إبراز الحقائق التاريخية، وإبراز الجوانب القانونية حول القدس، وكشف ادعاءات الجانب الإسرائيلي حول المدينة المقدسة، وكذلك العمل على تعميق دور المجتمع المدني في الدفاع عن القدس وحمايتها. وأكد: "هذا المؤتمر الهام يأتي تفعيلا لقرارات قمة سرت في مارس الماضي، ومن هنا تتواصل الجهود من أجل إنجاح هذا المؤتمر الذي يؤكد أن القدس كانت ولا تزال في الصدارة للدول العربية والإسلامية، وأنها محور أساسي للقضية الفلسطينية، والدفاع عنها أمر أساسي، ونتطلع إلى أن يشاركنا العالم في هذا المؤتمر الذي نأمل أن يحقق نتائج مثمرة تدعم المدينة المقدسة وصمود أهلها". وحول الشعار الذي تم الاتفاق عليه قال الرميحي: إن شعار المؤتمر سيكون متقاربًا إلى شعار جامعة الدول العربية، ويضم في داخله المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكنيسة القيامة وحمامة السلام، بالإضافة إلى عنوان المؤتمر الذي من المقرر أن يعقد بمركز المؤتمرات الملحق بفندق شيراتون الدوحة. وفي رده على سؤال حول مدى تطرق المؤتمر للتعهدات المالية التي أقرتها القمم العربية، والتي لم يتم الوفاء بها حتى الآن لدعم القدس، أشار إلى أهمية هذا المحور ومناقشته وإعطائه الأولوية، لافتا إلى أنه أكد أهمية أن تطرح هذه الأمور على الدول العربية بصفة مباشرة، معربًا عن أمله في أن يتم تنفيذ التوصيات كافة وما سيتم التوصل إليه من قرارات خلال هذا المؤتمر. وأوضح أن هذا المؤتمر يعقد بالتعاون مع الجامعة العربية، وتنفيذًا لقراراتها، وبالتالي ستتابع آلياته وتنفيذ القرارات التي ستصدر عنه. وحول توجيه الدعوة للولايات المتحدة للمشاركة في المؤتمر قال إنه تم توجيه الدعوة لها كأي دولة أخرى، ولنا اهتمام خاص بها لأهمية دورها تجاه القضايا العالمية. وعن التمثيل الفلسطيني ومدى تأثير تأخر المصالحة على أجواء المؤتمر قال: "إننا مهتمون بالشأن الفلسطيني، لكن هم أصحاب القرار فيما يتعلق بالمشاركة، ونأمل أن يكون المؤتمر توافقيا وناجحا كما هو مأمول له".