«لم أشعر لحظة أن القدر سيمنعنى من لقاء محمود درويش.. لم أشعر أنه سيحرمنى من تجسيد دور طالما حلمت به وأن أرتدى ثياب شخصية طالما حلمت معها بوطن ينتمى لوطن» كانت هذه هى الكلمات الأولى للفنان السورى فراس إبراهيم خلال حواره مع «الشروق» وهو ملازم الفراش متأثرا بجروح وكسور إثر تعرضه لحادث سيارة وهو فى طريقه لمقابلة أسرة الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش بالأردن.. كانت الرحلة من أجل مباركة أخيرة لتجسيد رحلة وقصة حياة درويش فى مسلسل تليفزيونى بعنوان «فى حضرة الغياب». ● سألت فراس إبراهيم.. إلى أين وصلت حالتك الصحية الآن؟ الحمد الله أشعر بحالة من التحسن خلال الأيام الماضية، خصوصا أننى ألازم فراش منزلى دون أى حركة وألتزم بتعليمات الأطباء حتى تلتئم الكسور وهى عبارة عن كسر فى اليد اليسرى واليمنى وكسر فى الضلع الأيمن وسيتم نزع الجبس عن قدمى اليسرى واليد اليسرى خلال 20 يوما ويبقى الجبس على الضلع الأيمن واليد اليمنى بعدها أسبوع آخر، أى أننى سأنزع كل الجبس خلال شهر وبعدها سأخضع لبعض جلسات العلاج الطبيعى استعدادا لممارسة عملى لأن الأطباء طمأنونى أن هذا الحادث رغم خطورته إلا أنه لن يترك أثرا على حركتى أو أدائى لعملى مستقبلا. ● هل تتذكر ما حدث؟ طبعا لأننى كنت أسير فى طريق العودة من الأردن وإلى جوارى صديقى الموسيقار مارسيل خليفة ورأينا فى المرآة سيارة طائشة تترنح على الطريق والشاب المستهتر الذى يقودها يصر على السير بسرعة جنونية فأخذت الاتجاه الأيمن من الطريق وتقريبا أوقفت السيارة وفجأة وجدت السيارة الطائشة تصطدم بالباب الأيسر لسيارتى وكانت صدمة أفقدتنى الوعى ولو شاهدت الحادث والآثار التى خلفها على السيارة تقول إنه حادث موت وأن من كانوا بداخل السيارة لا يمكن أن يكونوا قد نجوا بأى حال من الأحوال. ● هل شعرت ولو للحظة أن القدر سيحرمك من محمود درويش؟ لم أشعر بذلك على الإطلاق لأننى دائما أحول هذه الإشارات القدرية إلى طاقة إيجابية وانظر لها على أنها رسائل يمكن الاستفادة منها لتقديم أعمال لها قيمة وتعودت فى حياتى على مواجهة الصعوبات والمحن وأن أستفيد منها وما حدث لى زادنى إصرارا وحماسا لمشروعى مع محمود درويش. ● وكيف حال مارسيل خليفة؟ مارسيل كان على يمينى ولم يصب سوى برضوخ وكدمات خفيفة وتعافى منها والحمد لله. ● تنوقلت شائعات عن تأجيل المسلسل بسبب الحادث فهل بالفعل سيتم تأجيله؟ الحادث لم يؤثر على الاستعداد للمسلسل وسيكون جاهزا فى موعده خلال رمضان 2011 والمخرج نجدت انزور لم يتوقف دقيقة واحدة فى عمل كل الترتيبات بل يكفى أن أقول لك إننا بدأنا بالفعل يوم الأحد 28 نوفمبر تصوير أول مشاهدى المسلسل داخل ديكور القرية التى قمنا ببنائها خصيصا للمسلسل فى جبال الجنوب اللبنانى وسيتم فيها تصوير المرحلة الأولى من المسلسل. ● وماذا تتضمن تلك المرحلة؟ طفولة محمود درويش وهى مرحلة تمثل جزءا كبيرا من المسلسل ولن يتم عرضها فى الحلقات الأولى وكلها ستعرض فى إطار الحكى والفلاش باك فى أكثر من حلقة ولكن سيتم تصويرها دفعة واحدة ثم يتم توزيعها على الحلقات حسب السيناريو وهذه المرحلة يظهر فيها الطفل الموهوب يازن حاج خميس فى دور محمود درويش طفلا ومعه جده الذى يجسد شخصيته الفنان أسعد فضة والفنانة لينا روحانة فى دور أم محمود درويش وفى هذه المرحلة سيظهر كل من الأردنية شفيقة الطل والفنان باسم مغنية والفنان عبدالرحمن الراشى والفنانة رانيا أحمد وتيسير إدريس وطارق إبراهيم. ● ومتى ستبدأ تصوير الجزء الخاص بك؟ كما قلت لك أحتاج إلى شهر تقريبا لأستعيد قدرتى على العمل وأعتقد أننى بعد شهر سأبدأ تصوير الجزء الخاص بشباب محمود درويش الذى سيتم تصويره فى سوريا والمرحلة المهمة فى المسلسل هى التى سيتم تصويرها فى باريس ولندن والأردن ومصر وعدد من الدول العربية التى ستعكس المراحل المختلفة من حياة محمود درويش. ● كيف ستقدم محمود درويش؟ كان لدى خطتان لدرويش الأولى أن أعتمد على الماكياج للوصول إلى الشبه والشكل الخارجى ومن خلاله أتمكن من أداء الشخصية والخطة الثانية أن اهتم بالداخل والتركيز على روح الشخصية والأفكار والقناعات التى كانت تحكم محمود درويش ومنطقه فى الحياة ومن الداخل أبدأ اتقمص الشخصية وهذا بالفعل ما قررت الاعتماد عليه أن أصل إلى داخل الشخصية وأترك ما أشعر به فى الداخل ينعكس على شخصيتى من الخارج مع التأكيد على أننى سأسعى جاهدا فى للوصول إلى أقرب شبه لمحمود درويش.