«غمض عينيك وامش بخفة ودلع.. الدنيا هى الشابة وانت الجدع.. تشوف رشاقة خطوتك تعبدك.. لكن انت لو بصيت لرجليك تقع.. وعجبى» برباعية صلاح جاهين ظلت الإذاعية القديرة إيناس جوهر تداعب مسامع جمهورها عبر إذاعة الشرق الأوسط وهى تقدم برنامجها الشهير «تسالى» وعلى مدار 40 عاما قدمت خلالها مجموعة من أشهر البرامج، كما كان لها إسهامات جعلتها تحتل لقب المرأة الثانية على مقعد رئاسة الإذاعة بعد الراحلة صفية المهندس. وكان هذا المشوار الحافل سببا فى اختيار مهرجان الإعلام العربى لإيناس جوهر للتكريم هذا العام، وعن هذا الاختيار تقول: أحظى على تكريم من الجمهور والنقاد منذ بداية عملى بالإذاعة، وكنت أشعر بسعادة بالغة لتواصلى المستمر معهم لكن منذ أن وصلنى خطاب من وزارة الإعلام يبلغنى بقرار تكريمى شعرت بفرحة من نوع مختلف فعندما أحظى على تكريم من أبناء المهنة فهذا أمر رائع وإضافة كبيرة فى مشوارى ،كما أن توقيت تكريمى أثار فى نفسى سعادة بالغة لأننى كنت اعلم انه فى يوم من الأيام سيكرمنى المهرجان ولكن لم أكن أعلم أن هذا التكريم سيأتى سريعا. وتروى إيناس جوهر ذكرياتها عن محطات فى مشوارها العملى وتقول: أعتز كثيرا بالمرحلة الأولى المليئة بالجدية حيث كنت أقدم نشرة الأخبار ولكنها كانت مرحلة خالية من الإبداع، فكنت اكتفى فقط بالتحكم فى طبقة الصوت لتناسب الخبر الذى أقرأه، جاءت مرحلة الإبداع التى تحمل توقيع الإذاعى طاهر أبوزيد حينما منحنى فرصة تقديم مجموعة البرامج الخفيفة التى اشتهرت بها وكانت النقلة الحقيقية فى مشوارى حينما منحتنى نقابة الممثلين تصريحا للتمثيل وشاركت فى عملين دراميين وهما «حكاية بعد نص الليل» و«قصة فيلم»، إضافة إلى مرحلة الإعلانات التى منحتنى خبرة إضافية فى العمل الإذاعى وأخيرا مرحلة تفرغى للعمل الإدارى. وتحكى قصتها مع رباعية صلاح جاهين التى وضعتها فى مكانة متميزة بقلوب المستمعين وتقول: كنا نفكر كفريق عمل برنامج تسالى الذى كان يضم فتحى الملا ومحيى محمود فى البداية لفكرة جاذبة فقررنا أن نستعين برباعية لصلاح جاهين فاخترت «أنا اللى بالأمر المحال اغتوى» وكنت أرى أن هذه الرباعية ستحقق نجاحا كبيرا لكن فتحى اختار «غمض عينيك» وأقنعنى بها، وبالفعل حقق البرنامج صدى كبيرا لدى الجمهور وأتذكر انه أثناء تولى فهمى عمر رئاسة الإذاعة وقع الاختيار على «تسالى» ليشارك فى مؤتمر عالمى عقدته إذاعة مونت كارلو للبرامج الإذاعية ليفوز البرنامج بالمركز السادس عالميا. وعن أسباب اختفاء البرنامج رغم انه يعد من البرامج التى لا تنسى مثل برامج «همسة عتاب» و«كلمتين وبس» وغيرهما فقالت: بعد أن توليت رئاسة الإذاعة تعذر أن أستمر فى تقديم البرنامج مرة أخرى لأن طبيعة الأداء الخفيفة لم تكن تتلاءم مع منصبى المهم ومؤلف البرنامج لم يتوصل إلى طريقة وسطى تجمع بين هيبة المنصب وفكرة البرنامج فتوقفت والآن لا أستطيع أن اطلب إعادته مرة أخرى فرئيس الإذاعة الحالى إذا رأت انه يستحق العودة فأهلا وسهلا وإذا كانت لها وجهة نظر أخرى فأهلا وسهلا أيضا. وبسؤالها عما إذا كان المنصب يغير فى النفوس قالت: لقد قضيت عامى الماضى بعد خروجى من المنصب فى حالة تقييم لأدائى إيمانا منى بأننى لن استطيع أن أستمتع بحالة الراحة والهدوء بعد سنوات طويلة من العمل إلا بعد أن اعمل كشف حساب لى وفى الحقيقة لقد ندمت على أشياء كثيرة منها أننى لم انجح أن أثنى العاملين فى الإذاعة على تقليدهم لكل عنصر ناجح دون أن يكون لكل منهم بصمة خاصة به ولكنى لم أشعر أن المنصب غيّر منى بل بالعكس فأسرة الإذاعة أساءت فهمى حينما تعاملت معهم كإخوتى وأبنائى وفتحت لهم بابى وظنوا أننى ضعيفة. وعما إذا كانت تشعر بتغيير المعاملة بعد تركها للمنصب قالت: أنا مؤمنة انه بعد الغروب لا يبحث أحد عن الشمس وبالطبع المعاملة تغيرت وأنا عن نفسى ابتعدت حتى برنامجى «بمناسبة ومن غير مناسبة» الذى يذاع كل أحد على إذاعة الأغانى وبالمناسبة فأغنية إليسا «من غير مناسبة» مأخوذة من اسم البرنامج كما اعترف مؤلفها، المهم أننى اخترت يوما لا يوجد فيه أسرة الإذاعة بشكل كبير لأسجل الحلقات واندمج فى حالة «المزمزة الفنية» التى أعيشها حاليا.