«لا أعرف إن كان هناك تعارض بين تكريمى فى المهرجان، وبين وجودى بين المرشحين لنيل جائزة نجيب محفوظ لهذا العام، الأمر كله يرجع لقرارات اللجنة التى ستقوم بمنح الجائزة التى لديها بالضرورة ضوابط ومعايير لمنح هذه الجائزة، لأنها جائزة مهمة تستوجب دقة شديدة فى التعامل معها، ومنحها لمن يستحقها، وغير ذلك يكون بمثابة إهانة للجائزة وصاحبها».. بهذه الكلمات أجاب الكاتب يسرى الجندى على التساؤلات حول وجوده بين المكرمين فى مهرجان الإعلام العربى، وبين ترشيحه لنيل جائزة نجيب محفوظ للدراما التليفزيونية، وقال إن تكريم المبدع شىء جميل، وإنه يرحب به ويشكر القائمين على المهرجان على اختياره بين المكرمين فى الدورة 16، مشيرا إلى أن التكريم دائما ما يجعل الإنسان أكثر مسئولية أمام الناس وأمام نفسه وضميره. وأضاف: «يشعرنى تكريمى فى اليوبيل الذهبى للتليفزيون المصرى ومن بعده مهرجان الإعلام العربى بالتزام تجاه مشروعى المهنى، الذى لن أتخلى عنه ابدأ، ويدفعنى لأن أضيف من خلال هذا المشروع شيئا جديدا للدراما، وأن تظل أعمالى عند هذا المستوى من الاحترام، وألا أتنازل أو أخضع مطلقا لشروط السوق». وقال الجندى إن التكريم يجدد فى المبدع طاقات جديدة تدفعه لمزيد من العطاء مشيرا إلى تكريمه قبل عشرة أعوام من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وكيف كان لهذا التكريم أثر فى إصراره على مواصلة مشروعه فى الدراما التليفزيونية، وما أنتجه من أعمال التى تبحث فى موضوعات تراثية وتاريخية تلمس جذور ووجدان الشعب المصرى، والالتزام طوال السنوات الماضية بمبدأ عدم الخضوع لأى شرط من شروط السوق الحالية. ويضيف الجندى أن تكريمه فى الدورة الجديدة للمهرجان يزيد من انحيازه لقضايا الدراما المصرية والالتزام بالدفاع عنها ضد كل التهديدات التى تترصد لها لتجهض دورها التنويرى، مشيرا إلى جيله الذى عاش المعارك التى خاضتها الدراما المصرية، كما عاش عصر مجدها وتفوقها وتربعها على القمة بلا منازع، وهو الجيل الذى يعى جيدا أهمية الدراما التليفزيونية والدور الذى يجب أن تلعبه فى حياة الناس والوطن فى هذا الظرف التاريخى، فنحن الأكثر حرصا على استعادة موقع الدراما المصرية على الشاشات العربية». وأكد يسرى الجندى أن هناك فرصة مواتية يجب اقتناصها وهى أن قيادات ماسبيرو لديهم رغبة جادة فى استعادة الدراما المصرية لموقعها ومكانتها، وقال إن هذا ما لمسه من خلال اللقاءات التى جمعته بوزير الإعلام أنس الفقى، الذى يريد الحد من هذا التيار التجارى الجارف الذى سيطر على صناعة الفيديو لسنوات متتالية، وضغط بعنف على أطراف المعادلة الصحيحة فى الإنتاج، التى تقوم على معيار الجودة فى كل عناصر العمل الفنى، ودورنا أن نخوض هذه المعركة، وان ندلى بشهادتنا على واقع الدراما ونطرح ما ينبغى طرحه فى هذه المرحلة، ونرسم ملامح للصورة الحقيقية التى يجب أن تكون عليها هذه الصناعة من منظور فنى. ويستطرد قائلا: إن الدراما التليفزيونية لها دور والتزام تجاه مجتمعها، فبعد أن تراجع المسرح والسينما عن التأثير فى المشاهد، أصبح هذا الدور منوطا بالدراما التى يجب التعبير عن أحلام وطموحات مجتمعنا ومناقشة قضاياه، ومن هنا فإن الدراما جزء رئيسى ومهم فى مشروع النهضة الشاملة التى يحلم بها أبناء الشعب المصرى. وعن رأيه فيما يشهده المهرجان من تغيرات، قال الجندى إنه عندما شارك رفقاء الدرب الراحل أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبدالرحمن فى ترتيب أوراق مؤتمر للدراما التليفزيونية كانت هناك ورقة خاصة بالمهرجان لأنه يمثل وجها من أوجه القضية، وتناولت هذه الورقة مشكلة موضوعية المهرجان فى اختياراته سواء فى التكريم أو ما يطرحه من موضوعات عبر ندواته، ونوعيات الأعمال الفنية التى يسمح لها بالمشاركة فى مسابقاته، وأخيرا الموضوعية فى منح الجوائز، لأن هذا هو السبيل لاسترداد مصداقية المهرجان وتخليصه من ظلال دورات سابقة قد تكون قد نالت من هذه المصداقية، وأعرب عن أمله فى أن يستعيد المهرجان رونقه مع روح التجديد التى بدأت تشع فى الدورة الجديدة، والتى ينتظر نتائجها مع حصاد الدورة وإعلان الجوائز.