تتعرض عدة بلدان شرق اوسطية بينها لبنان وسوريا والاردن واسرائيل ومصر الى عواصف ادت الى اضرار مادية وبشرية وتعطيل حركة النقل الجوي والبحري والبري. مصر وضربت مصر أمس الأحد عاصفة رملية عنيفة تترافق مع رياح قوية وأمطار غزيرة في مناطق متفرقة ما أدى إلى إغلاق عدة موانئ وتعطيل حركة الملاحة في قناة السويس. وأعلن مسؤولون في مطار القاهرة أن السلطات اتخذت تدابير وقائية بعد انحسار الرؤية إلى أقل من 300 متر. وقد منعت السلطات المصرية 26 باخرة من الإبحار في قناة السويس كما جرت إعادة جدولة 29 باخرة أخرى وتأخير دخولها القناة إلى ما يزيد عن 3 ساعات. وقد بلغت سرعة الرياح في قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط 40 عقدة. كما أدى ارتفاع الأمواج على ساحل البحر الأحمر إلى إغلاق الموانئ الثمانية الرئيسية أمس الأحد ولليوم الثاني على التوالي، بالإضافة إلى ميناء الإسكندرية والدخيلة على شاطئ البحر الابيض المتوسط. سوريا على صعيد آخر، ضربت عاصفة ثلجية بعض المناطق في سوريا بينها دمشق وقد وسجل هطول أمطار غزيرة في أغلب المناطق السورية، تترافق مع رياح عاتية وارتفاع الأمواج. ويأتي هذا التطور بينما كانت تعاني البلاد من موجة جفاف كبيرة. وقالت دائرة الأرصاد الجوية في سوريا أمس الأحد إن "هطول الأمطار المتفرقة الغزيرة سيستمر في أغلب المناطق". وأضاف مدير الدائرة إبراهيم خليل مصطفى في تصريحه "الثلوج ستتساقط فوق المناطق التي يزيد ارتفاعها على 700 متر وبعض المناطق الداخلية". وأدت العاصفة التي ضربت دمشق إلى تعطيل حركة السير ووقوع بعض حوادث المرور على الطرق المؤدية إلى العاصمة. وكانت العاصفة الأقوى قد ضربت مدينة طرطوس الساحلية حيث أدت إلى إغلاق مينائها التجاري والمصب النفطي فيها أمام الملاحة ليومي الجمعة والسبت. وكانت سرعة الرياح في طرطوس قد بلغت أكثر من 100 كلم في الساعة كما ارتفع الموج بين ستة وسبعة أمتار. إسرائيل وفي إسرائيل أعلنت السلطات أن سائحا روسيا اعتبر في عداد المفقودين بعد فقدان أثره بينما كان يتنزه قرب البحر في نتانيا شمال تل أبيب قبل أن يسقط في البحر بسبب الرياح. وحالت حالة البحر الهائج دون إمكانية إطلاق أي عملية بحث عن المفقود، كما أفادت الإذاعة الإسرائيلية. ومنعت دائرة المنتزهات الوطنية في إسرائيل الدخول إلى العديد من المنتزهات خشية حصول سيول مفاجئة في صحراء النقب وقرب البحر الميت وجنوب إسرائيل والضفة الغربيةالمحتلة. كما أعلن مسؤول مراقبة الملاحة في ميناء اشدود أن سفينة تايوانية تمكنت من إنقاذ طاقم سفينة مولدوفية مؤلف من 11 بحارا غرقت باخرتهم بسبب سوء الأحوال الجوية لكنهم تمكنوا من أن يستقلوا زورق إنقاذ صغير. لبنان أما في طرابلس شمال لبنان، فقد قضت امرأة إثر سقوط شجرة على سيارتها بسبب العاصفة. وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية، إن نخلة اقتلعتها العاصفة على طريق طرابلس السريع سقطت مباشرة على سيارة المرأة البالغة من العمر 46 عاما ما أسفر عن مقتلها. كما أدت الرياح العاتية إلى دمار أربع طائرات صغيرة كانت متوقفة في مدرج مطار بيروت الدولي في حين اضطرت طائرة آتية من البحرين إلى تغيير مسارها والهبوط في دمشق، وارجئت رحلات كثيرة، كما أعلن مسؤول في المطار. وأدى ارتفاع الأمواج إلى قطع السير على العديد من الطرقات الساحلية، في حين غمرت مياه البحر جادة المشاة عند الواجهة البحرية لبيروت التي شهدت أيضا سقوط العديد من إشارات المرور على السيارات المركونة على طول الطريق. وفي العديد من المدن الساحلية اللبنانية، جهد الصيادون لإبقاء زوارقهم في الموانئ بينما تبين أن القيام بذلك بات في بعض الأحيان مهمة بالغة الصعوبة بسبب حالة البحر وارتفاع الأمواج والرياح. الأردن وفي الأردن، أعلن وزير النقل علاء البطاينة في اجتماع لمجلس الوزراء عقد مساء السبت أن "الأحوال الجوية التي تشهدها المملكة منذ صباح السبت أثرت على قطاع النقل البحري"، مشيرا إلى أن "سرعة الرياح بلغت في خليج العقبة 60 عقدة ما أدى إلى جنوح باخرتين". وحول تأثير الأحوال الجوية على حركة الطيران في المملكة قال البطاينة إن "الرؤية في محيط مطاري الملكة علياء وعمان المدني تعادل 50 بالمائة، الأمر الذي اضطر قائد إحدى الطائرات إلى تحويل مسارها إلى مطار دمشق حيث هبطت بسلام". وتوقعت دائرة الأرصاد الجوية في الأردن أن تتساقط "زخات من الثلج فوق المرتفعات الجبلية العالية".
