«بدأنا نشعر اليوم بتأثير إضراب المقطورات»، تبعا لما قاله مدحت اسطفانوس، عضو مجلس ادارة غرفة مصنعى مواد البناء، ونائب الرئيس التنفيذى لمجموعة تيتان، ل«الشروق»، راصدا تأثير استمرار الإضراب لليوم الثانى، على مصانع الأسمنت. «عربات النقل الثقيل ترفض الحضور للمصانع، ومتوقعا ألا تقتصر آثار الإضراب على نقل حركة الإنتاج للتجار، ولكنه قد يعوق نقل المواد الخام للمصانع، فى حالة استمراره». وكان قادة منظمات أصحاب سيارات النقل قد أعلنوا أمس الأول عن بداية ناجحة لإضراب نظموه على مستوى الجمهورية احتجاجا على عدم استجابة الحكومة لمطالبهم بمد فترة العمل بالمقطورات لخمس سنوات بدلا من انهائها فى أغسطس 2012. ويشير أحمد الزينى، رئيس لجنة النقل بالغرفة التجارية بالقاهرة، إلى أن هناك صناعات عديدة تعتمد على المقطورات فى نقل مدخلاتها ومنتجاتها، أهمها صناعات مواد البناء، كالحديد والأسمنت والأخشاب، بالإضافة إلى منتجات غذائية كالقمح والسكر والذرة، مما يعرض حركة التجارة فى هذه المنتجات للتعطل. وفى قطاع الحديد، يقول خالد البورينى، تاجر حديد، إنه لمس تأثير الإضراب على التجارة الداخلية للقطاع، مشيرا إلى أنه أثناء زيارته لأحد مصانع الحديد أمس قال له المسئولون هناك إن سائقى المقطورات يرفضون الحضور لنقل البضائع»، وهى المشكلة التى قد تواجه العديد من مصانع الحديد، لأن أغلبها ليس لديه مقطورات خاصة ينقل عليها البضائع للتجار». ويضيف الزينى أن تأثير إضراب المقطورات قد يمتد الى نقل البضائع من الموانئ. «عدم توافر المقطورات لتحميل البضائع من السفن يعرض المستورد لغرامات تأخير تصل إلى 4 آلاف دولار فى اليوم»، وهى المشكلة التى أكد مروان السماك، عضو لجنة النقل بجمعية شباب الأعمال، أنها قد بدأت تظهر بشكل ملموس فى الموانئ «هناك تجار واجهوا بالفعل مشكلة عدم توافر المقطورات لتحميل البضائع من السفن منذ بدء الإضراب، ولكن الحالات مازالت محدودة»، مشيرا إلى أن نقص المقطورات قد يضطر التجار لتفريغ بضائعهم فى ساحات او مخازن الميناء مما يزيد من اعباء التكلفة عليهم. ويشير السماك إلى أن التزام شركات النقل الكبرى بتعاقدات طويلة مع الجهات المتعاملة معها يحد من الآثار السلبية للإضراب، مما يقصر الإضراب على أصحاب المقطورات من الأفراد. فيما نفى عباس عبدالجواد، نائب رئيس الأسكندرية لتداول الحاويات، أن تكون شركته قد تأثرت بالإضراب يومى الجمعة والسبت الماضيين، مؤكدا أن تعاملاتها مع أصحاب المقطورات حتى صباح أمس كانت طبيعية. وكان عدد كبير من أصحاب المقطورات على مستوى الجمهورية قد أعلنوا منذ أيام عن الإضراب بدءا من يوم 10 ديسمبر، احتجاجا على إصرار الحكومة على تحويل المقطورات إلى تريلات، إلا أن رئيس الجمعية العامة للنقل البرى للبضائع، ممدوح السيد، كان قد أكد أن أعضاء الجمعية لن يشتركوا فى هذا الإضراب. ويوجد خلاف حول تقدير عدد المقطورات العاملة فى الوقت الحالى، حيث تقدرها بعض الجهات ب18 ألف مقطورة وتقدرها أخرى ب70 ألف مقطورة.