«التضامن الاجتماعي» توافق على قيد جمعيتين بالشرقية    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 14 مليون جنيه خلال 24 ساعة    مدبولي مهنئا السيسي بعيد الأضحى: أعاهدكم على استكمال مسيرة التنمية والبناء    «التعليم» تحدد حالات الإعفاء من المصروفات الدراسية لعام 2025 الدراسي    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    عضو لجنة الرقابة الشرعية: فنادق الشركات المقدمة للخمور تنضم لمؤشر الشريعة بشرط    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 12 يونيو 2024    البورصة المصرية تطلق مؤشر الشريعة "EGX33 Shariah Index"    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «ألف للتعليم القابضة» بقيمة 515 مليون دولار في سوق أبو ظبي للأوراق المالية    أماكن المجازر المجانية لذبح الأضاحي في الدقهلية    محافظ الفيوم يوجه بتشكيل لجنة للمرور على كافة المصانع    بلومبرج: قرار ماكرون الدعوة لانتخابات مبكرة يثير غضبا داخل حزبه    تقرير: رشقة صاروخية خامسة من لبنان باتجاه الجليل الأعلى    أ ف ب: لجنة تحقيق أممية تتهم إسرائيل و7مجموعات فلسطينية مسلحة بارتكاب جرائم حرب    الكويت: أكثر من 30 حالة وفاة وعشرات الإصابات في حريق جنوب العاصمة    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة يواجهون خطر الموت أمام أعين عائلاتهم    «ولا عشان معندهومش ضهر».. شوبير يهاجم موعد مباريات دورة الترقي نهارًا (فيديو)    ميرور: كومباني يستهدف ضم مدافع ليفربول لصفوف بايرن    مفاجأة صادمة لنجم الأهلي في سوق الانتقالات الصيفية    سر البند التاسع.. لماذا أصبح رمضان صبحي مهددا بالإيقاف 4 سنوات؟    محافظ أسوان يشهد حفل التخرج السنوي لمدارس النيل المصرية الدولية    عبر كاميرات المراقبة.. وزير التعليم يراقب لجان امتحانات طلاب الثانوية العامة    الذروة 3 أيام.. الأرصاد تحذر من موجة حارة تضرب البلاد في عيد الأضحى    مناسك (6).. الوقوف بعرفات ركن الحج الأعظم    ماس كهربائي.. تفاصيل نشوب حريق داخل شقة في العمرانية    والدة طالب الثانوية الذي مُنع من دخول امتحان الدين ببورسعيد: «ذاكروا بدري وبلاش تسهروا»    المهن السينمائية تنعي المنتج والسيناريست الكبير فاروق صبري    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين هيئة الرعاية الصحية ومجموعة معامل خاصة في مجالات تطوير المعامل الطبية    بايدن يدرس إرسال منظومة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا    رئيس إنبي: لم نحصل على أموال إعادة بيع حمدي فتحي.. وسعر زياد كمال 60 مليون جنيه    ترتيب مجموعات أفريقيا في تصفيات كأس العالم بعد الجولة الرابعة    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    السكك الحديدية: تعديلات جديدة على القطارات الإضافية خلال عيد الأضحى    تعرف على التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات اليوم بالسكة الحديد    بدأ مشوار الشهرة ب«شرارة».. محمد عوض «فيلسوف» جذبه الفن (فيديو)    طفرة تعليمية بمعايير عالمية    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    دار الإفتاء: يجوز للحاج التوجه إلى عرفات فى الثامن من ذى الحجة يوم التروية    "مقام إبراهيم"... آيةٌ بينة ومُصَلًّى للطائفين والعاكفين والركع السجود    مصطفى مدبولى يهنئ الرئيس السيسى بعيد الأضحى المبارك    احذري تعرض طفلك لأشعة الشمس أكثر من 20 دقيقة.. تهدد بسرطان الجلد    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    أفلام عيد الأضحى تنطلق الليلة في دور العرض (تفاصيل كاملة)    نقيب الصحفيين الفلسطينيين: موقف السيسي التاريخي من العدوان على غزة أفشل مخطط التهجير    ماذا يحدث داخل للجسم عند تناول كمية كبيرة من الكافيين ؟    استشهاد 6 فلسطينيين برصاص إسرائيلي في جنين بالضفة الغربية    هيئة الدواء: هناك أدوية ستشهد انخفاضا في الأسعار خلال الفترة المقبلة    «الزمالك بيبص ورا».. تعليق ناري من حازم إمام على أزمة لقب نادي القرن    عاجل.. تريزيجيه يكشف كواليس حديثه مع ساديو ماني في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    الفرق بين الأضحية والعقيقة والهدي.. ومتى لا يجوز الأكل منها؟    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل قصواء الخلالى: موقف الرئيس السيسي تاريخى    عصام السيد يروى ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    بالفيديو.. عمرو دياب يطرح برومو أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيسة الجامعة الأمريكية بالقاهرة: الانتخابات فى النظم المستبدة لا تؤدى للديمقراطية
نشر في الشروق الجديد يوم 04 - 12 - 2010

فى الأول من يناير 2011 سوف تتولى ليزا أندرسون رئاسة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، لتكون أول سيدة تتولى هذا المنصب، إضافة إلى كونها أول امرأة تولت مناصب عديدة ومهمة فى الولايات المتحدة، منها العميد الأسبق لكلية الشئون العامة والدولية بجامعة كولومبيا، والرئيس الأسبق لمعهد كولومبيا للشرق الأوسط، والمدير الأكاديمى للجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ 2008.
فى حوارها الأول مع وسيلة إعلام محلية وعربية، كان لليزا أندرسون آراء متنوعة خصت بها «الشروق» عن التحول الديمقراطى فى العالم العربى وعلاقة ذلك بالانتخابات والحراك الاجتماعى، حيث أكدت أن الانتخابات فى النظم المستبدة لا تؤدى إلى الديمقراطية، لأنها لا تؤدى إلى تغيير بلد لا يسعى مواطنوه إلى التغيير، لافتة إلى خطأ إدارة الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش، فى تصدير سياسة «الانتخابات هى الحل».
ليزا أعربت عن تفاؤلها من بعض مظاهر الديمقراطية فى العالم العربى، ومنها مصر، مشيرة إلى أن تلك الدول تمر بمرحلة حاسمة فى تحقيق التغيير مقارنة ب15 عامًا مضت.
● هل كانت مفاجأة لك أن تكونى أول سيدة تتولى رئاسة الجامعة الأمريكية بعد 11 رئيسا لها على مدار 91 عاما؟
لا، لأنى تعودت أن أكون أول سيدة تمتهن مناصب عديدة مهمة، وقد شهد هذا الجيل بعض التغيير فى أن تتولى سيدات مناصب رفيعة، وأرى نفسى محظوظة لتولى هذا المنصب.
● لدينا فى مصر سيدتان تتوليان رئاسة جامعتين حكوميتين، وأخرى ترأس جامعة خاصة، وقبل ذلك كان هناك جدال طويل حول إمكانية تقلد السيدات هذا المنصب بسبب وجود بعض الموروثات الثقافية والاجتماعية، لكن ماذا عنكم فى الجامعة الأمريكية؟ أى ظروف تمنع السيدات من تولى هذا المنصب؟
معظم المهن التى امتهنتها كانت فى أمريكا، والمجتمع هناك تعود طوال الوقت على إمكانية تولى سيدات لمناصب عديدة، وأذكر عندما تولت سيدة رئاسة جامعة هارفارد الأمريكية كان الأمر جديدا ومختلفا، ولكن هنا فى مصر الأمر أصعب، ومختلف نوعا ما، لكن الجامعة الأمريكية لم تجدها صعبة فى اختيار سيدة فى منصب رئيس لها.
● هل يمكنك أن تحدثينا عن كيفية اختيار الرؤساء هنا؟ هل يتم ذلك بالانتخاب أم بالتعيين؟
اختيار رؤساء الجامعة يقع على عاتق مجلس الأوصياء، لأنهم من يديرون الجامعة رسميا من الخارج، ودون تدخل فى السياسات التعليمية، ويتكون أعضاؤها من رجال أعمال وعلماء وشخصيات ذات شأن تهتم بالأعمال التطوعية، ويتم اختيار رؤساء للجامعة عبر تشكيل لجنة فرعية بعضوية 3 أعضاء من هيئة تدريس، فضلا عن الاستعانة بشركات من الخارج من أجل البحث عن مرشحين لمنصب رئيس جامعة مناسب، وبالنسبة لى فقد كان هناك العديد من المرشحين تمت تصفيتهم إلى 3 مرشحين منهم مرشحان من خارج الجامعة، وبعد إجراء عدد من المقابلات الشخصية فى اجتماع مجلس الأوصياء الأخير الذى تم فى أكتوبر تم اختيارى كأول سيدة وأول شخصية يتم اختيارها من داخل الجامعة.
● كنت عضوا فى مجلس الأوصياء؟
نعم، كان هذا فيما مضى، ولكن لم أعد عضوا فى مجلس الأوصياء بعد أن تم اختيارى كمرشحة ومن ثم أصبحت رئيسة للجامعة نظرا لتعارض الوظيفتين معا، لأن أعضاء مجلس الأوصياء يجب أن يكونوا محايدين.
● هل هذا هو نفس نظام اختيار العمداء ونوابهم؟
نعم، يتم اختيار عمداء الكليات ونوابهم بنفس الطريقة، حيث انتهى مجلس الأوصياء من تعيين كل من عميد لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وإدارة الأعمال والشئون الدولية والشئون العامة، ونبحث حاليا عن عمداء للكلية الجديدة للدراسات العليا للتربية والمكتبة، من داخل الجامعة وخارجها.
● بعض المواقع كتبت أنك ثانى أقوى امرأة أمريكية فى مصر بعد مارجريت سكوبى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية.. ما رأيك فى هذا التعبير؟
تضحك: أنا قرأت هذا الوصف أيضا على موقع «ويكيبيديا» وقد أحببته فهو وصف رائع، وقد قابلت السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى، وتحدثنا فى هذا، وكانت فى غاية فى الدبلوماسية والذكاء، أما بالنسبة لمن كتب هذا فهو واحد من تلامذتى فى الفصل، فهذا الموقع بالذات يتيح لأى شخص تحديث وكتابة أى موضوع.
● إذا انتقلنا إلى الحديث عن الجامعة ما رؤيتك لتطويرها؟ خاصة أن هناك تطويرا حدث لا يمكن تجاهله فى عهد الرئيس السابق ديفيد أرنولد بالنسبة لمسألة انتقال الحرم الجامعى فى التجمع الخامس، وإنشاء برنامج للدكتوراه.. فماذا عن خطتك لتكملة تطوير الجامعة؟
الجامعة الأمريكية فى القاهرة أصبحت من أهم الجامعات فى مصر، وأطمح أن تكون من أفضل جامعات فى العالم خلال العشر سنوات المقبلة، ونحن على وشك تحقيق هذا، بفضل مؤهلات الجامعة التعليمية، لن أتحدث عن قدم مكتبتها، وما توفره من إمكانات للاطلاع على الدوريات والمجلات العالمية بشكل رقمى، لأن هذا أصبح متوافرا فى معظم الجامعات، ولكن سأتحدث عن جذور الجامعة التاريخية، وارتباطها بالمجتمع المصرى منذ 91 عاما، أما ما ينقصنا فهو تسويق الأبحاث الرائعة التى لدينا، فلدينا أعضاء هيئة تدريس على مستوى عال من الكفاءة، ويقومون بأبحاث فى إدارة الأعمال الدولية وهندسة البيئة، ونهتم بعمل شراكة مع جامعات مصرية، فنحن نهدف أن نكون جسرا بين مصر والعالم وأن نلعب دورا مهما ومؤثرا فى العالم.
● بناء على ما قلته.. هل هناك علاقات وثيقة تربط بين الجامعة الأمريكية فى مصر والجامعات المصرية؟
بالطبع لدينا علاقات تعاون كبيرة ومتزايدة بيننا وبين الجامعات المصرية، وأكثرها تميزا تتم من خلال التعاون البحثى فى كلية العلوم والهندسة بين أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات الحكومية، ولدينا برامج مشتركة بين كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية مع رجال الأعمال بحكم الدراسة، وهناك تعاون بين كلية الشئون الدولية والسياسة العامة وبين الهيئات الحكومية، ونهتم بعمل برامج مع بعض الكليات الإقليمية فى مصر، والكليات الإنسانية بفضل جهود د. خالد فهمى الذى انضم إلى الجامعة حديثا فهناك تعاون بين طلبة الجامعة وجامعة القاهرة لعمل أبحاث مشتركة فى دار الكتب.
● دائما ما تتحدث الجامعة الأمريكية عن نجاحها فى نشر التعليم الليبرالى فى مصر فى حين أن البعض يرى أن هذا النوع من التعليم غير مفهوم.. كيف ترين هذا؟
فعلا، كثير من الأفراد لا يعلمون أن سبب نجاح خريجى الجامعة الأمريكية فى سوق العمل يرجع إلى تلقيهم هذا التعليم الحر، حيث يظن البعض أن سبب نجاهم هو إتقانهم للغة الانجليزية، وهذا صحيح، ولكنه ليس السبب الرئيسى، والبعض الآخر يركن إلى مهارات مهنية معينة موجودة لديهم وهذا صحيح أيضا، ولكن السبب الرئيسى يكمن فى التعليم الحر بفضل مواد يدرسونها مثل الفلسفة والتاريخ وشكل التعليم التى يركز على جعل الطلبة خلاقيين ويفكرون بشكل جيد، فنحن لا نهتم فقط بأن نعلم الطلبة ولكن نعلمهم كيف يتعلمون، وسأمضى كل وقتى كرئيسة للجامعة منحازة لهذا النوع من التعليم ومشجعة له، وفخورة به.
● لو تكلمنا عن الحرية الطلابية هنا، ما مستوياتها وحدودها وماذا عن دور الأمن وتدخله فى الحد من هذه الحريات؟
لدينا هنا حدود للحريات الطلابية رغم أن البعض يعتقد أن الجامعة الأمريكية فى القاهرة تتساهل فى هذا الأمر، أو أنه لا يفرق معنا، ولكن احترام القانون شىء مهم جدا، ولا نسمح للطلاب أن يخرقوا القانون، وفى نفس الوقت من المهم جدا أن نسمح لهم أن يستكشفوا أشياء خارج حجرات غرفة المحاضرات والفصول الدراسية عن طريق تشجيعهم على المشاركة فى الأنشطة الطلابية مثل ما نسميه نادى العلوم السياسية التى تهتم بالانتخابات والديمقراطية فى مصر، وهناك ناد للأعمال الاجتماعية، ونوادٍ للهندسة والرياضة التى تهتم بالابتكار والاختراعات الجديدة، وأندية لممارسة الرياضة، كما نشجعهم على إجراء انتخابات الطلبة بشكل حر، وكل هذا يدخل فى التعليم الحر الليبرالى.
أما بالنسبة لدور الأمن فى الجامعة، فلدينا الأمن الخاص بنا، ومهامه توفير الأمن والأمان داخل الحرم الجامعى، وهم يعرفون حدود الطلاب ولا يتدخلون فى أنشطتهم.
● ما الأمور التى تجعل الأمن يتدخل فى الجامعة الأمريكية؟
لو حدث شىء خطير جدا، يخل بالأمن، مثل نشوب معارك ومناوشات داخل الحرم الجامعى، ومخول لهم سلطة التدخل للحفاظ على حياة الطلاب لكن لا يتدخلون فى ممارسة الحريات الطلابية أثناء التجمع فكلها أنشطة فى حدود المسموح به.
● هل حدث أن جاء أحد الطلاب اشتكى إليك من تدخل الأمن فى أحد الأنشطة الطلابية؟ وكيف تعاملت فى هذا الشأن؟
أعمل هنا فى الجامعة منذ سنتين ونصف ولم يزد حجم الشكاوى من 4 إلى 5 شكاوى جاءت من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، تركزت على أن تدخلهم لم يكن بالشكل المريح، وتدخلهم فى بعض الاجتماعات ومعرفة ما يدور فيها فتوجهت إلى مدير الأمن، وقلت له إن هذا غير مقبول، وبعدها لم يتدخلوا إطلاقا، وأعتقد أن المشكلة جاءت بسبب اعتقاد بعض الأمنيين أن تدخلهم يعنى أنهم يؤدون عملهم بشكل أفضل.
● لعلك سمعت عن أحداث العنف داخل جامعة عين شمس.. تخيلى إذا كنت فى مكان إدارة عين شمس ورأيت مطاوى وجنازير تستخدم داخل الحرم.. ما الذى كنت ستفعلينه إزاء هذا؟
كنت سأستعين بالأمن.
● للأسف حرس الجامعة التابع لوزارة الداخلية كان هناك ولم يتدخل؟
الاعتماد على رجال بوليس عاديين غير ملائم داخل الحرم الجامعى، فرجال الشرطة مدربون أكثر للتعامل مع اللصوص والمجرمين، وغير مؤهلين للتعامل مع الطلاب بالشكل الملائم، والجامعة الأمريكية لديها الأمن الخاص المدرب على أن الأنشطة الطلابية مقبولة، لكن لو تم استخدام أسلحة فهذا غير مسموح به أبدا وتدخل الأمن ضرورى فى هذه الحالة، فمعنى الحرم أن يمضى كل شخص داخله فى سلام.
● لو انتقلنا للحديث عن تصنيف الجامعات الأمريكية ما رأيك أولا فى قصة تصنيف الجامعات؟ ولماذا تراجع تصنيف الجامعة الأمريكية فى التصنيف الانجليزى الأخير؟
العديد من المتخصصين فى التعليم لا يؤمنون بنظام تصنيف الجامعات وأنا معهم، فترتيب الجامعات يعتمد فى الجزء الرئيسى منه على الأبحاث ونشرها فى الدوريات المعتمدة، وعلى وجود برامج الدكتوراه، ولكنهم لا يسألون عن الجودة، وطريقة التدريس ونوعية المدرسين، وبالنسبة لماذا تراجعنا فى التصنيف لأن الجامعة ليس لديها سوى درجة دكتوراه واحدة فى كليتى العلوم والهندسة.
● ولماذا تأخرتم كل هذا التأخير فى بدء برنامج للدكتوراه؟
الجامعة بالفعل أخذت وقتا طويلا للغاية لبدء برنامج الدكتوراه، ويرجع هذا إلى رغبتنا فى إتقان كل ما نعمل بشكل مضبوط ودقيق جدا، ووفقا للمعايير الجيدة التى رأتها الجامعة متوافرة فى كليات العلوم والهندسة من توافر أعضاء هيئة التدريس المناسبين، والمعامل الجاهزة ومستوى التعليم المناسب، فنحن نضع الجودة فى أولوياتنا، ولم يكن برنامج الدكتوراه مجرد ديكور نزين به الجامعة.
● هل ستهتمون فيما بعد بإنشاء المزيد من برامج الدكتوراه؟
نعم إذا توافرت معايير جيدة فى كليات أخرى.
● ولماذا لا تفكر الجامعة فى إنشاء كلية للطب؟ هل ميزانية الجامعة لا تسمح بهذا؟
لن نفكر فى إنشاء كلية للطب أبدا فى هذه المرحلة، لأنها تحتاج ميزانيات كبيرة جدا لإنشاء مستشفى، والميزانية حاليا لا تسمح بهذا، يمكن أن أقول إنه حلم صعب التحقيق، وأفضل عمل تطوير فى كليات العلوم والهندسة بدلا من ذلك.
● البعض يعتقد أنكم جامعة غنية جدا، ولديها إمكانات جيدة لأنكم تحصلون على رسوم دراسية عالية الثمن، وفى نفس الوقت أنتم تعطون رواتب قليلة للعمال؟ كيف يحدث هذا؟
الرسوم الدراسية للطلاب لا تغطى سوى 60% من مصروفات التعليم، أما باقى المصروفات فيوفرها مجلس الأوصياء وخريجو الجامعة، وهيئات وشركات، والجامعة تحرص كل عام على زيادة هذه الأموال، ومن المفيد أن أذكر أن ديفيد أرنولد الرئيس السابق أدى واجبه فى بناء الحرم الجديد وانتقال الطلبة وأعضاء هيئة التدريس إليه، أما بالنسبة لدورى فيتمثل فى «فرش» هذا الحرم وجعل العاملين راضين بالرواتب، وأعد بتحسين الأوضاع الموجودة فى الجامعة ما بين الخمس والعشر سنوات المقبلة.
● لديك كتب وآراء مهمة فى التحول الديمقراطى فى العالم العربى بحكم دراستك وعملك رئيسا لمعهد كولومبيا للشرق الأوسط، هل تعتقدين أن الانتخابات فى النظم التسلطية يمكن أن تؤدى إلى الديمقراطية؟
لا، لا تؤدى بالضرورة إلى الديمقراطية.
● وما رأيك فى وضع الديمقراطية فى العالم العربى؟
بالمقارنة ب15 سنة ماضية أنا متفائلة من وضع التغيير فى العالم العربى وبما فى ذلك مصر، أعتقد أن إجراء الانتخابات ليست العامل الحاسم فى حدوث هذا التغيير، ولكن الأمل يكمن فى الحراك الاجتماعى وتغيير الدينامية الاجتماعية، ربما قد يعتقد البعض أن هناك استقرارا هائلا فى السطح، لأنهم لم يلاحظوا وجود تغيير كبير داخل بنية المجتمع المصرى، وأنا سعيدة بملاحظتى لذلك، وأعتقد أنها لحظة حاسمة فى تحقيق الإصلاح والتغيير الذى لن يأتى بين ليلة وضحاها، ومن مظاهر ذلك أن ترى الناس قد بدأت تنظم نفسها وتطور من أفكارها وأن يكون لديها خطط معينة للتغيير.
أما بالنسبة للانتخابات فى العالم العربى وعلاقتها بالديمقراطية، البعض يعتقد أن الانتخابات هى الأداة الوحيدة الديمقراطية، وأرى أن أحد أخطاء إدارة بوش الرئيس الأمريكى السابق تكمن فى أنها أوهمت الناس أن الانتخابات هى الحل، فى حين أن هذا لم يكن حقيقيا، والصحيح أن الانتخابات يمكن أن تؤدى إلى ظهور شخصيات سياسية وأفكار جديدة، لكنها لا تغير من أوضاع قائمة تعود الناس على رؤيتها، فالذى سيحدث أن المواطنين سيستيقظون فى اليوم التالى لإجراء الانتخابات على نفس الأوضاع دون تغيير.
● هل تؤمنين بإمكانية تصدير الديمقراطية الأمريكية إلى العالم العربى؟
الديمقراطية يجب أن تنبع من المجتمع نفسه من خلال تطوير مستمر يحدث داخل المجتمع بواسطة أفراد لديهم إصرار لتحقيقه، أما أن يتم نقل أسلوب معين وتطبيقه بشكل حرفى على دول أخرى فلست أؤمن بهذا، لهذا أنا متفائلة بما يحدث حاليا داخل مصر، لأن الناس بدأت تتحرك وفقا لخطط تريدها وليس بناء على أفكار مستوردة من الخارج، فلا يمكن أن تنقلى حرية التعبير وتقحميها على الناس.
● البعض يلوم أمريكا لأنها لم تفعل ما بوسعها تجاه تعزيز الديمقراطية فى العالم العربى، هل تعتقدين أن أمريكا فشلت فى هذا؟
يجب أن يبدأ بعض الأفراد فى المجتمع بصناعة مطالبهم والإصرار عليها وبعد ذلك تأتى المساعدة والمساندة من الخارج.
● وهناك من انتقد الدور الأمريكى فى دعم الأنظمة المستبدة فى العالم العربى وإمدادها بالمعونات والأموال دون ممارسة أى ضغوط عليها للممارسة الديمقراطية؟
أمريكا دوما ما تدعو وتطالب بإرساء الديمقراطية فى العالم، ويمكن أن يكون لدى أمريكا مطالب معينة لبعض الدول ولكنها قد تكون غير متسقة مع اهتمامات أخرى لها، فمثلا مطالب الديمقراطية فى بعض الدول قد لا تتوافق مع تحقيق الاستقرار المنشود لتلك الدولة فى المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.