استمر صباح اليوم الجمعة أسوأ حريق غابات تشهده إسرائيل في تاريخها، ولم تسفر جهود رجال الإطفاء طوال الليل سوى عن منع انتشارها جزئيا. أسفر الحريق الذي اندلع صباح أمس الخميس، فوق سفوح جبل الكرمل، شرقي مدينة حيفا شمال إسرائيل، عن مقتل 40 شخصا حتى صباح اليوم، وقضى على آلاف الهكتارات من الأحراج، فضلا عن إجلاء حوالي 13 ألف شخص عن منازلهم. وبسبب الرياح القوية، وصلت ألسنة النيران قبل فجر اليوم إلى المنازل في قرية تيرات مكارميل، التي تم إجلاء سكانها مساء الخميس، عندما تبين أنه لن يتم التمكن من احتواء النيران. كما وصلت النيران إلى أربع قرى أخرى، تم إجلاء سكانها. وصرح قادة أجهزة مكافحة الحرائق والإنقاذ بأنه مع بزوغ شمس اليوم جرى استخدام 100 سيارة وأربع طائرات، تعذر نشرها خلال الليل، في جهود مكافحة الحرائق. وبدأ وصول طائرات إطفاء الحرائق إلى مطار رامات أبيب العسكري في شمال إسرائيل مع هبوط طائرتين من اليونان وبلغاريا. ومن المتوقع وصول 20 طائرة من دول أخرى من بينها تركيا وقبرص وأسبانيا. وهناك مساعدات إضافية في طريقها إلى إسرائيل من بريطانيا وروسيا ومصر والأردن وأذربيجان ورومانيا، كما سترسل الولاياتالمتحدة طائرة "بوينج 747" محملة بمواد كيميائية مضادة للحرائق. وهناك نحو 36 من حراس السجون بين القتلى الأربعين، كان قد تم إرسالهم للمساعدة في إجلاء المساجين من سجن يقع في طريق الحرائق والتهمت النيران حافلاتهم. والقتيلان الآخران هما ضابط شرطة وشخص مدني. وهناك ثلاثة أشخاص من بينهم رئيس شرطة حيفا في حالة خطيرة في مستشفي حيفا. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رجال الإطفاء نجحوا في وقف تقدم النيران على طريق رئيسي يربط حيفا بتل أبيب إلى الجنوب. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قام بزيارة المنطقة مساء أمس، الحريق بأنه "كارثة غير مسبوقة". كان المتحدث باسم هيئة إطفاء الحرائق في حيفا، قال مساء أمس: "فقدنا السيطرة على النيران"، بينما قال وزير الأمن العام، يتسحاق أهارونوفيتش، إنه من المستحيل أن يتم تحديد موعد لاحتواء النيران. وفي واشنطن، أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما عن تعازيه لأسر ضحايا الحريق.