يبدو أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قرر أن يغزو بشعبيته مدارك جمهور الأطفال فى العالم، ففى بداية الشهر خطف الأضواء برقصه خلال زيارته لمدرسة أطفال بمدينة مومباى الهندية التى تقدم فى العادة بمناسبة عيد الأضواء الديوالى، الذى تحتفل به الهند، وقبل أيام احتفل بصدور كتابه الجديد للأطفال «إليك أغنى رسائل إلى ابنتى» .Of Thee I Sing: A Letter to My Daughters ليست هذه هى التجربة الأولى التى يطل فيها علينا الرئيس الأمريكى باراك أوباما بوصفه كاتبا ومؤلفا، فسبق أن صدر له كتابان «أحلام أبى»، Dreams from my father ومن بعده «جرأة الأمل» The audacity of hope اللذين عبر فيهما عن كثير من أفكاره الخاصة بالهوية والحلم والمستقبل المرتبط حتما بالماضى. جديد أوباما هو صدور تجربته الثالثة فى الكتابة ولكن هذه المرة انتقى له جمهور جديد يتراوح عمره من أربع إلى ثمانى سنوات، وهم الأصغر فى وسط القراء على الإطلاق، وأطلق على كتابه «إليك أغنى رسائل إلى ابنتى»، وفيه لا يروى فقط قصة واحدة للأطفال وإنما 13 قصة أبطالها هم رموز أمريكية وشخصيات بارزة على جميع الأصعدة السياسية والعلمية والاجتماعية والفنية والرياضية، منهم على سبيل المثال الرئيس جورج واشنطن والزعيم مارتن لوثر كينج وعالم الفضاء نيل أرمسترونج مرورا بعالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والفنانة بيللى هوليداى والفنانة جورجيا أوكييف ولاعب البيسبول جاكى روبنسون. يبدأ أوباما كل قصة بسؤال ثابت وهو «هل أخبرتكم من قبل؟، فبدأ قصته عن الرئيس الأمريكى أبراهام لينكولن بقوله «هل أخبرتكم من قبل.. أنكم جزء من عائلة ؟».. ثم قدم لينكولن بهذه السطور: «هو رجل اسمه أبراهام لينكولن عرف أن كل الولاياتالمتحدة يجب أن تعمل معا استطاع أن يوحد أمتنا ووعد جميع اخوتنا وأخواتنا بالحرية هو رجل الشعب والبساطة والصراحة كان يدعو بلادنا أن تكون أسرة واحدة» انتهى أوباما من هذا الكتاب،الذى يقع فى 40 صفحة، عام 2008 قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة، إلا أن دار النشر «ألفريد نوف» أصدرته قبل أيام وهى فرع من دار النشر المعروفة «راندوم هاوس»، ويشارك بطولة هذا الكتاب مع الرئيس الأمريكى الرسام الشهير لورين لونج الذى قام برسم شخصيات الكتاب على نحو كاريكاتورى جذاب، وظهر على غلاف الكتاب صورة مرسومة لابنتى الرئيس الأمريكى ماليا «12 عاما» وساشا «9 أعوام»، وهما تسيران فى مرح فى حديقة غناء بصحبة كلبهما «بو»، وهو الكلب الذى حظى بشهرة واسعة حيث يظهر فى العديد من صور عائلة الرئيس فى البيت الأبيض. أهدى الرئيس الأمريكى الكتاب لزوجته ميشيل، ومن المقرر أن تخصص عائدات الكتاب لتأسيس صندوق منح دراسية لأطفال الجنود الأمريكيين الذين قتلوا أو أصيبوا بإعاقات أقعدتهم عن الخدمة. المسئول عن نشر الكتاب شيب جيبسون قال فى تصريحات له معلنا صدور الكتاب «شرف لنا أن ننشر هذا الكتاب المميز، فهو التحام بين الكلمات والصور، وكذلك التاريخ وفن القصة وذلك يحمل الكثير من الإلهام»، وأضاف «الكتاب يحتفى بالشخصيات التى وحدَت الأمريكيين، ووجهَت طاقاتهم لتحقيق أحلامهم وتشكيل خطاهم». لا يعد أوباما الرئيس الأمريكى الأول الذى كتب للأطفال،حيث سبقه الرئيس جيمى كارتر بكتابه «الطفل الصغير سنوجل فليجر» الذى صدر عام 1995، وكذلك تيودور روزفلت فى كتابه «حكايات بطل من التاريخ الأمريكى» الذى صدر عام 1895 قبل أن يصبح روزفلت رئيسا للولايات المتحدة. اتفق الرئيس الأمريكى على إصدار هذا الكتاب مع دار «راندوم هاوس» عام 2004، وذلك فى إطار صفقة قدرها 1.9 مليون دولار، عقدها مع دار النشر الشهيرة «راندوم هاوس» لنشر ثلاثة كتب منذ عام 2004 حتى الآن. وصدرت الطبعة الأولى للكتاب فى 500 ألف نسخة، ويذكر أن كتابيه السابقين «أحلام من أبى» و«جرأة الأمل» حققا مبيعات مرتفعة.