تواجه علاقات الصين الوثيقة مع كوريا الشمالية ضغوطا متزايدة مع وصول مبعوث أمريكي، اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي تحث فيه واشنطنبكين على استغلال تأثيرها على بيونجيانج للحد من طموحاتها في مجال الأسلحة النووية. وتعتمد كوريا الشمالية الفقيرة والمعزولة اعتمادا كبيرا على الصين حليفتها الرئيسية الوحيدة من أجل الحصول على الدعم الاقتصادي والدبلوماسي، وقام زعيمها كيم جونج ايل بزيارة الصين مرتين هذا العام، وذلك إلى حد ما للحصول على دعم لتولي نجله السلطة خلفا له في نهاية الأمر. وأصبحت هذه العلاقات سببا للتوتر مع واشنطن بعد الكشف عن أن كوريا الشمالية حققت خطوات كبيرة على ما يبدو نحو تخصيب اليورانيوم وهو أحد السبل لإنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع أسلحة نووية ربما باستخدام تكنولوجيا مرت عبر الصين أو حتى صنعت في الصين. وفي مطلع الأسبوع، قال سيجفريد هيكر وهو أكاديمي أمريكي زار كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة إنه شاهد أكثر من ألف جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم خلال جولة بمجمع يونجبيون النووي الكوري الشمالي. وقال سونج كيم وهو مسؤول أمريكي يتعامل مع قضايا كوريا الشمالية في واشنطن، أمس الاثنين، إن ربط الصين رئاستها للمحادثات المتوقفة الرامية إلى وقف قدرات كوريا الشمالية في مجال الأسلحة النووية يعني "أن عليها مسؤولية خاصة لمعالجة التحديات التي تشكلها كوريا الشمالية". ومن المقرر أن يتوجه ستيفن بوسورث أكبر مبعوث أمريكي لكوريا الشمالية بشأن النزاع النووي من طوكيو إلى بكين اليوم الثلاثاء.وقال بوسورث للصحفيين في طوكيو "لسنا بحاجة للقول إننا ننظر لهذا التطور بجدية كبيرة. لا نعتبر ذلك أزمة ولكنه تطور خطير للغاية". "نعتقد أن الكوريين الشماليين خرقوا عددا كبيرا من الاتفاقيات الدولية التي دخلوها فيها وخرقوا قرارات مجلس الأمن الدولي".وقالت كوريا الشمالية إنها تريد استئناف محادثات نزع السلاح النووي السداسية التي تخلت عنها قبل عامين. ولكن سول وواشنطن قالتا إنه يتعين على بيونجيانج تنفيذ تعهدات سابقة بتقليص برنامجها النووي. وحثت الصين على العودة إلى محادثات نزع السلاح النووي، ولكنها رفضت أيضا دعوات من الولاياتالمتحدة وحلفائها الإقليميين باستغلال مساعداتها المهمة لكوريا الشمالية في مجالي الغذاء والطاقة كوسيلة ضغط.وتقول بكين إنه يتعين على واشنطن أن تكون أكثر مرونة. وسعت الصين في السنوات الأخيرة الى تعزيز العلاقات وزيادة المعونات والاستثمارات لجارتها الفقيرة التي ترى أنها تمثل عازلا استراتيجيا في مواجهة الولاياتالمتحدة وحلفائها في المنطقة.وزار كيم جونج ايل الصين في أول مايو في أول زيارة يقوم بها للخارج منذ عام 2006. وقام بزيارتها مرة أخرى في أواخر أغسطس قبل ظهور نجله كيم جونج اون بوصفه المرشح الأوفر حظا لخلافة كيم جونج ايل. على الجانب الآخر، قال رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الكوري الجنوبي اليوم الثلاثاء إن إعادة نشر أسلحة نووية تكتيكية أمريكية في كوريا الجنوبية سيكون مناقضا لكل ما فعلته سول والمجتمع الدولي لمحاولة إنهاء الطموحات النووية لكوريا الشمالية.وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونج إنه سيدرس جميع الخيارات المتاحة للتصدي لمساعي بيونجيانج لأن يكون لديها برنامجها لتخصيب اليورانيوم بما في ذلك إعادة الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية التي ازيلت من البلاد قبل حوالي 20 عاما. وقال وون يو تشول رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان "إذا سمحنا بإعادة نشر أسلحة نووية تكتيكية (في كوريا الجنوبية) فإنها ستكون ضربة خطيرة لهدف أعظم بكثير".واضاف وون قائلا "جهود حكومتنا والمجتمع الدولي لجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الاسلحة النووية كلها ستضيع سدى". وقال وون -وهو عضو بارز بالحزب الحاكم- إنه تحدث في وقت متأخر أمس الاثنين إلى كيم الذي أبلغه أن تعليقاته انتزعت من سياقها وأنه كان يعني أن كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة تجريان مشاورات بشأن مختلف الخيارات المتاحة للتصدي للتهديد النووي لكوريا الشمالية.