شكلت قمة برشلونة بين الحلف الأطلسي وروسيا، أمس السبت، انطلاقة جديدة للعلاقة بين الطرفين، مع الاتفاق على التعاون بشأن أفغانستان وفي مجال الدرع المضادة للصواريخ أيضا. اتفق حلف شمال الأطلسي وروسيا، أمس السبت، على البحث في إقامة درع صاروخية للدفاع عن أوروبا، وتعزيز تدفق الإمدادات للحرب في أفغانستان، ليدفنا بذلك مرحلة من التوتر بين العدوين السابقين في الحرب الباردة. وخلال ترحيبه بالرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، في اجتماع لشبونة، حيا الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن ما اعتبره منعطفا تاريخيا مهما في التوتر القائم في أغلب الأحيان بين موسكو والغرب. وقال راسموسن، في مؤتمر صحفي، بعد أول قمة روسية أطلسية منذ أكثر من سنتين: "اليوم لم نساعد فقط في دفن أشباح الماضي التي طاردتنا طويلا، بل قمنا بطرد هذه الأشباح". واتفق الجانبان على دراسة هذا التعاون؛ لكن مدفيديف حذر من أن روسيا يجب أن تعامل على قدم المساواة مع الدول الأخرى في هذا المشروع. وفي اختراق آخر، وافقت موسكو على السماح بمرور الإمدادات غير القاتلة من وإلى أفغانستان بسكك الحديد الروسية، بما في ذلك وللمرة الأولى آليات مضادة للألغام. وكانت ترتيبات سابقة تسمح بمرور معدات إلى أفغانستان؛ لكن مواد أخرى مثل الآليات المصفحة لم يكن يسمح بمرورها؛ مما يجبر الحلف على سلوك طرق أكثر خطورة في باكستان. كما وافقت روسيا على إقامة صندوق مع الحلف لدفع ثمن 21 مروحية روسية ستسلم إلى الجيش الأفغاني. وكانت آخر قمة بين الأطلسي وروسيا عقدت في بوخارست في أبريل 2008. إلا أن الحرب بين روسيا وجورجيا التي وقعت في أغسطس من العام نفسه جمدت التعاون بين الحلف وموسكو، قبل أن يتفق الطرفان على العودة إلى التنسيق المشترك عام 2009. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للصحفيين: "إن خصما عسكريا سابقا أصبح الآن بكل وضوح شريكا".