نجح العلماء فى المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية «سيرن» فى إنتاج 38 ذرة من الهيدروجين المضاد والاحتفاظ بكل واحدة منها لجزء من الثانية لأول مرة فى التاريخ. وقال العلماء فى تقرير نشرته مجلة «نيتشر» العلمية إن هذا الإنجاز يفتح الباب أمام دراسات جديدة فى علم الفيزياء كانت تعد من المستحيلات فى السابق. يذكر أن ذرات الهيدروجين المضاد لها نفس تكوين ذرة الهيدروجين العادى لكنها تمتلك خصائص معاكسة تماما لها حيث إن البروتونات فيها تحمل شحنة كهربائية سالبة فى حين تحمل الإلكترونات شحنة كهربائية موجبة. ويشير علماء المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية ومقرها فرنسا إلى أن النموذج العادى للمادة يتكون من إلكترونات سالبة وبروتونات موجبة ونيترونات محايدة، ولكن المادة المضادة تحمل شحنات عكسية لكل مكون. ويقول العلماء إن اللغز الذى مازال يحيرهم هو السبب فى أن العالم من حولنا يتكون فقط من المادة العادية فى حين لا وجود للمادة المضادة إلا فى «المعامل». ورغم السهولة النسبية لتكوين «إلكترونات مضادة» و«بروتونات مضادة» فى المعامل فإن دمجها معا لتكوين ذرة «مادة مضادة» كما حدث مع ذرات الهيدروجين التى نجح علماء «سيرن» فى تطويرها أمر بالغ الصعوبة. وينطوى النجاح فى إنتاج ذرات مضادة على آفاق كبيرة فى مجال الطاقة حيث إن دمج ذرة مادة عادية مع ذرة مادة مضادة يؤدى إلى تلاشى الذرتين وانطلاق مقدار من الطاقة. وفى حين يمكن ببساطة الإمساك بذرات المادة العادية من خلال خلال المجال الكهربائى أو المجال المغناطسيى فإن الإمساك بذرات المادة المضادة يحتاج إلى نوع شديد الخصوصية من المجال المغناطيسى على حد قول جيف هانجست الأستاذ فى جامعة أرهوس الدنماركية وأحد المشاركين فى مشروع «ألفا» الأوروبى لدراسة ذرات الهيدروجين المضاد. وقال العلماء إنهم استخدموا نحو 10 ملايين بروتون مضاد و700 مليون إلكترون مضاد «بوزيترون» للحصول على 38 ذرة هيدروجين مضاد استمرت كل واحدة منها لمدة 0.2 ثانية. والمهمة التالية التى تنتظر العلماء هى إنتاج كميات أكبر من ذرات الهيدروجين المضاد والاحتفاظ بها لفترات أطول من أجل المزيد من دراسة خصائص هذه المادة التى تخالف «ناموس العالم».