برأت هيئة محلفين أمس الأربعاء أول سجين في معتقل جوانتانامو يمثل أمام محكمة مدنية من معظم الاتهامات المنسوبة إليه ، والمرتبطة بالتخطيط لتفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998 . وكانت تلك الهجمات أسفرت عن مقتل 224 شخصا، بينهم 12 أمريكيا. وأدين أحمد جيلاني بتهمة التخطيط لمهاجمة السفارتين الأمريكيتين فقط ، فيما تمت تبرئته من أكثر من 12 اتهاما أخر ، كان ممثلو الادعاء الأمريكي يريدون وضعه في السجن بقية حياته بسببها. وقال ماثيو ميلر ، المتحدث باسم وزارة العدل الأمريكية: "نحترم قرار هيئة المحلفين، ويسرنا أن أحمد جيلاني يواجه الآن عقوبة السجن لمدة 20 عاما على الأقل، وربما عقوبة السجن مدى الحياة، على خلفية دوره في تفجير السفارتين". وقال بريت بارارا المدعي العام الأمريكي إن مسئولي وزارة العدل سيسعون إلى إنزال أقصى عقوبة، وهي السجن مدى الحياة بدون إطلاق سراح مشروط، على جيلاني خلال جلسة النطق بالحكم المقررة في 25 يناير المقبل. وتم التوصل إلى ذلك الحكم بعد أكثر من أسبوع من مداولات هيئة المحلفين المؤلفة من 12 عضوا شكلها القاضي لويس كابلان في محكمة اتحادية في مانهاتن السفلى. وهذه هي أول محكمة مدنية لمعتقل في جوانتانامو ، حيث تأمل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أن تكون حالة اختبار لقضايا "الإرهابيين" الآخرين، وتمثل المحاكم العسكرية البديل لمحاكمة معتقلي جوانتانامو ، غير أنها تعمل بوتيرة بطيئة وتثير الكثير من الجدل. وخلال المحاكمة التي بدأت في أكتوبر الماضي واستمرت شهرا ، اتهم ممثلو الادعاء جيلاني بالتخطيط للهجوم على السفارتين الأمريكيتين والمساعدة على تنظيم تلك الهجمات. غير أن محاميي جيلاني قالوا إن موكلهم التنزاني وقع ضحية لخداع عناصر "إرهابية" تابعة لتنظيم القاعدة تعمل في شرق إفريقيا بهدف قتل أمريكيين. ورفض القاضي الاستماع إلى شاهد رئيسي على اعتراف جيلاني بارتكاب التهم المنسوبة إليه ، نظرا لتعرض جيلاني للتعذيب أثناء احتجازه في معسكرات تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.ايه) بالخارج. ويقضي أربعة آخرون ، أدينوا بالتخطيط لتفجير السفارتين عام 1998 ، عقوبة السجن مدى الحياة في سجن أمريكي يخضع لإجراءات أمنية قصوى ، بدون إطلاق سراح مشروط ، منذ إدانتهم بالتورط في الهجوم على السفارتين في عام 2001 . ألقي القبض على جيلاني في باكستان عام 2004 ، وقضى أعواما في المعسكرات التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ، حيث تردد أنه تعرض للتعذيب هناك ، قبل نقله إلى مركز الاعتقال في القاعدة البحرية الأمريكية بخليج جوانتانامو في كوبا، ونقل جيلاني من جوانتانامو إلى نيويورك العام الماضي انتظارا لمحاكمته.