تناولت صحف عربية، صادرة صباح اليوم الجمعة، عددا من الشؤون والقضايا المصرية التي كان في مقدمتها وصول انشقاقات الحزب الحاكم إلى القضاء وشعارات الأحزاب المشاركة في الانتخابات البرلمانية ومأساة جيل الستينيات، بجانب البحث عن الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان القاهرة السينمائي، وضياع مشكلة أزمة العاملين بصحيفة "الدستور" المعارضة. مقاضاة الوطني وقالت صحيفة "الجريدة" الكويتية إن الانشقاقات داخل الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم وصلت إلى ساحات القضاء، بعدما تقدم نحو 40 من أعضاء الحزب ممن تم استبعادهم من الترشح بدعاوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري لإلزام اللجنة العليا للانتخابات قبول أوراقهم وإلغاء توكيلاتهم للحزب التي قام قيادات الوطني بموجبها بمنعهم من الترشح. ولفتت الصحيفة إلى أن اللجنة العليا للانتخابات أعلنت انتهاء لجان فحص الطعون القضائية بمختلف المحاكم الابتدائية على مستوى الجمهورية، يوم الخميس الماضي، من قبول الطعون المقدمة من المرشحين لخوض الانتخابات البرلمانية، تمهيداً لإعلان الكشوف النهائية بأسماء المرشحين بعد غد لتبدأ معها الدعاية الانتخابية للمرشحين رسميا. وكشفت مصادر مطلعة للصحيفة أن وزارة الأوقاف شددت من تدابيرها لمحاصرة جماعة الإخوان المسلمين ومنعها من استخدام منابر المساجد للدعاية الانتخابية، وأشارت إلى أن وزارة الداخلية أعلنت حالة الاستعداد القصوى، وطلبت عدم تنظيم فعاليات جماهيرية خلال فترة الانتخابات، ومن بينها طلب تأجيل مباراة في كرة القدم بين أكبر ناديين مصريين هما الأهلي والزمالك. شعارات تغازل الوجدان من جانبها، قالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن عقد شعارات القوى السياسية اكتمل بإعلان الحزب الوطني شعاره في الانتخابات البرلمانية، والتي حملت هذه المرة في مجملها بعدا اجتماعيا من الدرجة الأولى، حيث سارع الحزب الحاكم وقوى المعارضة لخوض الانتخابات بشعارات غازلت الوجدان العام، ولعبت على وتر هموم الناخب الاجتماعية والاقتصادية بوعود تتعلق بالمستقبل ولقمة العيش وضرورة التغيير. وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تمسكت فيه جماعة الإخوان بشعارها الأثير المثير للجدل "الإسلام هو الحل"، رغم تحذيرات اللجنة العليا للانتخابات من رفع أي شعارات دينية، ورغم موجة الاعتقالات التي تحدث بشكل يومي لأعضاء الجماعة المحظورة، قرر حزب الوفد المعارض للمرة الأولى استخدام شعار "يا بلدنا آن الأوان"، بينما رفع تحالف أحزاب المعارضة السبعة شعار "المشاركة هي الحل"، كذلك أطلق الحزب الوطني شعاره الجديد "عشان تطمن على مستقبل ولادك". ونقلت الصحيفة عن جمال عابدين، وكيل لجنة الزراعة بالحزب الوطني قوله، إن شعار "علشان تطمن على مستقبل ولادك" يؤكد على أن الاستثمار الحقيقي للمستقبل يكون في الأطفال، بينما ركز الشعار بشكل أساسي على توفير الأمن للمواطن المصري في الداخل والخارج، والذي من أهم أسبابه، هو وجود حكومة الحزب الوطني؟!. مأساة جيل الستينيات وفي مقالها ب "الشرق الأوسط"، قالت الكاتبة المصرية صافيناز كاظم إن جيل الستينيات لا يلام على الكوارث الكبرى التي شهدتها البلاد، حيث إنه تعلم تعليما موجها، قبل إدراكه أن الخاطفين لحلم التغيير الثوري جهلة ومتعالون، ينطقون الأخطاء بزهو شديد، ثم يبررونها بحيث تبدو كلاما كبيرا سليما، حتى حانت لحظة اكتشاف حقيقة هذه المجموعة الحاكمة والمسيطرة التي تمص دماء من لا يطاوعها وتنكل به ليصبح مثلها. وأضافت صافيناز أنه بسبب تعرض هذا الجيل للفكر الماركسي بكل أطيافه -الذي ساعدهم على الرطانة- تولدت الازدواجيات، وما يمكن أن نسميه "شغبا فكريا"، بالإضافة إلى من اجتذبهم الفكر الغربي الإلحادي وعرفوا تاريخهم عن طريق المستشرقين وأغرتهم معارفهم المزيفة لتحقير تراثهم، فأصبحوا مفكرين غير مفكرين، وروادا غير رواد، لا يزيدون على كونهم "خايلة كذابة" أي جعجعة بلا طحن، تفاقمت مع مرحلة نقد الذات والتنكيل بالذات التي لم تكن ذاتا في الأصل. عائق أكبر وقالت صحيفة "القدس العربي" اللندنية إن البحث عن فيلم روائي طويل يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، دائما ما يشكل العائق الأكبر أمام لجنة المهرجان العليا، حيث لم تتوافر الفرصة الحقيقية أمامها لاختيار فيلم مناسب يكون عنوانا للبلد. وأضافت الصحيفة أن ذلك ما أسفر عنه مرض مزمن استوطن في جسد السينما المصرية بعد إهمالها القضايا الأساسية وانشغالها بالربح والنظر فقط إلى شباك التذاكر، متابعة أنه لا عجب في ذلك إذ إن هذه النتيجة متوقعة ما دام أن الشركات الإنتاجية الكبرى لم تعد تثق في عدالة لجان التحكيم بالمهرجانات الدولية، وباتت تفضل عرض الأفلام بدور العرض الإنتاجية ضمانا للإيرادات. وأشارت الصحيفة إلى أن ما وصل لإدارة المهرجان ممثلا للسينما المصرية كان فيلماً واحداً سيشارك في مسابقة أفلام الديجيتال اسمه "الباب"، وتبلغ ميزانية إنتاجه 500 جنيه مصري فقط لا غير، وهو من إخراج وإنتاج طبيب الجهاز الهضمي وأخصائي المناظير محمد عبد الحافظ، غير أنه صاحب القصة والسيناريو أيضاً وجميع الأبطال من أقاربه وأصدقائه. النقيب وسلامة واعتبرت الصحيفة أن مشكلة العاملين بصحيفة "الدستور" المعارضة ضاعت بين اهتمام الشارع المصري بالانتخابات البرلمانية وعيد الأضحى وسفر العديد من الأطراف المشاركة في الأزمة لأداء مناسك الحج. بينما انتقد صحفيو الدستور، في بيان لهم، انشغال وكيل النقابة، عبد المحسن سلامة، بانتخابات مجلس الشعب بعدما اختاره الحزب الوطني مرشحاً له بدائرة شبرا الخيمة قسم ثان، وعبر الكاتب عن أن قراره خوض الانتخابات ليس محاولة للهروب من أزمة الدستور، مشدداً على أنه معهم قلباً وقالباً غير أن المحررين يشعرون أنه ضلع في المؤامرة، خاصة أن مكرم قد فوضه لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق.