تعاطفت صحيفة "جارديان" البريطانية مع الدكتور علاء الأسواني، في رفضه لترجمة روايته "عمارة يعقوبيان" إلى اللغة العبرية ونشرها مجانا دون الحصول على إذن مسبق منه. وقالت الصحيفة في القسم الثقافي لها اليوم الثلاثاء، إن قيام المركز الإسرائيلي الفلسطيني للأبحاث والمعلومات بانتهاك الحقوق الملكية والفكرية للأسواني لا يمكن أن يساهم في ترويج التفاهم والوعي الثقافي، كما يدعي المركز الموجود في إسرائيل. وكان الأسواني، الذي تُرجمت روايته إلى 19 لغة، قد اعتبر ما فعله المركز سرقة وقرصنة، وهدد باللجوء إلى الاتحاد الدولي للناشرين. على الجانب الآخر، اختلف جيرشون باسكن مدير المركز الإسرائيلي الفلسطيني للأبحاث مع الأسواني، وقال لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، "لم تكن نيتنا انتهاك حقوق الملكية الفكرية للأسواني، وإنما أردنا تعريف الإسرائيليين بالكتاب. والسؤال الآن هو ما إذا كان حق الإسرائيليين في قراءة الكتاب يفوق حقوق الأسواني". وعلى الرغم من منطق باسكن الذي يبدو راقيا، فإنه ليس مقنعا بما فيه الكفاية، حيث اعتبرت الصحيفة الإنجليزية أنه ليس من حق باسكن السعي وراء الهدف الأخلاقي الرفيع لنشر شيء لا يمتلكه هو بالأساس! ويزعم باسكن أن الأسواني أخبره أنه لو كان الكتاب قد نشر في إسرائيل وحقق إيرادات، كان سيعطيها لحماس. واعتبر باسكن أن " المقاطعة الثقافية للغة العبرية التي يدعمها الأسواني أو مجبر على دعمها هي نوع من الإرهاب الثقافي"، وهو شيء لا يوافق باسكن عليه، بحسب تصريحاته. واعتبرت الصحيفة أن الطرفين متفقان على هذه النقطة، حيث إن الأسواني أعلن عن ثبات موقفه الرافض للتطبيع مع إسرائيل، مشددا على إنه لن يغيره أبدا. من جهتها، أثنت "الجارديان" على ما يقوم به المركز الإسرائيلي الفلسطيني من جهود تجمع بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، إلا إنها أكدت أن هذا لا يعطي المركز الحق في السطو على الملكية الفكرية، وأن للأسواني وحده الحق في فعل ما يريد بملكيته في النهاية. وأكدت الصحيفة أيضا على أنه من حق الأسواني تماما مقاطعة إسرائيل، كما إنه أوضح الفارق بين علاقته بإسرائيل وبين معاداة السامية من قبل، لكنها عادت وقالت إنه ليس معفيا تماما، خاصة وأنه مشهور كرمز أدبي يشجع على التعايش، ويستخدم الكتابة كأداة للتوافق مع المتناقضات الموجودة. وقالت "الجارديان" إن موقف الأسواني من التطبيع يتناقض نوعا مع موقفه الحالي، "وليس من الصواب أن يتمسك بالموقفين: أن يعتبر كتاباته جسرا للتفاهم، وفي نفس الوقت يصر على منع مجموعة معينة من الناس من قراءتها". وأشارت الصحيفة إلى أن موقف الأسواني "ليس بيده تماما"، حيث إن اتحاد الكتاب المصري الممول من الدولة يقاطع إسرائيل بالكامل، وقد يعاقب أحد الكتاب بسبب موقفه من إسرائيل، كما فعل مع علي سالم الكاتب المسرحي عندما فصله عام 1994 عقب زيارته لإسرائيل، موضحة أنه من الممكن أن يكون الأسواني حذر من الوقوع في مكائد سياسية قد لا يستطيع التحكم فيها. واختتمت الصحيفة بقولها إن الأسواني هدد باللجوء للقضاء، لكن السؤال الآن هو: هل سيقبل أن يدلي بشهادته شخصيا في محكمة إسرائيلية؟