منذ ثلاثة أسابيع انتهى مهرجان الجاز الذى نظمته العلاقات الثقافية الخارجية بقيادة الدكتور حسام نصار والفنان المصرى العالمى يحيى خليل. وأقيم بمسرح محكى القلعة. وخلال الليلة الثالثة من ليالى المهرجان جذب انتباهى وجود فرقة ماتيس فراى الألمانية ووجدت بها عازف عود مصريا ألمانيا هو باسم درويش وهو تقريبا القائد الفعلى للفرقة. وفوجئت مثل كل المصريين والأجانب الموجودين أن هذا الفنان جاء لكى يمثل ألمانيا. ووضح من خلال كلمته التى ألقاها فى ختام الحفل تأثره بهذا الأمر ،وهو شىء طبيعى لفنان عاش عمره فى مصر موسيقيا لا يعرفه أحد قبل أن يسافر إلى ألمانيا وهناك كان على موعد مع دخول عالم المزيكا بشكل أكثر احترافية حيث احترام الفنان وتهيئة الجو المناسب لموهبته. تحدثت مع باسم درويش عن كونه جاء لكى يمثل ألمانيا، وقال أنا سعيد لأننى جئت لكى أمثل ألمانيا لكننى حزين فى نفس الوقت لأننى فى وطنى الام أمثل دولة أخرى. شىء مضحك بالنسبة لى لأننى نفسى أمثل مصر لكن بصراحة «مش عارف أروح لمين أطلب منه ده». حاولت أن أشارك فى مهرجانات كثيرة كممثل لمصر لكى أقول للعالم إننا نمتلك موسيقى جيدة والمعروض حاليا منها هو الردىء. ويقول باسم: والشىء الغريب أننى عندما جئت كألمانى لكى أمثل ألمانيا وجدت الناس تحترمنى أكثر. وانتقل باسم للحديث عن تجربته فى ألمانيا قال نحن مجموعة مكونة من الفنان العالمى ماتياس فراى وهو عازف بيانو ومؤلف موسيقى حيث وضع الموسيقى التصويرية لأكثر من 120 فيلما، و60 مسلسلا ورشح لجائزة إيمى العالمية عام 2008 وهى الجائزة التى تمنح لأهم مؤلف موسيقى من بين خمسة مؤلفين يرشحون على مستوى العالم وفى النهاية تذهب لواحد. وهذا الفنان حصل أيضا على جائزة مهرجان برلين كأفضل موسيقى تصويرية عام 2000. والعضو الثانى هو بودى ستيورت وهو من أهم عازفى الساكس فى العالم وقام بوضع الموسيقى التصويرية ل120 فيلما وحصل على جائزة جرامى «الأسطوانة البلاتينية، والذهبية». حيث قابلتهما فى مهرجان فرانكفورت عام 1997 وكان معى عازف القانون المصرى حسام شاكر. وفى نفس يوم تعارفنا دخلنا الاستوديو الخاص بماتياس فراى وسجلنا مقطوعة موسيقية من تأليفى. وهذا اللقاء كان النقلة الحقيقية لى فى ألمانيا حيث بدأت أشعر بأن الحياة اختلفت. لأننى وجدت اهتماما كبيرا من ماتياس وبودى بالموسيقى الروحانية وهى فى الأساس موضوع دراستى لذلك جئنا لمصر وكنا نجوب الموالد والحضرة والمناسبات الشعبية وقمنا بالتعرف أكثر على الموسيقى الصوفية والقبطية. وقمنا بزيارة العديد من المدن المصرية ومنها سيوة حيث أقمنا ورشة عمل هناك كان من نتيجتها الوصول إلى أشكال جديدة من الإيقاعات والارتام وتعرفنا على بعض الآلات الموسيقية الشعبية وألفت مقطوعة موسيقية وضعت فيها خلاصة التجربة.. واشار باسم قائلا: قبل لقائى ببودى وماتياس اشتغلت مع متقال فى أوروبا وهذه الجوالات ساهت أيضا فى تكوين شخصيتى الموسيقية واكتشفت مدى ولع الغرب بموسيقانا، كما أننى عملت مع الفنان الكبير محمد منير قبل أن أهاجر إلى ألمانيا. وأضاف باسم العام الماضى جئنا إلى مصر وأقمنا حفلا ضخما بالمسرح الكبير بالأوبرا شارك فيه فريق «الكاروز» للترانيم القبطية قيادة ماهر فايز والشيخ على الهلباوى. وكان ضيف الشرف المطرب الكبير على الحجار. وفى هذا الحفل قدمنا نموذجا للموسيقى الروحية القبطية والصوفية فى تناغم فريد. وكانت ليلة فى حب الله. حضرها 1200 متفرج ملأوا المسرح الكبير. وأضاف باسم: شاركنا أيضا فى أوروبا فى حفلات كبيرة فى العديد من دور الأوبرا منها أوبرا فرانكفورت وشتوتجارت وميونيخ وبرلين فى ألمانيا وشيفلد فى إنجلترا وبرشلونة فى إسبانيا وباريس بمعهد العالم العربى، والجميل أن هذا النوع الموسيقى الملىء بالشرقية كان يحدث مردودا إيجابيا فى هذه الأماكن.