ثورة متوقعة، وانفعالات، وغليان، وتهديدات باستقالات جماعية، وتظاهرات، ووقفات احتجاجية، ووعيد بإسقاط مرشحى الوطنى فى الانتخابات المقبلة، هكذا رد أبناء الحزب الوطنى على قياداتهم، بعد إعلان قوائم مرشحى الحزب. فى أسيوط، رصد الزميل يونس درويش، تقدم العشرات من أعضاء الحزب الوطنى فى وحدات مراكز البدارى وصدفا والفتح ومنفلوط القاعدية باستقالات جماعية، اعتراضا على عدم ترشيح ذويهم، فيما احتفل مرشحو الحزب باختيارهم، بإطلاق الأعيرة النارية وتوزيع المشروبات الغازية وحفلات الطبل البلدى. وأرسل العشرات برقيات تلغرافية إلى أمانات الوطنى بالقاهرة والمحافظة، تحمل استقالاتهم. ومن ناحية أخرى، قام عدد من المستقلين ومرشحى الأحزاب بدوائر أبوتيج وصدفا ومدينة أسيوط بعقد زيارات ولقاءات مع المستبعدين من الوطنى للمطالبة بتدعيمهم نكاية فى الحزب. وداهمت قوات الأمن بمراكز أبنوب والفتح وأبوتيج ومدينة أسيوط عددا من منازل أنصار المستبعدين ومرشحى الإخوان، ومشطت شوارع القرى التابعة لهذه الدوائر، وألقت القبض على عدد من الشباب بدعوى «محضر تحريات». ونفى أحمد عبدالعزيز، أمين الوطنى بأسيوط، استقالة المستبعدين أو أنصارهم من الحزب، وقال إن الاختيارات جاءت وفقا لتقارير الشارع والسمعة الحسنة. ووصفت نجلاء عبداللطيف، إحدى المستبعدات من ترشيحات الوطنى لمقاعد الكوتة فى أسوان، حزبها ب«حزب الملوخية»، وقالت للزميل حمادة بعزق، إن مرشحات الحزب لم يحصلن على ربع أصوات المجمع، لأنهن بلا شعبية فى الشارع، حسب قولها. وتباينت ردود أفعال أعضاء الحزب الوطنى تجاه اختيار الحزب مرشحيه فى أسوان، ففيما رضى بعضهم بالواقع، انتقد آخرون الوضع، وأعلن آخرون العصيان. وقال أمين عسكر، أحد المستبعدين: «أنا لست غاضبا لأن الحزب لم يخترنى ممثلا له فى الانتخابات، لكن يغضبنى أن الحزب قدم 3 مرشحين لمقعد الفئات فى الهضبة، وهو ما سيؤدى للتصارع بينهم، ويعطى المستقلين فرصة للفوز». علاء إبراهيم الحاج، أحد المستبعدين، وصف مرشحى الحزب بأنهم «كلهم حولهم شبهات، وقال إن الحزب «مش أد كلامه»، موضحا أن صفوت الشريف قال إن الحزب لن يأتى بأى مرشح تحوم حوله شبهات، «لكن فوجئنا بأن مرشحى الدوائر الثلاث فى أسوان حولهم شبهات بنص تعبيره. وهدد عدد كبير من أعضاء الحزب الوطنى بأسوان، أغلبهم من النوبيين، بالاستقالة الجماعية من الحزب الوطنى، وقالوا إن الحزب جاء بمرشح نوبى وحيد، واختار أربعة من كوم أمبو. وعلى الجانب الآخر، وفور إعلان أسماء مرشحى الحزب بأسوان، انطلق أنصار المرشحين فى شوارع الدوائر الثلاث، وغطوا السماء بطلقات نارية. وفى الدائرة الثانية خرج أنصار المرشح المستشار محمد سليم، الذى حصل على رمز الهلال، بالمئات إلى الشوارع، ردا على ما أثير بأن الحزب استبعد سليم من قائمته، وحينها أطلق سليم نفسه شائعة بأنه استقال من الحزب وتقدم مستقلا. ورصد الزميل حمادة عاشور، فى قنا، مظاهر احتفال الآلاف، بعد إعلان الحزب الوطنى قائمة مرشحيه ال29 فى دوائر المحافظة الثمانى، بالطبل البلدى والمزمار، مساء أمس الأول. وخروج المئات فى مواكب سيارات تمر بالقرى والمدن يهتفون بأسماء مرشحيهم. وحمل الأهالى جمال النجار، مرشح الفلاحين فى الدائرة الأولى، مركز قنا، على أعناقهم وطافوا به الشوارع ابتهاجا، وفى دائرتى دشنا ونجع حمادى أطلق أنصار المرشحين حسين فايز وحسين الوكيل وسيد المنوفى الأعيرة النارية. وكانت مديرية أمن قنا قد شهدت تقدم 10 من أعضاء الحزب الوطنى بأوراقهم مستقلين، قبل غلق باب الترشيح بساعة واحدة، ومنهم اللواء مرتضى أبوسحلى، فى دائرة نجع حمادى، والعقيد طارق رسلان فى دائرة الرئيسية، وحمدى أبوقريع فى دائرة مركز قنا، واضطر الدكتور عباس منصور، أمين الحزب الوطنى بقنا، إلى سحب أوراق بعضهم، وإلغاء ترشحهم كمستقلين، بعد أن أكد لهم أنهم مرشحو الحزب. ومن السويس، رصد الزميل سيد نون، قيام الحزب الوطنى بتغيير صفة نائب حالى فى مجلس الشعب، من العمال إلى الفئات، دون علم المرشح نفسه، فيما أجهض الأمن مظاهرة لآلاف المواطنين، كانوا متوجهين إلى مديرية الأمن، فى الرابعة من فجر أمس. وأعلن الوطنى ترشيح جلال مازن، على مقعد الفئات بالدائرة الثانية، رغم أنه عضو مجلس شعب حالى عن العمال، ليفسح المجال لترشيح شرف الدين محمد شرف، على مقعد العمال، الذى يطلق عليه «أيوب السياسة بالسويس» نظرا لخوضه معركة الانتخابات أربع مرات. وفسر مراقبون ترشيح الحزب لشرف الدين بأنه رغبة فى القضاء على الوجود الإخوانى بالدائرة، ولضمان أصوات أبناء سوهاج المقيمين بالدائرة. وخرج الآلاف من مؤيدى خليل عوض الله بقرية عامر بحى الجناين بالسويس، متوجهين إلى مبنى الحزب الوطنى، لكن مدير الأمن هدد وهو ما دفع مدير أمن السويس بتهديد عوض الله باستعمال القوة ضد المتظاهرين ما لم يقنعهم بالعودة. ولم تحمل ترشيحات الوطنى على مقعد الكوتة أى مفاجآت، فترشيح زينب البهادى على مقعد العمال، متوقع، خاصة أنها لن تقابل منافسة من أحزاب معارضة، بينما ستحتاج فوزية عبدالله، مرشحة فئات الكوتة لمساندة الحزب، بعد اختيارها واستبعاد مرشحات ذات ثقل عائلى وتاريخى. ونظمت المستبعدات من ترشيحات الوطنى لكوتة البحر الأحمر، وقفة احتجاجية أمام أمانة الحزب، واتهمن أحمد عز بمجاملة المرشحات، وهدد بعضهن باستقالة جماعية مسببة، احتجاجا على الاختيارات. حسبما قال الزميل كمال الجزيرى. وأرسلت علا المصرى، إحدى المستبعدات، برقية إلى أحمد عز، نصها: «نتيجة عدم الشفافية فى تطبيق معايير ترشيحات الحزب الوطنى بالبحر الأحمر لكوتة المرأة وفرض مرشحات بالمخالفة لرأى المواطن، فقد أعلنت أنى أقدم استقالتى من عضوية الحزب الوطنى بالبحر الأحمر، ليس من أجل الحزب، لأن مبادئه قوية وتتمتع بالمصداقية والواقعية، ولكن من أجل القائمين على قمة أمانة الحزب وبعض القيادات التنفيذية على أرض المحافظة، حيث أعلنت الأسماء المختارة حسب الأهواء والمجاملات، ويسعدها أن تنضم للحزب الوطنى من جديد وسحب استقالتها إذا أحسنت الأمانة العامة اختيار ممثليها وإعادة الانتخابات الداخلية للمرأة وفق المعايير. ومن بنى سويف، أعلن شكرى رضوان، أحد المستبعدين، أنه سوف يعتزل السياسة ردا على اختيارات الحزب الوطنى، وقال للزميل حازم الخولى، إن الحزب اختار مرشحين للتضحية بهم. وقال على الشريف، أحد المستبعدين، إن اختيارات الوطنى أصابت الناس بالإحباط، ووصف المجمع الانتحابى بأنه «مسرحية، وغلطة عمرى أنى صدقت الحزب». وفى المنيا، قدم الحزب الوطنى ثلاثة مرشحين لينافسوا النائب الإخوانى سعد الكتاتنى على مقعد الفئات فى دائرة بندر المنيا. حسبما ذكر الزميل ماهر عبدالصبور. وأصابت مرشحى الوطنى فى الغربية حالة من الذهول، حسب تعبير الزميل علاء شبل، مراسل «الشروق» هناك، بسبب فتح الدوائر لأول مرة فى تاريخ الحزب. واستغل أحمد شوبير، مرشح الوطنى فى طنطا، وجوده على الهواء وهنأ نفسه وهنأ شعب طنطا بإعادة اختياره للمرة الثانية، ووجه الشكر لقيادات الحزب الوطنى، بينما أصدر الدكتور ياسر الجندى، منافسه على المقعد نفسه، بيانا شكر فيه شعب طنطا والقيادات السياسية على الثقة فيه وطافت سيارات الشوارع لتأكيد هذا الشكر والإعلان عن المرحلة المقبلة فى المواجهة مع شوبير. وفى كفر الزيات، وزع الأهالى تقرير «الشروق» عن تغيير صفة اللواء أمين راضى من الفئات إلى العمال، على خلفية حصوله على وعود من القيادة السياسية وهو ما تأكد، أمس الأول، باختياره ممثلا للحزب عن العمال، وأرسل أنصار منافسيه رسائل عبر المحمول جاء فيها: البقاء لله توفى إلى رحمة الله تعالى الحزب الوطنى بدائرة كفر الزيات بعد ترشيح اللواء راضى على مقعد العمال ولصلاح الحصاوى وأشرف العيسوى الصبر والسلوان ولأبناء الدائرة خالص العزاء. وسادت حالة من الغضب فى سوهاج بين مرشحات الكوتة، وقالت شادية المحزم إحدى المستبعدات، للزميل محمد عبده، إن مرشحة الوطنى جاءت «بالواسطة». وهددت المرشحتان بوقفة احتجاجية أمام أمانة الوطنى بسوهاج، وتقديم استقالة جماعية. ومن كفر الشيخ، رصد الزميل محمد نصار، ردود أفعال أعضاء الوطنى على قائمة مرشحيه، ووصف عدد من المستبعدين حزبهم بأنه «مخادع»، وعبروا عن ندمهم على التقدم للانتخابات من خلاله، فيما تجمع عدد من المرشحين، والآلاف من أنصارهم أمام مديرية الأمن للحصول على الرموز الانتخابية، وخرج الدكتور محمد عبدالهادى، أمين الحزب، من الباب الخلفى. وفى جنوبسيناء، هدد المستبعدون بإسقاط مرشحى الوطنى، وذكر الزميل حمادة الشوادفى، على لسان فاطمة طلعت، عضو الوطنى التى تقدمت مستقلة فى الدقائق الأخيرة لإغلاق القبول، أن الحزب «خدعهم جميعا، واستطلاعات الرأى كانت مجرد لعبة».