يبدو أن مشوار حارس مرمى منتخب مصر الشهير عصام الحضري 37 عاما وأفضل حارس في أفريقيا في كأس الأمم الأفريقية 2006 و2008 و2010 قد ينتهي في الملاعب نهاية غير سعيدة في ظل الأزمات التي تلاحقه والتي أوقعته في الكثير من المشاكل خاصة في العامين الأخيرين. يلقب النقاد والجماهير الحضري بلقب السد العالي ولكنه رغم شهرته وعطائه ارتكب العديد من (الخطايا) التي أثرت بشكل واضح علي مشواره،. ويواجه حارس الزمالك والمنتخب الوطني المصري مصيرا مجهولا حال رحيله عن القلعة البيضاء لاسيما أن استمراره في الفريق أمر صعبا بعد أن وصلت علاقته بالجهاز الفني بقيادة حسام حسن إلي طريق مسدود. ويعتبر البعض أن أزمات الحارس الدولي الأول في مصر وأفريقيا الحقيقة بدأت منذ فبراير 2008 عندما قرر الرحيل عن النادي الأهلي دون سابق إنذار وخوض تجربة احتراف وهمية في نادي سيون السويسري المتواضع ومن وقتها بات شبح الإيقاف يطارده في كل لحظة. ورغم أزماته وتوتر علاقته بمدربه البرتغالي مانويل جوزيه في النادي الأهلي في سنوات الأخيرة له داخل القلعة الحمراء إلا أن الخطأ الأكبر للحضري كان السفر المفاجئ إلي سويسرا لأنه ترك في نفوس كل الأهلاوية سواء إدارة النادي أو الجماهير الذين لم ولن يغفروا له أنه رحل ولم يكن مسجل في القائمة سوى أمير عبد الحميد والفريق مرتبط بالمنافسة على دوري أبطال أفريقيا ولم يكن من الممكن له أن يقيد حارسا آخر مما عرض القلعة الحمراء لأزمة شديدة ولكن أمير أنقذ الموقف وفاز مع الفريق بالبطولة الأفريقية . ولما فشلت تجربته في سويسرا لأن الوعد الذي كان قد تلقاه بأن يحصل علي عقد في احد الأندية الأوروبية ذهب أدراج الرياح وفي الوقت الذي كان يتعرض فيه لهجوم من الجماهير المصرية في المباريات الدولية مما اثر على المنتخب في بداية مشواره في تصفيات المونديال . حاول الحضري أن يستعيد جزء من العلاقة المفقودة مع الجماهير المصرية بانتقاله إلي إلي الإسماعيلي في محاولة ليفتح بابا جديدا للعب كأساسي في الدوري المحلي ولكنه بعد أسابيع قلائل في صفوف الدراويش دخل في مشاكل جديدة حيث سرعان ما توترت العلاقة بينه وبين عماد سليمان المدرب السابق للفريق تارة وبينه وبين إدارة النادي تارة أخرى وحاول النجاة من هذه الأزمات بالبحث عن عرض في السودان وبالفعل دخل في مفاوضات مع نادي المريخ حيث زار رئيسه جمال الوالي عدة مرات لإنهاء الصفقة ولكنه لم يتوصل إلي اتفاق نهائي فضاعت الصفقة واستمر الحضري في أزماته خاصة مع تعثر قلعة الدراويش ماليا ولم يعد الحضري يحصل على مستحقاته وراح يطالب نصر أبو الحسن بما له من مبالغ متأخرة .. لتكون محطته الخيرة في الزمالك . تصور الحضري أن فريقه الجديد سيكون طوق النجاة له من المعاناة التي عاني منها في العامين الماضيين ولكن من أول خطوة كانت المواجهة مع الحارس الأساسي عبد الواحد السيد ودخلا في صدام عنيف لم يتمكن الجهاز الفني للفريق من التصدي له ..ولكن لم تكن تلك أزمته الوحيدة لم تمر أسابيع حتى تزايدت أنباء الخلافات بينه وبين عبد الواحد التي وصلت إلي المنتخب الوطني أيضا، وبمرور الوقت زاد التوتر بين الحارس وجهاز الزمالك حتى جاءت الأزمة الأخيرة مع مدربه عماد المندوه عقب قرار إيقافه وحرمان الفريق من جهوده. اشتعلت حرب التصريحات بين الحارس والجهاز الفني لتكون حلقة جديدة في مسلسل أزمات الحارس الدولي ويصبح مستقبله الكروي علي المحك خاصة بعد ارتفعت الأصوات المطالبة باعتزاله والاكتفاء بما حققه سواء مع الأهلي أو المنتخب ..ولكن الحضري يصر على أن يستمر في الملاعب بعد أن تنتهي فترة إيقافة الدولي والمحددة بأربعة شهور ولكنها ربما تمتد لأكثر من ذلك إذا لم يسدد الغرامة المالية المفروضة عليه والتي تصل إلي حوالي 800 ألف دولار .. ويحاول أن يجمع منها ما تيسر من نادي الزمالك ومن سيون ولكنه لا يلق استجابة من أي من الناديين و هو ما يعني أنه سيكون ملزم بدفع المبلغ وإلا استمر بعيدا عن الملاعب ..وحتى إن دفعه فأنه سيكون قد خسر مبلغ ضخم جدا لم يحصل عليه خلال كل انتقالاته السابقة في العاميين الماضيين . وفي ظل هذه الأوضاع يبقى السؤال الذي لم تتحدد إجابته حتى الآن.. وهو هل يستطع الحضري وضع حد لأزماته المتتالية ويتصدى لأمواج المشاكل التي تعرضه لنهاية غير سعيدة أم يستسلم لها ويبقى غارقا في الأزمات ويكون اختياره الابتعاد عن الملاعب لتخسر الكرة المصرية الحارس الدولي الأسطوري.