خمس سنوات كاملة، انتظر خلالها «الخطاطون» موسمهم الذى يواصلون فيه الليل بالنهار للخروج بحصيلة تمكنهم من الإنفاق والعيش حتى تهل عليهم انتخابات جديدة. ويتبارى خطاطو «الانتخابات» فى ابتكار شعارات وعبارات رنانة، تمنحهم الأفضلية فى سوق الدعاية، وتتيح له العمل مع أكبر عدد ممكن من المرشحين «دون النظر إلى برامجهم الانتخابية، أو انتماءاتهم السياسية». ورغم تعدد الانتخابات وتنوعها بين «شورى ومحليات» إلا أن انتخابات مجلس الشعب تعد هى الموسم الحقيقى للعمل، حسب عبدالقادر عبدالفتاح محسن، أشهر خطاط فى محافظة البحر الأحمر، والذى يرى أن «اى خطاط يفترض فيه الإلمام بإخراج اللافتة، لإبراز برنامج المرشح، واختياره لعبارات مناسبة تتماشى مع البرنامج بشرط أن تكون عبارات سهلة»، وعلى الخطاط كذلك والكلام لمحسن أن يكون ملما بخريطة الأماكن المزدحمة مثل الميادين «ليقرأ لافتاته قطاع كبير من جموع الناخبين، مع مراعاة المسافات المسموح بها لمشاهدة اللافتة سواء القماش أو البلاستيك». ويرى أن من قواعد عمل الخطاط «اختيار أشكال وألوان اللافتة لتمييزها عن باقى اللافتات المعروضة، حتى يلفت انتباه المارة وسط زخم اللافتات، ولابد أيضا أن يكون لديه دراية كاملة بعلاقة الألوان ببعضها البعض». ويعتمد غالبية المرشحين فى تعاملاتهم مع الخطاطين على «مسئول دعاية» أو «منسق للحملة الانتخابية» يتولى متابعة مثل هذه الأمور، هؤلاء المندوبون يصفهم عبدالوهاب عبدالحميد، خطاط من مدينة المنيا بأنهم: «سماسرة الانتخابات»، ويقول عنهم: «يستعين كل مرشح بمنسق، أو مدير لحملته الإعلانية، فيجبرنا بذلك على التعامل مع السماسرة الذين يتفقون معنا على سعر ويحاسبون المرشح على سعر أعلى»، ويشكو عبدالحميد من مشكلة ثانية تتمثل فى «الخطاطين الخطافين غير المهنيين، والذين يظهرون فى موسم الانتخابات فقط». وأزمة «الخطافين» كانت وراء أمنية سعد الضمرانى احد خطاطى مدينة أسيوط فى أن تكون هناك نقابة «تدافع عن الخطاطين وحقوقهم، لأن مهنة خطاط اليد مهنة فن ونعمة من الله قبل أن تكون عملا، ونعتمد عليها فى أرزاقنا». وتحاصر المخاوف الخطاط عز العرب، فى مدينة أسيوط، بعد ظهور شركات الدعاية والإعلان التى تستخدم الكمبيوتر، وتكاد تختفى معها مهنة الخطاط «خاصة بعد شيوع استخدام لوحات (البانر) فى الدعاية الانتخابية ولواجهات العيادات والمحلات التجارية». ويتوقع إبراهيم خطاب خطاط من مدينة بنها أن يكون الإقبال على اللافتات القماشية «متوسطا»، رغم بدء الموسم الانتخابى مبكرا، ويقول: «عدد كبير من المرشحين يفضل اللافتات البلاستيكية التى تتم طباعتها بالكمبيوتر، لأنها تعطى فرصة لاستخدام الألوان أكثر، وتمكن من وضع صورة للمرشح وتكون جذابة أكثر، وملفتة للنظر، وتعد موضة اتجه إليها الكثيرون فى دعاياتهم». ورغم الإقبال الشديد على الخطاط رجب فتحى فى مدينة المنيا إلا أسعاره «مرتفعة للغاية»، وهو ما يرجعه إلى: «وفى النهاية يتساوى الخطاط المحترف والهاوى ويكون الفيصل فى التعامل هو السعر، خصوصا فى الانتخابات، دون النظر للجودة وحسن الخط». وتفاوتت أسعار اللافتات الانتخابية من محافظة لأخرى دون معيار محدد للتفاوت، ففى الفيوم يصل متوسط تكلف اللافتة القماشية «طول 5 أمتار» نحو 40 جنيها، فيما تتكلف لافتة كمبيوتر بنفس الطول نحو 150 جنيها، حسب عبدالرحمن محمود الخطاط الذى لاحظ أن معظم عملائه يفضلون اللافتات القماشية «بسبب الحالة الاقتصادية». وفى البحر الأحمر اعتمد الخطاطون سعر المتر بنحو 10 جنيهات إلى 15 جنيها. شارك فى كتابة الخبر: ميشيل عبدالله ويونس درويش وكمال الجزيرى وماهر عبدالصبور وحسن صالح يمكنكم متابعة مزيد من التغطيات من خلال مرصد الشروق لانتخابات برلمان 2010 عبر: مرصد الشروق عبر فيس بوك مرصد الشروق عبر تويتر