ربما يرتبط فن التمثيل الصامت أو البانتومايم في الأذهان بأفلام شارلي شابلن القديمة أكثر من ارتباطه بالمسرح في مصر. لكن دار الأوبرا المصرية قدمت في الآونة الأخيرة عرضا لفنان البانتومايم المصري المخضرم أحمد نبيل. بدأ أحمد نبيل مشواره الفني قبل 40 عاما. وحصل عام 1972 على منحة لدراسة فن البانتومايم في الاتحاد السوفيتي آنذاك. وقدم الفنان عروض البانتومايم منذ ذلك الحين في كل أنحاء العالم. قدم نبيل عرض البانتومايم في دار الأوبرا منفردا ومرتديا سروالا أسود ضيقا وقميصا من نفس اللون ووجهه مطلي بمكياج أبيض. واعتمد الفنان على حركات جسمه وتعبيرات وجهه في رواية حكاياته حلال العرض. كلمة بانتومايم مشتقة من اللغة اليونانية القديمة لكن أحمد نبيل يؤكد أن هذا النوع من الفن نشأ في الأصل في مصر وأن جذوره ارتبطت بالرسوم التي تحكي قصصا على جدران المعابد الفرعونية. لكن عرض البانتومايم بدار الأوبرا لم يستمر سوى ليلة واحدة ولم يحضره أكثر من 40 شخص من الجمهور. ويغالب أحمد نبيل شعوره بالإحباط إزاء قلة الاهتمام بفن البانتومايم ويطالب الحكومة بتدريسه في المعاهد الفنية. وقال "الفن مصري أصلا. أما زي ما باقول هنا لازم يتعمل.. مشروع لعمل معهد للبانتومايم أو في معهد الفنون المسرحية يجيبوا ناس من بره (الخارج) ما دام مش عايزين أحمد نبيل يدرس.. يجيبوا ناس. وأنا مستعد." ويرى أحمد نبيل أن الأمر لا يحتاج سوى لبعض الجهد والمال من أجل إعادة الاعتبار لفن البانتومايم الذي يعتقد أنه ما زال يحظى باهتمام قطاع من الجمهور في مصر. وقال "أنا عارف انكم بتحبوا البانتومايم. بأقول لكم سر.. إن أنا بأقدم للتلفزيون وللقنوات الفضائية مشاريع علشان نعمل بانتومايم. إنما للأسف مفيش أي قناة عايزة.. ما أعرفش ليه. وأنا موجود والحمد لله حأكافح حتى آخر نفس إن أنا حأقدم البانتومايم." ورغم ذلك يصر الفنان أحمد نبيل على مواصلة النضال من أجل الحفاظ على فن البانتومايم الراقي من الاندثار.