لم يعد يخفى على أحد أن المسكنات التى يقدمها صناع السينما لعلاج أمراضها لم تعد كافية وأن المستوى الذى يتحسن على فترات ويعطينا أملا نكتشف فيما بعد انه سراب، لم يعد يقنعنا مبررات وأعذار يسوقها من يريد ان يظل الفن السابع أسير شباك التذاكر ويخضع لسطوة النجوم، لن نرضى باكليشيهات وتابوهات وضعها السينمائيون أنفسهم من عينة «الجمهور عايز كده» لن تخدعنا فوضى التوزيع ومعادلات الإنتاج ولن نقف مكتوفى الايد أمام العبث الدائر فى أروقة البلاتوهات. فى هذا الملف سوف ننشد السينما ولا شىء آخر.. ذلك الحقل الذى لو تركناه أكثر لذبلت ثماره وبورت أراضيه، سوف ندعم السينما البديلة تلك التى لا تعتمد على نجم ولا يهمها ضخامة الإنتاج وأجور الكبار، تلك التى تغزل قصصا وحكايات عن ناس تعيش بيينا ويهتمون لأمرنا، السينما التى تخترق الحواجز وتكسر كل التابوهات بحرية بعيدا عن حسابات السوق المعقدة التى كادت تفجر مصانع الأمل، وتركت الخراب فى القصور الفخمة، سوف ندعو لسينما لا تعرف الخوف ولا تنظر من ثقب باب وأمامها ملأ الفضاء، سينما لا يظلها لون واحد والكون من حولها غابة من الألوان، سوف نبحث عن هؤلاء، الذين يملكون مشروعا فنيا حقيقيا ونساندهم حتى نعثر على الضوء وسط العتمة. فى هذا الملف سوف نقف أمام العقبات وضد الغيم، نمد الجسور وننظم الورش والمؤتمرات، نستعين بالخبراء ونفتح الباب للجميع دون حسابات وهمنا الوحيد التغيير وخلق جيل جديد من زهور السينما وعشاقها الحقيقيين المستقلين فعلا، الذين يقدمون سينما مستقلة حقيقية وليس مجرد مسمى، سوف نحتفى بهؤلاء، الذين عادوا بالفخر من ترابيكا قطر المخرج إبراهيم البطوط ومن قرطاج التونسى المخرج أحمد عبدالله، والذين يمكن أن يثبتوا أننا على حق وأنه آن أوان التغيير.