اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» أن مسلسل «عايزه اتجوز» الذى عرض فى رمضان الماضى أتاح «فرصة نادرة للنفاذ داخل عقول المرأة المصرية، والتعرف على رأيها فى الزواج والحب» وقالت فى مقال من القاهرة «إن المسلسل أثار الدهشة وسط جدل هذا المجتمع المحافظ حول الدور المتغير للمرأة». وفى رأى الصحيفة تدور رسالة المسلسل حول عملية التوفيق التى تجرى داخل الطبقة المتوسطة المصرية، «حيث يتقدم الخاطب عبر صالونات أسر العرائس المحتملات ليتفحصهن، واثقا من أن كل امرأة، خاصة أولئك اللاتى تعدين الثلاثين من العمر، سوف يحرصن على الفوز به». وقالت المؤلفة غادة عبدالعال، التى استوحى السيت كوم مدونتها، بنفس الاسم، إنها اعتمدت بدرجة كبيرة على تجاربها الخاصة «كيف يأتى شخص ليلتقى بك فى صالون، ثم يجب أن تكونى مستعدة فى الزيارة الثالثة للحديث عن المهر والشبكة وموعد الزفاف؟» وتضيف: «ويكون متوقعا منك كفتاة تقبل أن هذا هو مصيرك، من دون حتى أن تعرفى الشخص على حقيقته». ويعتبر المسلسل، الذى عرض خلال شهر رمضان، من قبيل الصوت المضاد، فيما أطلقت عليه وسائل الإعلام المصرية «أزمة الزواج» فى البلاد.واعتبرت الصحيفة أن مسلسل «عايزه اتجوز» عن كتاب غادة عبدالعال الصادر عام 2008، يمثل دفاعا صلبا عن حق المرأة فى الاختيار. وقالت دانة صباح لواشنطن بوست، وهى أكاديمية مصرية كان موضوع أطروحتها عن النساء العازبات فى الأردن أن كتاب غادة عبدالعال، «عبر عن الفتيات اللاتى يعانين ضغوطا حقيقية وإن كانت غير ملموسة وهو أمر كان قائما ومحسوسا لكن لم يكن من الممكن حقا الحديث عنه». وشككت حنان خلوصى أستاذة تاريخ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وصاحبة دراسة عن الزواج فى مصر فى وجود أزمة زواج؛ فالدراسات حول هذا الموضوع غير دقيقة. بل إنها تقول إن مثل هذه المناقشات بشأن الزواج تدور بشكل روتينى فى مصر، خاصة فى أوقات الأزمات. أما غادة عبدالعال التى تقول إنها مازالت راغبة فى الزواج، فتوضح أن المسلسل جلب عليها النقد باعتبارها كانت «فجة» فى إظهار أن النساء اللاتى يتوقع منهن الوداعة، وترك عائلاتهن يرتبن عملية ارتباطهن يطرحن مطالب فى شريك الحياة. « فى العالم العربى لا يسمح إلا للرجال بالحديث أو الكتابة عن الزواج، وعندما يتحدثون عنه فهم دائمو الشكوى وغير سعداء. أما إذا اشتكت امرأة فهى بلا حياء، وإذا رغبت فى الزواج تكون مثار خزى».