فازت مرشحة الحزب الحاكم ديلما روسيف في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية بالبرازيل لتصبح أول امرأة تتولى منصب الرئيس في البلاد على الإطلاق وفقا لما أعلنته النتائج الرسمية. وبعد فرز كل الأصوات، حصلت روسيف على أكثر من 56% من الأصوات الصحيحة مقابل 44% حصل عليها منافسها مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي جوزيه سيرا الذي أعترف بهزيمته مساء أمس الأحد. ويعني انتخاب روسيف استمرار سياسات الرئيس المحبوب لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي رشح وزيرة شؤون الرئاسة السابقة كمرشحة عن حزب العمال الحاكم والذي أيدها حتى باتت السياسية غير المعروفة نسبيا هي خيار البرازيليين لمنصب الرئيس. وتحدثت روسيف وهي دامعة العينين عن دا سيلفا في أول تصريح لها كرئيسة منتخبة أمام القاعة التي اكتظت بمسئولي حزب العمال الحاكم "إن تولي الرئاسة خلفا له أمر صعب ويمثل تحديا لكنني سأعرف كيف أحافظ على إرث لولا ، سأعرف كيف أعزز عمله وأبنى عليه". وعقب التأكيد النهائي للنتائج ، ستجرى مراسم تنصيب روسيف /62 عاما/ في أول يناير المقبل لتتولى قيادة أكبر اقتصادات أمريكا اللاتينية وثامن أضخم اقتصاد في العالم بأغلبية في كل من مجلسي البرلمان. . وهي تفتقد صفات الزعامة ( الكاريزما ) لدى لولا كما كان واضحا وهي تقرأ أول خطاب لها بعد الانتخابات.وفي كلمتها التي أستغرقت 15 دقيقة، أبرزت روسيف وضعها التاريخي كأول رئيسة للبرازيل.وقالت "أود حقا أن ينظر الآباء والأمهات اليوم في أعين الفتيات ويقولوا لهن: نعم، النساء يستطعن (تحقيق النجاح)". وأضافت أن "الالتزام الأكثر أهمية" بالنسبة لها سيكون القضاء على الفقر وتوفير فرص للجميع.وأكدت على التنمية الاقتصادية ومحاربة "مبدأ الحمائية الذي تمارسه الدول الغنية" وإنها تحتاج إلى وضع حد للمضاربات المالية التي تزيد من "إضطراب رأس المال والعملات". وكانت روسيف حققت بالفعل فوزا مريحا في الجولة الأولى التي جرت يوم 3 أكتوبر بنسبة47% من الأصوات، ولكنها لم تحقق النسبة المطلوبة وهي أكثر من 50% لتجنب جولة الإعادة. ولم يسمح للرئيس لولا دا سيلفا/65 عاما/ صاحب الشعبية الجارفة تولى الرئاسة لأكثر من فترتين متتاليتين، وألقى بثقله وراء روسيف وهي اقتصادية والتي تدربت لتكون مقاتلة حرب عصابات خلال فترة حكم الديكتاتورية العسكرية في البرازيل. وذكر تقرير لمحكمة الانتخابات العليا إن الانتخابات كانت هادئة نسبيا في أنحاء البرازيل. ومن المقرر أن تنضم روسيف إلى لولا في زيارة له لموزمبيق وإلى قمة مجموعة العشرين في الفترة من 11 إلى 12 نوفمبر في كوريا الجنوبية. وسيقوم لولا بتوديع المجتمع الدولي وتقديم خليفته.وقال لولا عن مرشحته المفضلة بعد الإدلاء بصوته في مسقط رأسه بمدينة ساو برناردو دو كامبو الصناعية قرب ساو باولو "ليس لدي شك في أنها ستأتي بحكومة عظيمة لهذا البلد". وأكد لولا الذي يحظي بشعبية بلغت نسبتها ثمانين بالمائة أمس الأحد على أنه لن يشارك بشكل مباشر في حكومة روسيف.وقال "إن ديلما ستحتاج إلى تكوين حكومة تعبر عنها".ولهذا السبب رفض لولا توجيه كلمة إلى الجماهير أمس أو أن يكون في حفل روسيف في برازيليا. ولا يزال المحللون يعتبرون أن نتيجة الانتخابات هي إنتصار كبير للولا رغم إنه غير مرشح فيها.