نفى نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب حلمى النمنم أن تكون الهيئة ستنفذ مطالبات اتحاد الناشرين المصريين بقصر مشاركة الناشرين المصريين بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته ال43 على الناشرين الأعضاء بالاتحاد، وقال: «قرارات الاتحاد ليست ملزمة للهيئة بأى شكل من الاشكال، فالناشر فى عرفنا هو من يعترف به القانون المصرى ناشرا، ولا يمكننا منع من اعترفت الدولة بحقه فى ممارسة مهنة النشر من المشاركة». وكانت هيئة الكتاب قد أعلنت أن المعرض سيقام هذا العام بأرض قاعة المؤتمرات بدلا من أرض المعارض إذ تخضع الثانية لاصلاحات، وأكد النمنم أن مخاوف البعض من عدم قدرة قاعة المؤتمرات على استيعاب أجنحة دور النشر فى غير محله قائلا: «الهيئة لديها خطة شاملة لتوزيع أجنحة المعرض». وفى الوقت نفسه هاجم عدد من الناشرين من غير أعضاء الاتحاد مطالبات الاتحاد بحرمانهم من المشاركة فى المعرض ووصفوها ب«غير القانونية»، وتساءل مكاوى سعيد صاحب دار الدار عما قدمه الاتحاد للناشرين الصغار حتى يطالب بالسيطرة على من يشارك بالمعرض، وقال: «هذه الدور التى يحاربها الاتحاد هى التى صنعت الحراك الثقافى فى السنوات الاخيرة وبجهودها الذاتية، فى حين أن الاتحاد يعج بالأعضاء غير الفاعلين فى الوسط الثقافى، وبعضهم لا يتجاوز انتاجه أصابع اليد والواحدة». وأضاف سعيد: «أولى بنا أن ندعم كتبنا ومؤلفينا بدلا من أن ندفع اشتراكات للاتحاد وهو لا يفيدنا ولا يتدخل فى مشكلاتنا، حتى وإن قام الاتحاد بتخفيض اشتراكه وقدم التسهيلات». وتابع: «لا يحق للاتحاد إجبارنا على الاشتراك بهذه الطريقة، فنحن دور نشر معترف بها عربيا ولدينا أسماء فى السوق، واذا ما رُفضت مشاركاتنا سنلجأ للقضاء». واقترح سعيد على الناشرين الممنوعين من المشاركة عقد معرض موازٍ فى شوارع القاهرة، وأكد ل«الشروق» أنه حصل على موافقة مجموعة من دور النشر العربية على المشاركة بكتبهم. وعلمت «الشروق» أن بعض دور النشر قد سارعت إلى التقدم لعضوية الاتحاد، ومنها دار ميريت التى أكد صاحبها محمد هاشم أنه لا يجد «مبررا حقيقيا فى العند مع الاتحاد»، وقال: «حين انضم للاتحاد ستجد دار ميريت الفرصة للدفاع عن رؤيتها ومصالح دور النشر الصغيرة، خصوصا وأن الاتحاد خفض قيمة الاشتراك وقدم تسهيلات كبيرة». واتفق مع هذا الطرح الناشر رضا عوض صاحب دار رؤية مشيرا إلى أن تقدمه للعضوية لا يعنى أنه موافق على ما يطالب به الاتحاد، وقال: «معنى أن توافق الهيئة على منح الاتحاد هذه السلطة، أن الاتحاد صار دولة داخل الدولة، فيمنع ما سبق وإن اعترفت به الدولة من حقوق للناشرين». وأضاف: «الأمر ليس صراعا، وعلى الاتحاد أن ينظر للأمر بتعقل، فمعرض القاهرة الدولى هو واجهة مصر الثقافية فى العالم كله، وبدلا من أن يدخل الاتحاد فى حروب مع دور النشر الصغيرة، لابد أن يبحث كيف يساعدها ويذلل لها العقبات». ودعا هاشم الذى تنتظر أوراق عضويته فى الاتحاد الموافقة؛ سائر دور النشر الصغيرة التقدم بأوراق عضويتهم، قائلا: «تعالوا بنا نحارب معا من داخل الاتحاد، فنعبر عن آرائنا». أما الصورة بين أعضاء الاتحاد فتختلف تماما؛ إذ يرى أحمد الزيادى مدير النشر بدار الشروق أن القانون يلزم كل ممارس مهنة أن ينضم لعضوية نقابتها كشرط من شروط صحة ممارسته المهنة، وقال: «عدم الانضمام بالأساس مخالف للقانون». وتابع: «فى كل معارض العالم تكون للجهة المنظمة شروط تحرص فيها أن يكون للناشر انتاج ثقافى ثرى، ولا تقل نسبة العناوين الجديدة فى كتبه عن 70% وهذا حتى يكون المعرض غنيا». ويرى الناشر حسنى سليمان صاحب دار شرقيات (وهو عضو بالاتحاد) أنه من حق الاتحاد أن يقترح على الهيئة ما يراه مناسبا، وأن تأخذ الهيئة برأيه كاستشارة، وتساءل سليمان عن السبب الذى يمنع ناشرا من الانضمام إلى الاتحاد بالأساس، وقال: «من الطبيعى أن يكون الناشر عضوا بالاتحاد، وإن رفض (وهى مسألة حرية شخصية) فعليه أن يتحمل عقبات رفضه».