على غير المتوقع، أظهرت نتائج الانتخابات التشريعية، التى أجريت أمس الأول فى البحرين، تغييرات فى الخريطة النيابية، أبرزها فوز المعارضة الشيعية بجميع الدوائر التى ترشحت فيها، ووصول عدد من رجال الأعمال إلى مقاعد مجلس النواب، وخوض عدد من قادة التيارات السلفى والإخوان المسلمين والليبراليين واليساريين الجولة الثانية السبت القادم. فقد أعلن رئيس اللجنة التنفيذية للانتخابات عبدالله البوعينين، عن فوز جمعية الوفاق الوطنى الإسلامية (الحزب الرئيسى للشيعة) ب18 من أصل 40 مقعدا فى مجلس النواب. وكان فى المجلس المنتهية ولايته 17 نائبا يمثلون الجمعية، التى تطالب بتولى شخص من خارج الأسرة الحاكمة منصب رئيس الوزراء، رغم تمسكها بالملكية الدستورية. وبلغت نسبة المشاركة 67% على الاقل، خلال الانتخابات التى نظمت لتجديد مقاعد مجلس النواب فى المملكة الخليجية الصغيرة ذات النظام الدستورى، التى تحكمها أسرة آل خليفة السنية منذ عام 1783. فى المقابل، تقلص حضور الكتل الدينية السنية، حيث فقدت جمعية الأصالة السلفية ثلاثة مقاعد، ما يعتبر خسارة قاسية لها، فيما خسر المنبر الإسلامى (تيار الإخوان المسلمين) مقعدين، وذهب بقية مرشحيه إلى الجولة الثانية. كما أظهرت النتائج فوز عدد من المستقلين المقربين من الحكومة وأواسط رجال الأعمال، أبرزهم عثمان شريف، الذى أطاح بأحد قادة جمعية «وعد» اليسارية سامى سيادى، وعيسى الكوهجى، الذى انتزع مقعده من مرشح الإخوان المسلمين عدنان بومطيع، بحسب صحيفة «الوسط» البحرينية أمس. وسيذهب مرشحى اليسار إلى جولة الإعادة، وهم بحسب صحيفة «الأيام» البحرينية: أستاذة علم الاجتماع فى جامعة البحرين منيرة فخرو، وأمين عام جمعية وعد إبراهيم شريف. وفى حال فوزهما ستتغير خريطة البرلمان بصورة ملحوظة، حيث سيبلغ عدد مقاعد المعارضة 20 مقعدا، أى نصف مجموع مقاعد المجلس. وذكرت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية أن «العائلة المالكة تتخوف من تغيرات غير مسبوقة فى الانتخابات»، عبر صعود القوة التى سمتها الصحيفة «المؤيدة والمدعومة من إيران»، وسيطرة «المعارضة على البرلمان لأول مرة». ونفى أمين عام الوفاق على سلمان أن تكون جمعيته «واجهة إيران»، أو أنها ترغب فى قلب نظام الحكم. ونقلت الصحيفة عن سلمان قوله: «أعرف الشعب البحرينى وأعرف ولاءه، لكنه من غير المقبول أن تحتكر أسرة واحدة للسلطة، على الرغم من احترامنا وتقديرنا لها». ويبلغ عدد الناخبين المسجلين 318668 ناخبا، موزعين على 40 دائرة لاختيار من يشغلون 35 مقعدا من بين 139 مرشحا، بينهم 8 نساء، حيث حسمت 5 مقاعد بالتزكية. ويجوز لمن يملكون عقارات وأراضى من الخليجيين والأجانب فى البحرين المشاركة بالتصويت فقط دون الترشح فى المجالس البلدية، ويبلغ عدد المسجلين منهم 8150 ناخبا. وإذا احتاج الأمر إلى عقد جولة ثانية بين بعض المرشحين بعد إعلان النتائج، فستتم فى مقار البعثات الدبلوماسية البحرينية لمن يقيمون فى الخارج الثلاثاء القادم، وفى البحرين السبت القادم.