تناولت صحف عربية صادرة صباح اليوم الجمعة عددًا من الشؤون والقضايا المصرية، كان على رأسها دعوة قيادات التيار السلفي للاحتجاجات ضد إغلاق 12 قناة فضائية، وأزمة صحيفة "الدستور" وما كشفت عنه من جيل الشباب الصحفي الصاعد، واتفاق بين مصر والعراق على تسوية مديونات الأخيرة وإعلان حزب الوفد قائمة مرشحيه للانتخابات البرلمانية المقبلة، بجانب اقتراح مصري لنشر قوات دولية بين شمال السودان وجنوبه وانتقال جنون أسعار الطماطم إلى الفول وتقرير حقوقي يرصد حالات الاعتداء على حرية التعبير. قرار سياسي وقالت صحيفة "القدس العربي" اللندنية إن قرار إغلاق 12 قناة فضائية وإنذار 20 قناة أخرى يعتبر قرارًا سياسيًا، إذ يأتي قبل أسابيع معدودة من بدء الانتخابات البرلمانية، ويهدف إلى منع الأوكسجين الإعلامي عن جماعة الإخوان المسلمين التي ستخوض هذه الانتخابات بقوة على أمل زيادة عدد مقاعدها في مجلس الشعب. وضمت الصحيفة صوتها إلى أصوات جميع جمعيات حقوق الإنسان المصرية التي تدين إجراءات الإغلاق تلك، مع التأكيد في الوقت نفسه بأنها ليست مع المخالفات أو مع قنوات إباحية أو شعوذة ما كان يجب السماح لها بالبث من الأساس. دعوة سلفيين وفي ذات السياق، أبرزت الصحيفة دعوة قيادات في التيار السلفي في مصر لمظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة اليوم في القاهرة والإسكندرية احتجاجاً على إغلاق عدد من القنوات التلفزيونية السلفية، واعتبروا في بيانٍ أن إغلاق القنوات التلفزيونية يأتي في إطار مخطط يصب في صالح الكنيسة المصرية والشيعة. ورحبت قيادات من جماعة الإخوان بالتحركات السلفية، خاصة بعد أن أعلن الداعية المعروف الدكتور صفوت حجازي عن التهديد بالإضراب عن الطعام، واللجوء السياسي إذا لم تتم إعادة بث قناة "الناس"، بينما أشار البيان لأول مرة إلى حادثة الاعتداء على طالبة جامعية تنتمي لجماعة الإخوان وإلى شراء قيادات كنسية لأسلحة من إسرائيل، ومنع المنقبات من دخول الجامعات المصرية. ونقلت الصحيفة عن مصادر سلفية القول إن حملات تبرعات بدأ سلفيون تنفيذها داخل مصر وخارجها تستهدف الاستحواذ على حيزٍ لباقة تلفزيونية على قمر موازٍ للنايل سات يتم بثه من أوروبا، بالإضافة إلى حجز مساحات على القمر القطري سهيل الذي ينطلق بالقرب من مدار نايل سات نهاية عام 2010، وسوف يتم إطلاق الباقات التلفزيونية الدينية الجديدة تحت اسم القمر الإسلامي الذي بدأت حملات السلفيين في الدعوة إليه عبر شبكة الإنترنت، ليضم جميع القنوات الإسلامية التي ترفض نايل سات استضافتها. وأشارت الصحيفة إلى أن التحركات السلفية تعتبر أول تمرد علني على الحكومة المصرية في مخالفة للمعروف عن أكثر الفصائل السلفية التي تعتبر تنفيذ أوامر الأجهزة الأمنية طاعة لولي الأمر، وكانت قيادات سلفية تنتقد التظاهر والاحتجاج وأي تحركات معارضة ضد السلطات المصرية. الجيل الصاعد وكتب أحمد قاعود الصحفي المصري مقالا في "القدس العربي" قال فيه، إن ما يمكن أن نتوقف عنده في الأزمة المشتعلة بين شباب صحيفة "الدستور" المصرية الخاصة وملاكها الجدد لا يمكن حصره في مطالب مادية، أو إيجاد لوائح مؤسسية لواحدة من أبرز الصحف المعارضة في مصر، أو حتى الحفاظ على السياسة التحريرية للجريدة، بعد إقالة رئيس تحريرها ومؤسسها إبراهيم عيسى. ورأى قاعود أن ما يستحق الالتفات إليه هو ذلك الجيل الشاب الصاعد بقوة، والذي ربما لم يضعه الملاك الجدد في الحسبان، واعتقادهم أنه بمجرد الاستحواذ على الصحيفة ستعتبر كغيرها من الأعمال التي تضمها مؤسساتهم وشركاتهم التجارية، لكن الوضع لم يكن كذلك على المطلق، فالوسط الصحافي المصري حاليًا يتصدره مدعون للشرف والأخلاق والمبادئ ويعمل غالبيتهم أولا وأخيرا لحساب السلطة الفاسدة. 1.8 مليار دولار أما صحيفة "الدار" الكويتية فقالت إن مصر والعراق اتفقتا على سرعة إغلاق ملف الديون وكافة القضايا المتعلقة بتحويلات المصريين والمعروفة باسم الحوالات الصفراء منذ نظام صدام حسين السابق، وتسديد مستحقات كافة المصريين قبل نهاية هذا العام، والبدء في إقامة تعاون اقتصادي وتجاري طبقا لاتفاقيات جديدة خلال الفترة المقبلة. وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال المباحثات التي عقدت في القاهرة بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تعنى بحل المديونيات المستحقة للحكومة المصرية والشركات والأفراد على العراق والبالغة نحو 1.8 مليار دولار. لا تنسيق ولا رقابة وأبرزت صحيفة "الجريدة" الكويتية إعلان رئيس حزب "الوفد" المعارض السيد البدوي أن حزبه سيخوض انتخابات مجلس الشعب المقررة في 28 نوفمبر المقبل بقائمة أولية للمرشحين بلغت 176 مرشحاً، تغطي 27 محافظة. وأكد البدوي أن حزبه سينافس بضراوة مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمن فيهم الوزراء، نافياً التنسيق مع مرشحي الحزب الوطني ومع جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أنه "تمّ إنشاء وحدة لمراقبة الانتخابات لرصد أي مخالفات، وإرسالها بالصوت والصورة في نفس اللحظة عبر "الستالايت" إلى جميع القنوات الفضائية والمواقع ووكالات الأنباء العالمية"، رافضًا في الوقت نفسه مسألة المراقبة الدولية على الانتخابات، لأنها تخل بالسيادة الوطنية لمصر. أسلحة ثقيلة وحديثة وكشفت مصادر سودانية مطلعة لصحيفة "الجريدة" الكويتية أن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان، اقترحا صيغة وسطية لم تحددها بشأن نشر قوات دولية على الحدود بين الشمال والجنوب، وهو ما ترفضه حكومة الخرطوم وتصر عليه حكومة الجنوب، وذلك خلال لقاءين منفصلين مع الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، بهدف تقريب وجهات النظر بين الشريكين حول القضايا محل الخلاف. من جهته، هدد رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي الفريق أول جيمس أوث بالعودة إلى الحرب مرة أخرى في حال تأجل استفتاء حق تقرير مصير جنوب السودان دون موافقة الحركة الشعبية، واعترف أوث في تصريح خاص ل"الجريدة" بتسليح حكومة الجنوب للجيش الشعبي بكميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والثقيلة في الفترة الأخيرة استعداداً للسيناريوهات المقبلة، مشيراً إلى أن الميزانية السنوية للجيش الشعبي تبلغ 40% من الميزانية الكلية لحكومة الجنوب، لافتاً إلى أن العقيدة القتالية للجيش الشعبي الآن دفاعية فقط لا هجومية، في الوقت نفسه قال إن الجيش الشعبي لديه جاهزية تامة للدخول في حرب إذا اضطر إلى ذلك. ونفى أوث دعم الولاياتالمتحدة الأميركية للجيش الشعبي بالسلاح، قائلاً: "نحن نشتري الأسلحة ولا نشحذها". وعن مصادر صفقات الأسلحة التي يملكها الجيش الشعبي، أشار أوث إلى أن السلاح متوافر وموجود بالأسواق "في مصر"، وحتى في شمال السودان وفي أسواق متعددة في كل العالم بحسب قوله، وتابع: "نقوم بشراء السلاح حتى ولو من الشيطان نفسه". انتقال جنون أسعار الطماطم إلى الفول توقعت صحيفة "الوطن" القطرية أن تنتقل أزمة ارتفاع أسعار الطماطم إلى الفول، بعد وصول سعر الكيلو جملة إلى 550 قرشًا، ليباع عند تجار التجزئة بسعر يتراوح بين 650 قرشًا و7 جنيهات، وسط توقعات باستمرار الزيادة لنهاية العام، وحتى طرح المحصول الجديد أواخر مارس من العام المقبل، مما دفع أصحاب عربات الفول المدمس إلى رفع سعر الطبق إلى 2.5 جنيه، محذرين من أن استمرار ارتفاع الأسعار سيصل بسعر الطبق إلى 5 جنيهات. ونقلت الصحيفة عن الدكتور أحمد الخطيب، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية "للخيمة" القول، إن السبب الرئيسي في ارتفاع سعر الفول هو عزوف الفلاحين عن زراعته، لكون عائده المادي غير مجز، بسبب رفع الحكومة أسعار الأسمدة والتقاوي. 32 حالة اعتداء واهتمت الصحيفة بالتقرير السنوي الأول لمؤسسة حرية الفكر والتعبير، الذي اهتم بتوثيق أوضاع حرية الفكر والإبداع في مصر في النصف الأول من عام 2010، والذي قال إن العديد من حالات المنع والحجب اتخذت "ذريعة" الحياء العام ك"حيلة" قانونية للرقابة على الإبداع، ولتجريم بعض أشكاله، بدعوى خدشها للحياء العام، في ضوء أحكام المحكمة الدستورية العليا. وأضافت الصحيفة أن التقرير عدد أشكال التقييد والحجب، منها إلغاء ندوة لكل من العالم الشهير أحمد زويل، والشاعر فاروق جويدة، والتي كان مقرراً عقدها في دار الأوبرا بدمنهور، ل"اعتبارات أمنية"، وإلغاء حفل السير إلتون جون، استنادًا إلى آراء إلتون جون الشخصية.