«كان جوايا إحساس بالقهر، بصيت على انجازاتى وتاريخى اللى فات، كنت فخور حتى آخر وقت إنى أعطى أفكار للحركة الفنية فى هذا البلد، وكنت فى حالة من عدم التوازن سألت نفسى أنا كنت صح ولا لأ، بصيت على حالى فى السجن وما صدقتش نفسى، وقررت أن أضع لوحاتى التى رسمتها فى السجن فى معرض سأطلق عليه «القط الأسود.. تجربة سجنى»، ومش عارف ليه سميت المعرض بهذا الاسم، ربما لأننى كنت دائما داخل السجن أتخيل نفسى وليمة لمجموعة من القطط السوداء». تلك كانت حالة محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فى محبسه، وهذا وصف الأيام التى قضاها على ذمة قضية زهرة الخشخاش فى مداخلة تليفونية هى الأولى منذ خروجه من السجن، استمرت 40 دقيقة، وتحدث خلالها ل«برنامج الحياة اليوم» على تليفزيون الحياة مساء السبت. وقال شعلان لمقدمى البرنامج شريف عامر ولبنى عسل: «قلت لابنى عندما زارنى مش عايز أى حاجة غير اسكتشات رسم وألوان، وبدأت اشتغل وأضيع وقت داخل السجن»، وأضاف: «رافض أتكلم عشان ما حدش يقول انى باهاجم، انا بس من حقى انى اقول آه، واثق ان القضاء المصرى سيعيد لى حقى، الموضوع بالنسبة لى مش العقوبة ولا واخد كام سنة، الموضوع كان ليه انا باتسجن». وقال شعلان انه فى أول أيامه فى السجن كان مصدوما من سرقة اللوحة: «أنا فى الاساس فنان، وصدمتى من السرقة ليست بنابع من مسئوليتى كموظف، لكن كفنان، وعمرى ما حسيت ان انا السبب، وحسيت ان الأزمة فرضت علىّ وتم إقحامى فيها، ولقيت نفسى باتسحب من البداية من واحد بياخدوا شهادته إلى متهم»، وقال: «مش عايز أرد على الوزير فاروق حسنى، واللى عايز يقول يقول، وفى النهاية املك من المستندات ما يثبت اننى لم اتقاعس عن حماية المتحف.. وكمان القطاع بيرجع للدولة كل سنة مليون جنيه، وكنا محتاجين كاميرات ب130 الف جنيه وقالوا لنا فى النهاية مفيش فلوس، يبقى مين المقصر». وتابع شعلان: كفاية نهش فيا، انا لم اغادر بيتى منذ خروجى من السجن، ولم ازر فاروق حسنى، وانا اللى كنت مسئول وهو ما كنش مسئول، وقلت للصحفية اللى كلمتنى ليه اكلم فاروق حسنى يعنى هو اللى كان مسجون، اخلاق ولاد البلد وعلاقة الفنان بالفنان تخليه يكلمنى، حقى على وزير الثقافة ان يتصل بى يقولى حمد الله على السلامة، انا مبقوق من الوزير، ليس كوزير لكن كفنان، وهو مش هيكلمنى، وانا عارف ده، وللأسف فيه بينى وبين فاروق حسنى تاريخ واعرفه من قبل ما يبقى وزير، وانا مش زعلان من الوزير، وكمان مش زعلان من كل الفنانين اللى ما سألوش علىّ، يعنى مش زعلان من د. أحمد نوار وهو يعرفنى من 20 سنة، وما سألش عن أولادى». وقال شعلان: «جاتلى تليفونات من عدد كبير من فنانى مصر والعرب، وده اعطانى احساس انى صح، لان شعبنا لا يتعاطف مع مخطئ، والآن أعيد حساباتى من جديد، وانا فى الأساس فنان، ومن غير فنى كنت اتشليت، كنت فى قسم الدقى وهاموت من كتر الاسئلة اللى بتدور فى ذهنى، مش عارف ايه اللى هيحصل فى المستقبل، لكن لوحاتى خففت عنى»، وأضاف: التجربة دى غيرت اتجاهى وشكل شغلى، واتذكرت ان آخر معارضى تناولت لوحاتى موضوع القيد، وأشعر ان القيد كان الوظيفة، ويبدو اننى تنبأت فى هذه اللوحات بالسجن.. وقال شعلان تصريحات مستشار وزير الثقافة بأننى لن أعود إلى موقعى فى الوزارة، تصريحات عنجهية، وعلى فكرة أنا مش هارجع للوظيفة، وليس سهلا على أننى اعود إلى المكان نفسه، كيف أحلم فى مكان لا اطمئن له. وقال: «لم أهاجم الوزير وكنت ابرئ نفسى من التهمة، لكننى كنت اقول اننى صح، فتصور الجميع أننى اهاجمه، واقول للوزير ليه خليت الموضوع شخصى، وخلتنا انداد قدام بعض، انا مش قدك انت وزير وانا فنان، انا باطالب ان المسئول عن الموضوع هو اللى يتحاسب، لكننى لم اطالب بمحاسبة الوزير لانه ليس مسئولا ولا انا ايضا مسئول، والحمد لله انا ما عنديش بلاوى زى ما قال الوزير، وأضاف: طول الوقت كنت باشوف فاروق حسنى حتى وانا فى السجن انه فنان رقيق جدا وحساس، وعمرى ما حسيت بالفرق بين فاروق حسنى الفنان والوزير». وأضاف: «فاروق عبدالسلام كان بشع، عامل زى التربى اللى بيشيع الناس، قدم كمية مستندات كلها خاطئة واتهمنى باعتبارى المتهم الاول، وحتى الان افكر كيف تمت سرقة اللوحة، وأثق ان الامن المصرى سيعيدها، زى ما اعادها من قبل، وزى ما اعاد لوحات دار الاوبرا، ومن يقول انها ليست اصلية ما بيفهمش حاجة، لان اللوحة دى اتعرضت فى اللوفر، وتم الكشف عنها، واللوحة اصلية مائة فى المائة، وقلت ان اللوحة ليست بالأهمية الفنية بالمقارنة ببقية لوحات فان خوج، لأننا كفنانين عندما نقيم عملا نقيمه فى اطار عمل فنان، وفان خوج اروع اعماله كانت فى مرحلة القمح والمزارع، ومفيش شهر بيعدى الا لما نسمع عن لوحات مسروقة من متاحف عالمية، والصدمة اللى حصلت ليست فى السرقة، ولكن فى بساطة السرقة، والمفروض ان اكون خارج السجن، لان دورى ان احاسب المقصرين، وأثق جدا ان النيابة الادارية عملت تحقيقاتها حول الواقعة، وارجو فى الجولة الجاية من القضاء ضم نتائج تحقيقات النيابة الادارية للقضية، لانها ستكشف عن تفصيل اكثر، وستحمل دليل براءتى».