تشهد كواليس المعركة الانتخابية فى مدينة شبرا الخيمة بدائرتيها أول وثان صراعات متأججة وانشقاقات فى صفوف الوطنى وخلافات عائلية عميقة ودعاية انتخابية بالملايين للحصول على رمز الهلال أو الجمل، واستنفارًا تامًا فى الفريق الانتخابى لمرشحى الإخوان والمستقلين. ففى دائرة حى شرق شبرا الخيمة ومقرها قسم ثان تسود حالة من الاحتقان المتبادل بين أعضاء الوطنى الراغبين فى الحصول على رمز الهلال أو الجمل، وشهدت الكواليس صراعا مريرا وضربًا تحت الحزام للحصول على تزكية الحزب عن مقعد الفئات بين الدكتور عيد سالم موسى عضو مجلس الشعب السابق عن الدائرة والمحامى عصام غالى عضو مجلس محلى المحافظة وتسابق الاثنان فى انفاق الملايين على الدعاية الانتخابية واللافتات قبل فتح باب الترشيح بشهور بالمخالفة لقانون الانتخابات وتعليمات اللجنة العليا للانتخابات ولم يتدخل الحى والمحافظة لإزالة هذه اللافتات. حينما جاء قرار الحزب الوطنى باستبعاد التنظيميين من خوض الانتخابات أصاب الغضب والحزن غالى وأنصاره وقرر الانسحاب وألمح إلى مقربين منه إلى انه قد ينضم إلى النائب المستقل جمال زهران الذى يخوض الانتخابات على مقعد الفئات، وبعد فترة من خفوت صوت غالى وانسحابه من المعركة عاد مرة أخرى وبدأ فى تعليق لافتات أضخم وأكبر من لافتاته السابقة تهنئ الأهالى بالعيد وشهر رمضان رغم انتهائهما منذ شهر، ورجحت مصادر بالدائرة ان يخوض غالى الانتخابات مستقلا نكاية فى موسى، ويعتمد غالى فى حملته الانتخابية على الانفاق ببذخ فى الانتخابات سواء فى الدعاية أو فى تقديم أموال مباشرة لرجاله وهو ما دفع منافسيه إلى اتهامه بالاستيلاء على أراضى الاوقاف، مؤكدين انه صدر بحقه عدد من الأحكام القضائية فى هذا الأمر. أما الدكتور عيد سالم موسى فيعتمد على انه كان نائبا للدائرة لمدة 15 سنة وان كان أهالى الدائرة يقولون انه لم يقدم شيئا يذكر فى هذه الفترة وانه لا يجيد الحديث تحت القبة وانه انضم فى دورات كثيرة إلى قائمة نواب أبوالهول «الذين لا ينطقون حرفا خلال الدورة البرلمانية»، وموسى له ثقل عائلى فى الدائرة، إلا انه تلاحقه اتهامات خصومه السياسيين بانه استولى على أراضى الأوقاف، وكان الدكتور جمال زهران قد اتهمه فى استجواب قدمه العام قبل الماضى بالاستيلاء على 10 أفدنة من أراضى شركة ايسكو. وقام عدد من الناشطين السياسيين فى الدائرة بإعداد مذكرة ضد موسى لتقديمها للنائب العام للتحقيق معه فى جرائم اغتصاب أراضى الأوقاف. أما النائب المستقل الدكتور جمال زهران والذى فاز على عيد سالم فى انتخابات 2005 ب17 ألف صوت فلم يشغل نفسه بالصراع المشتعل بين موسى وغالى وتفرغ لتنظيم حملته الانتخابية ويتحدث زهران مع انصاره بثقة ويؤكد لهم انه حتى ولو تم إلغاء الإشراف القضائى على الانتخابات فإنه واثق من ان أهالى الدائرة قادرون على ان يقولوا كلمتهم وان يدافعوا عن أصواتهم، ويعتمد زهران على ما قدمه من خدمات لأهالى دائرته والوظائف التى قدمها لأبناء الدائرة وتقول مصادر مقربة من زهران إنه وعلى الرغم من مواقفه السياسية الحادة تحت القبة وتصديه لقضايا الفساد وكشفه عن الفساد فى البنوك والشركات الحكومية وعدد من القطاعات الأخرى وقيامه منفردا بتقديم بيانات عاجلة عن الصفة الرسمية لجمال مبارك فإنه استطاع ان يعين أكثر من ألف شاب فى دائرته فى وظائف حكومية أو فى شركات قطاع أعمال، ويقوم زهران بجولات ميدانية يومية فى الدائرة، وشارك فى انهاء عدد من الخصومات الثأرية بين عائلات كبيرة. ويتهم انصار عيد سالم موسى زهران بأنه تفرغ لخلافه وحربه مع محافظ القليوبية عدلى حسين وأنه لم يقدم شيئا للدائرة وانه دائم الهجوم على نظام الحكم وعلى جمال مبارك وان هذا الامر سيضع شبرا الخيمة فى «البلاك ليست» على حد قولهم، ودخل على خط التنافس على مقعد الفئات مؤخرا الصحفى عبدالمحسن سلامة عضو مجلس نقابة الصحفيين الذى تقدم بأوراقه إلى المجمع الانتخابى للحزب الوطنى مراهنا على ان يتم اختياره ممثلا للحزب فى المنافسة على مقعد الفئات، ويتمتع سلامة بشعبية كبيرة فى قريته كوم اشفين الا انه لم يسبق له أن خاض الانتخابات من قبل على الرغم من تقدمه بأوراقه للمجمع الانتخابى للوطنى فى الانتخابات السابقة، والصراع على مقعد العمال فى الدائرة ليس بأقل سخونة من الصراع على مقعد الفئات، وشهدت الكواليس خلافات عائلية حادة بين حاتم عودة أمين شباب الوطنى فى شبرا الخيمة وعمه محمد عودة فى الترشح على قوائم الحزب، وأحدث هذا الأمر شرخا كبيرا فى عائلة عودة وتدخل البعض للم شمل العائلة. وبعد ان شعر محمد عودة انه اصبح مرشح الوطنى على مقعد العمال بلا منافس دخل عاطف طه على الخط واصبح الصراع مشتعلا بين الاثنين للفوز بتزكية الحزب، وينتظر النائب الإخوانى جمال شحاتة الذى فاز على عودة فى 2005 نتيجة المجمع الانتخابى للوطنى، وفى دائرة حى غرب ومقرها قسم اول شبرا الخيمة يخوض الإخوان الانتخابات فى تلك الدائرة على مقعد الفئات بنائبهم الحالى الدكتور محمد البلتاجى الذى كان مترددا فى قرار المشاركة بسبب دعوات مقاطعة الانتخابات التى دعا لها عدد من القوى السياسية وكان البلتاجى مقتنعا بوجاهة ومنطقية تلك الدعوات، الا ان تغليب قرار المشاركة عن المقاطعة جاء بأوامر عليا من مكتب الإرشاد بالإضافة إلى مطالبات الإخوان له فى الدائرة بخوض الانتخابات وقولهم له انهم مستعدون لها، ويعتمد البلتاجى الذى سبق وان فاز فى انتخابات 2005 فى نفس الدائرة من الجولة الأولى ب19 ألفا و750 صوتا على شعبية الإخوان والتيار الإسلامى والمتعاطفين مع التيار الإسلامى فى الدائرة كما يعتمد على شعبية الدكتور حسين الدرج مرشح الإخوان فى انتخابات 2000 والذى كان يحظى بشعبية جارفة فى دائرة قسم ثان وتم اسقاطه فى الانتخابات فمات متأثرا بما جرى له. كما يعتمد البلتاجى على الخدمات التى قدمها لأهالى الدائرة، ويراهن على ان مواقفه السياسية الجادة ستكون سببا فى جذب انصار ومتعاطفين من خارج صفوف الإخوان فى المعركة الانتخابية. وكان من المقرر ان ينافس البلتاجى فى هذه الانتخابات اللواء عاطف مسعود وهو لواء أمن دولة سابق وكان مسئولا عن النشاط الدينى فى فترة من الفترات قبل ان ينتقل إلى النقل والمواصلات، وتسبب هذا الامر فى ارباك البلتاجى واحساسه بأن الاجهزة تتعمد اسقاطه، الا ان الامر تغير بعد تحويل اللواء عاطف مسعود لصفته الانتخابية من فئات إلى عامل، وتم الدفع بمجاهد نصار وهو تاجر حديد ثرى جدا وله شعبية ونفوذ فى الدائرة ليخوض الانتخابات أمام البلتاجى، وكان من المقرر أن يخوض نصار الانتخابات بصفته عاملا إلا أنه غيرها إلى فئات منذ عدة أيام بتوجيهات عليا، حسبما اكدت مصادر فى الدائرة، ويعتمد نصار على شعبيته وثروته وانفاقه على أعمال الخير. ومن المتوقع ان تكون المنافسة على مقعد العمال أقل شراسة من نظيرتها على مقعد الفئات وستنحصر المنافسة بين الوطنى والوطنى، ومن أبرز الذين سينافسون على المقعد نائب الدائرة الحالى أحمد البنا وعبدالحميد المناع واللواء عاطف مسعود والأخير زوج ابنته هو رئيس مباحث الدائرة.