طرحت وزارة الاسكان الاسرائيلية أمس مناقصة لبناء 238 وحدة سكنية جديدة فى حيين استيطانيين فى القدسالشرقية، ضمن سلسلة من المناقصات لبناء 3500 وحدة سكنية، الأمر الذى ادانته السلطة الفلسطينية متهمة إسرائيل ب «قتل كل فرصة لاستئناف المفاوضات». وقالت صحيفة يديعوت احرونوت إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو صادق فى وقت متأخر ليل أمس الاول على بناء الوحدات السكنية الجديدة فى حى بسغات زائيف وحى راموت الاستيطانيين. وصادق وزير الاسكان على نشر مناقصات لبناء 3.500 وحدة سكنية، بينها 238 وحدة سكنية فى مستوطنتى «راموت» و«بسغات زائيف»، كما سيتم بناء 1100 وحدة فى مدينة نتانيا و480 فى اشدود و450 فى تل ابيب. وتبين أنه بموجب اتفاق بين وزير الإسكان أرئيل أتياس وبين مكتب رئيس الحكومة فقد كان الإعلان عن ذلك «متواضعا» بشكل غير عادى. واشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أنه بعد انتهاء فترة التجميد فإن نتنياهو يريد أن يثبت لليمين أنه لم يرضخ للضغوط، وعليه فهو يصادق على مناقصات البناء، خاصة فى ظل الأزمة الحالية فى المحادثات مع السلطة الفلسطينية. ونقل عن وزير الإسكان قوله فى محادثات مغلقة إن النشر عن المناقصات الحالية لن يتسبب بأزمة. فى حين أكد مكتب رئيس الحكومة أن المكتب على علم بنية الوزارة الإعلان عما وصف ب«المناقصات الحساسة». وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إنه «لا يوجد تجميد بناء فى القدس، وإنما متابعة من قبل مكتب رئيس الحكومة كى لا يفاجأ رئيس الحكومة فى توقيت حساس». وفى المقابل، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات فى تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية: «ندين هذا القرار بشدة ونحمل الحكومة الاسرائيلية مسئولية انهيار المفاوضات وعملية السلام». واضاف «ندعو الادارة الامريكية لتحميل الحكومة الاسرائيلية مسئولية انهيار المفاوضات وعملية السلام بسبب اصرار هذه الحكومة على قتل كل فرصة لاستئناف المفاوضات». واعتبر عريقات ان إسرائيل تسعى من خلال مواصلة الاستيطان إلى نسف الجهود الدولية الرامية إلى اعادة اطلاق مفاوضات السلام. واعتبر عريقات القرار الاسرائيلى «ردا واضحا على كل الجهود الدولية وخاصة الجهود الامريكية لاستئناف المفاوضات». واضاف ان «من يرد تدمير الجهود الامريكية والاوروبية يتحدى المجتمع الدولى ويدل انه مصمم على قتل جهودهم ولذلك نطالب الادارة الامريكية بشدة ان تحمل حكومة الاستيطان الاسرائيلية المسئولية الكاملة عن انهيار المفاوضات». إلى ذلك، اعتبر مسئول ملف القدس فى حركة فتح، حاتم عبد القادر، إن النشر عن هذه المناقصات «يدق المسمار الأخير فى نعش المفاوضات». وأضاف أن «قرار نتنياهو يؤكد على أنه اختار الحفاظ على ائتلافه المتطرف مقابل التنازل على الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية» وفى اتصال هاتفى مع «الشروق» من داخل الخط الاخضر، قال العضو العربى بالكنيست الاسرائيلى طلب الصانع ان الاعتقاد السائد بأن استئناف الاستيطان يأتى بسبب الضغوط التى تمارسها الاحزاب المتشددة على نتنياهو خاطئ تماما، فالتوجه الاستراتيجى لرئيس الحكومة وكل الاحزاب الاسرائيلية هو مواصلة الاستيطان فى الاراضى المحتلة لخلق واقع جغرافى جديد للدولة العبرية». ورأى الصانع أنه فى ظل الموقف العربى بأن المفاوضات هى الخيار الوحيد، وفى ظل الانقسام الفلسطينى فإن إسرائيل ستستمر فى هذا التوجه. وكانت إسرائيل اصدرت اوائل العام الجارى قرارا بتجميد الاستيطان مؤقتا لكنها لم تلتزم به وواصلت اعمال البناء بشكل غير معلن وبعد انتهاء مدة التجميد فى 26 سبتمبر الماضى باشرت عملية البناء بشكل معلن.