مهزلة إعلامية تلك التى تشهدها قناة نايل لايف صباح الاثنين من كل أسبوع، فعندما تفتح قناة فى التليفزيون المصرى الباب للحديث عن تفاصيل دقيقة فى حياة الناس، يجب عليها أن تستعين بأصحاب المؤهلات فى هذا المجال أو من لديهم تجربة أقرها المجتمع وأجاز لهم الخوض فى تلك المناطق الحساسة، ولكن قناة لايف قدمت فى برنامج «نهارك سعيد» فقرة خاصة تحت عنوان «كلام فى الحب»، استضافت فيها من وصفته بالمتخصص فى العلاقات الإنسانية، ليتحدث عن أشياء فى طبيعة العلاقات بين أفراد الأسرة، كما يتناول العلاقات الخاصة بين الرجل والمرأة وغيرها، وبالطبع فإنه يقدم النصائح حول طرق التعامل مع المشاكل المختلفة وكيفية علاجها ويعرض وجهات نظر متباينة واستطلاعات رأى.. إلخ.. والحقيقة فإن الرجل موهوب فى اختيار الألفاظ التى تجعل للحديث إيقاعا جيدا، ويستخدم نبرة هادئة ربما تناسب برنامجا إذاعيا خفيفا يمكن استخدامه فى تسالى المساء والسهرة، ولكن برامج التوك شو الصباحى تحتاج إلى رؤية مختلفة تقدم من خلالها خدمة إخبارية خاصة للناس، بما يتناسب مع طبيعة القناة التى تهتم بالقضايا والظواهر الاجتماعية، وتناقش المشاكل التى تواجه الشارع المصرى، وما أكثرها، ووسط ارتفاع الأسعار، وغياب الانضباط فى الشوارع والميادين، وغيرها، يحتاج المواطن المصرى إعلاما يسانده ويرشده، لا قنوات للتسلية والعبث. أما الخبير سالف الذكر فهو يحتاج مراجعة من القائمين على البرنامج، خاصة أنه يستأثر لنفسه بموقع المرشد العام، ويقدم النصائح للأسرة المصرية طوال الوقت، ويخبر أفرادها بما يجب أن يفعلوه، وما ينبغى الابتعاد عنه، بينما هو جالس بارتياح شديد أمام المذيعة، كما لو كان جالسا فى منزله، وتاركا أزرار قميصه مفتوحة حتى الزر الرابع بشكل يناسب كليبا غنائيا لنجم الجيل تامر حسنى، أكثر من مناسبته لواعظ اجتماعى يتطوع بالنصيحة. وهنا يجب أن نتساءل عن دور المسئولين فى قطاع القنوات المتخصصة فى متابعة ما يعرض على الشاشة، وتوجيه الجيش الجرار من العاملين والمراقبين والمشرفين، الذين يتصدرون تترات البرنامج، ويتقاضون أجورا عن خروج أسمائهم على الشاشة، ولابد أن تسألهم رئيسة القناة وكذلك رئيسة القطاع، لماذا لم يتدخل أحدهم للفت نظر ضيف البرنامج الدائم إلى ضرورة الالتزام بمظهر محتشم فى البرنامج الذى يدخل البيوت المصرية.. وأين دور ال«ستايلست» فى وضع ملاحظاته على مظهر ضيوف البرنامج الدائمين؟ «نهارك سعيد» بحاجة فعلا لإعادة نظر من قيادات قطاع المتخصصة، خاصة أنه أصبح بصدد منافسة ساخنة مع كثير من برامج الهوا الصباحية، التى تتفاعل مع مشاكل الشارع، وتنقل نبضه، وتشتبك مع قضاياه لتقدم إعلاما حقيقيا فى خدمة المواطن.