الصداع النصفى أشد أنواع الصداع إيلاما يبدأ دائما بفترة قصيرة من التحضير للنوبة التى غالبا ما تأتى عاتية تعتصر جانبا واحدا من الرأس فى قسوة ضارية لا تهدأ إلا بعد ساعات طويلة يقضيها المرء فى معاناة قد لا تجدى معها المسكنات المعروفة بأنواعها. تبدأ النوبة بفترة قصيرة من معاناة بعض الأعراض التى تختلف من إنسان لآخر منها الرغبة فى القىء والهلاوس السمعية والبصرية. سماع أصوات أجراس أو طنين وأضواء تظهر لتختفى وحساسية شديدة للضوء والصوت بدرجاتهما. يعزو العلم نوبات الصداع النصفى لضيق مفاجئ فى شرايين ناحية واحدة من المخ يعقبها اتساع مفاجئ ينشأ عنه تراكم بعض من السوائل فى نسيج المخ الأمر الذى يرتفع معه الضغط فيه محدثا تلك الآلام الضارية التى يعانيها الإنسان. تظل أسباب تلك التغيرات محل نقاش ربما إلى الآن العصر الذى اكتمل فيه الجينوم أو الخريطة الوراثية للإنسان بمكوناتها وخصائصها. شارك فريق بحث طبى كندى بريطانى فى الكشف عن خلل فى أحد الجينات أطلق عليه اسم «تريسك» يمكن أن يكون هو السبب وراء تلك النوبات القاسية من الصداع. يعتقد فريق البحث أن هذا الجين مسئول عن التحكم فى درجة الحساسية للضوء والصوت وحتى اللمس التى يعانيها مريض الصداع النصفى نظرا لأنه مسئول عن حساسية أعصاب الألم فى المخ. يحمل هذا الكشف المهم الذى أذاعته محطة «بى بى سى» البريطانية هذا الأسبوع فى حوار مع فريق أطباء أكسفورد المشاركين فيه أملا جديدا ليس لمرضى الصداع النصفى فقط إنما لكل من يعانون آلاما حادة أيا كان سببها ربما كانت أيضا بداية لعصر جديد من الأدوية المكافحة للألم والتى يمكنها أن تتحكم فى مستويات الألم ودرجاته خصوصا الآلام التى قد تصيب الإنسان بالصدمة العصبية كآلام الحوادث والكسور المختلفة. الصداع النصفى أو الشقيقة معروف بارتفاع نسبته لدى النساء مقارنة بالرجال فهو صداع المرأة العاملة الذكية كما يعرف فى الأوساط الطبية.