يشارك البيت الفنى للمسرح فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى بأحد عشر عرضا مسرحيا تحمل جميعها مظاهر التجريب حسب طبيعة كل فرقة ورؤية مخرجيها حيث تباينت واختلفت رؤاهم الإخراجية فى العروض، ويسعى صناع تلك العروض إلى أن يكون المهرجان مناسبة لجذب الجمهور ومنح التجريب الشعبية التى يستحقها. المخرج هشام عطوة مدير فرقة مسرح الطليعة اعتبر أن تقديم عروض قادرة على المنافسة فى التجريبى جزء من خطة الفرقة وفلسفة عملها، مشيرا إلى أن التجريب والطليعية وجهان لعملة واحدة. وقال عطوة، إن الفرقة تقدم هذا العام أربعة عروض مسرحية هى «أحدب نوتردام» إخراج محمد علام و«آخر حكايات الدنيا» إخراج محمد الدرة و «حكمة القرود» لمحمد مرسى و «آنا كرستى» لأحمد رجب. تتجلى مظاهر التجريب فى عرض «آخر حكايات الدنيا» من خلال مستوى الدراما نفسها والموسيقى والديكور، كما أكد مخرجه محمد الدرة حيث يلعب بطولته ثلاثة ممثلين فقط هم كريم الحسينى وسماح سليم وأحمد الحلوانى الذين يقدمون 12 شخصية مختلفة ومتباينة من حيث الشكل والمضمون. فكرة العرض الرئيسية تدور حول حفيد اعتاد سماع الحواديت من جده وعندما يموت يحاول أن يقلده فى سرد الحكايات لكل من حوله، لكنه يفشل لأنه اعتاد على الاستماع فقط. أما محمد مرسى مخرج عرض «حكمة القرود» فأكد أن التجريب فى عرضه يظهر فى شكل كتابة النص المسرحى الذى يقترب من كتابة السيناريو السينمائى إضافة إلى اعتماده فى سرد أحداث العمل على حركة الفنانين على خشبة المسرح مع تقليل الحوار قدر الإمكان. أما عن عرض «أحدب نوتردام» فيؤكد مخرجه محمد علام أن العمل يحمل رؤية جديدة من خلال ما أعده محمود جمال عن نص «فيكتور هوجو» الشهير الذى يحمل الاسم نفسه والذى يعتمد على حكايات يلقيها ثمانية أشخاص بلغات مختلفة إلى أن يظهر فى النهاية شخصية الأحدب بكل ما تحتوى عليه صفاته من خير وشر ومن حب وكراهية. بينما تدور أحداث العرض الرابع «آنا كريستى» تأليف يوجين يونيل ترجمة وإعداد أسامة نور الدين حول أب يرحل عن المكان الذى يعيش به ليترك ابنته الوحيدة سنوات طويلة دون أن يعلم عنها شيئا وعندما يعود إليها يكتشف أنها تعمل بائعة هوى وأنها افتقدت كل القيم التى غرسها بها منذ نعومة أظافرها. وتبدو مظاهر التجريب جلية فى العرض على حد قول المخرج أحمد رجب فى التمثيل والإضاءة والديكور التى تمثل شكلا جديدا من أشكال المسرح الحديث. من ناحية أخرى، تشارك الفرقة القومية للعروض التراثية فى التجريبى بثلاثة عروض تحمل مقومات وملامح تراثية تتناسب وفلسفة الفرقة وتتماشى مع المنهج الذى يسير عليه المهرجان التجريبى فى عروضه المختلفة، هذا ما أكده المخرج ناصر عبدالمنعم مدير الفرقة. وأضاف: هذه العروض هى «المولد» بطولة حمادة شوشة وهبة عصام وجيهان سرور ووائل الصياد، وتأليف وإخراج سعيد سليمان، العرض يقدم تصورا مسرحيا لطقوس المولد وموسيقاه وكل ما يشتهر به من مهرجين وراقصات وشحاذين وغير ذلك. أما ثانى العروض فهو «دعاء الكروان» المأخوذ عن رواية عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين بنفس الاسم، العرض دراماتورج رشا عبدالمنعم وإخراج كريمة بدير وبطولة رجوى حامد وهايدى هانى ومنة الهندى وهانى حسن وغناء منة بدير وأحمد سلام وهانى السيد. ثالث عروض الفرقة هو عرض مسرحية «صيد الأحلام» بطولة نهاد أبوالعينين ومحمد لبيب وعبدالحميد حسنى ورشا حسنين ونديم شوقى حجاب، وديكور محمود حنفى وموسيقى هانى عبدالناصر وإخراج محمد فوزى، وهو عرض مستلهم من حكاية شعبية فلسطينية يتساءل فى نهايتها أبطال العرض عما إذا كانت تسكننا الأحلام أم نسكنها؟ من ناحية أخرى، أكد المخرج شادى سرور مدير فرقة الشباب أن فرقته تشارك فى التجريبى بأربعة عروض متنوعة حيث يشارك المخرج أكرم مصطفى بمسرحية «المطعم» المأخوذة عن نص «مطعم القردة الحية» للكاتب التركى غونكور ديلمن، ويناقش من خلالها قضية فرض هيمنة الغرب فكريا على دول الشرق فى إطار فانتازى. وثانى هذه العروض هى «صحراوية» ل«عفت يحييو» وهو يتناول فكرة قهر المرأة فى بعض المجتمعات من خلال سبع شخصيات نسائية تمثل عصورا متباينة ومختلفة من النواحى الفكرية والإنسانية.العرض الثالث هو بعنوان «شيزلونج» نتاج ورشة «حلم الشباب» التى يشرف عليها الفنان طارق رياض وتأليف وإخراج وبطولة أعضاء الفرقة، وتدور أحداث العرض حول التقاء مجموعة من الأشخاص داخل مصحة للأمراض النفسية والعصبية وتحدث بينهم العديد من المفارقات والمواقف الغريبة التى تنتهى بتفرقهم. أما العرض الأخير فهو «قداس جنائزى لموتسارت» المأخوذ عن مسرحية قصيرة كتبها الأديب الروسى «ألكسندر بوشكين» بعنوان «موتسارت وساليرى»، وهى الرواية التى تحولت إلى فيلم قدمته السينما الأمريكية بعنوان «اماديوس» وحصد 8 جوائز أوسكار.