زنى المحارم هو أى علاقة جنسية كاملة بين شخصين تربطهما قرابة وتمنع العلاقة الجنسية بينهما، طبقا لمعايير ثقافية أو دينية، مثل العلاقة بين الأخ وأخته أو الأب وابنته أو الأم وابنها وكذلك العلاقة بين زوج الأم وابنة زوجته. تعتبر دراسة الدكتور الراحل أحمد المجدوب خبير علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية والتى أتمها فى عام 2003 ونشرها فى كتابه الرائد، «زنى المحارم.. الشيطان فى بيوتنا» من أوائل الدراسات التى تعرضت للقضية. قدم فيها المجدوب الخلفية التاريخية لهذه الجريمة فى الحضارات القديمة، وكيف أن الأديان السماوية حرمتها. وفنّد خلو القوانين الوضعية العربية من الأحكام الرادعة التى تطبق على مرتكب هذه الجريمة. وكانت المفاجأة المدوية التى أطلقها المجدوب فى كتابه هو عرضه لنتائج أول دراسة علمية حول جريمة زنى المحارم فى مصر، مطبقة على 200 حالة من الضحايا، متخطيًا بذلك الصعوبات التى تعترض طريق أى باحث فى موضوع يحاط بسياج من الصمت والسرية فى بلداننا العربية. جاءت نتائج الدراسة محددة لملامح الشخصيات التى ترتكب هذه الجريمة، فغالبية الضحايا من الإناث المتزوجات أو من الأرامل والمطلقات، فى حين أن الجناة الذكور غالبيتهم من غير المتزوجين. وأشارت الدراسة إلى أن مرتكبى زنى المحارم يعيشون فى مساكن ضيقة، تعوق خصوصية الأفراد داخلها، كما أنهم من ذوى التعليم المنخفض، ويميلون لعدم التدين. تمت الدراسة على عينة عشوائية من الجرائم التى تم الإبلاغ عنها على مدى خمس سنوات، وأضاف الباحث الاجتماعى عليها عددًا من الجرائم التى لم يتم الإبلاغ عنها، لكنه علم بوقوعها من الضحايا النساء أنفسهن، وأيضًا من الضحايا الذكور الذين اتصلوا به عن طريق وسطاء، فى سعيهم لإيجاد حل لما يعانونه بسبب العلاقة الآثمة. وقد شملت العينة كل حالات أشكال العلاقة سواء بين الأب وابنته، أو الأم وابنها.. إلخ. وقد بلغت نسبة نمط القرابة (أخ أخته) 25% يليه نمط (الأب البنت) بنسبة 12%، فنمط (زوج الأم ابنة الزوجة) بنسبة 9%، ثم نمط (الابن زوجة الأب) بنسبة 6%، ومثله نمط (زوج الأخت أخت الزوجة. أما نمط (ابن الأخت خالته) فقد بلغت نسبته 5%، تليه نمط (الأم الابن)، ونمط (ابن الأخ العمة) و(الخال ابنة الأخت) و(الأب زوجة الابن) انخفضت لنسبة 4%، وانخفضت لنسبة 3% لنمطى (العم ابنة الأخ)، و(ابن الأخت زوجة الخال). فيما وصلت أنماط (ابن الأخ زوجة العم) و(الأخ زوجة أخيه) إلى 2%. وقد استنتج الباحث أنه كلما ابتعدت القرابة انخفضت نسبة جرائم زنى المحارم، كما أكدت الدراسة أن 24% ممن ارتكبوا جرائم زنى المحارم من الطلبة، و25% منهم من العاطلين أما الحرفيون فلم تزد نسبتهم على 5.2%، والمهنيون 5.8% والتجار 10% أما الموظفون فتصل نسبتهم إلى 11%.. وكان من أهم أسباب هذه الجريمة، وفقا للدراسة ذاتها، هو نمط السكن. ففى مناطق العشوائيات تقطن الأسر الفقيرة فى مساكن ضيقة تتكون من غرفة أو اثنتين يحتشد فيها عدد من الأفراد ما بين خمسة وسبعة فتنعدم الخصوصية، وعادة ما تكون دورة المياه مشتركة بين عدد من الأسر مما يسهم فى إضعاف الشعور بالحياء لدى ساكنيها نتيجة اعتيادهم مشاهدة بعضهم فى أوضاع تنطوى على الإثارة الجنسية. فهناك 33% من الأسر المصرية تقيم فى غرفة واحدة بمتوسط 7 أفراد، فالازدحام فى المسكن يؤدى إلى تلاصق الإخوة والأخوات أثناء النوم مما يحرك لديهم المشاعر الجنسية ويدفعهم أحيانا إلى إقامة علاقات جنسية فيما بينهم.