حالة من الترقب والقلق تحيط بصناع الدراما بعد الإعلان عن موجة جديدة من المسلسلات، التى تفوق ميزانيات الواحد منها 50 مليون جنيه، فعندما يصبح أجر بطل العمل 80 مليونا و40 مليونا حسب إعلان بعض النجوم فنحن على أعتاب موسم درامى ينذر بزلزلة هذه الصناعة، التى بدأت تأخذ طريقا كأحد الروافد الاقتصادية المهمة، ولكن إن كانت هذه هى الأرقام، التى ستتعامل بها السوق فهل ستستطيع الدراما الاستمرار؟ «الشروق» تفتح ملف مستقبل الدراما المصرية فى ظل مشاريع كبرى. المنتج خالد حلمى يرى أن السوق كلها عرض وطلب، ولكنه فى الوقت نفسه أكد أنه يتشكك فى كل هذه الأرقام المعلنة، ووفقا لمتطلبات السوق فإن مسلسلات عادل إمام، ومحمود عبدالعزيز، ستكون حدثا كبيرا خصوصا أنهما لا يقدمان عملا دراميا كل عام، وبالتالى فمسلسلاهما يصاحبهما شكل خاص واتفاقات مختلفة، ومن هنا يقول خالد حلمى إن اسم النجم ومكانته وتاريخه وإن كان نجما محروقا اعتاد المشاهد وجوده على شاشة التليفزيون أم لا وغيرها من هذه الأمور هى التى تحدد أجر النجم وحجم الإنفاق فى مسلسله، وبالتالى تتحدد أسعار السوق فى العام المقبل، فيما أبدى تشككه فى أن هناك تغييرات كبيرة ستحدث فى السوق. وأكد المنتج جمال العدل أن كل الأرقام المتداولة عن أنتاج أعمال جديدة هى مجرد أخبار لا أساس لها من الصحة، بينما أبدى العدل تخوفه من كل هذه الأنباء التى يراها تستعدى الناس البسطاء ضد النجوم وصناع الدراما، فمثل هذه الدعاية قد لا تكون فى صالح العمل. يضيف العدل أن أعلى أجر لنجم فى رمضان لن يصل 25% من الأجر الذى تم الإعلان عنه، وأن عادل إمام ومحمد هنيدى ومحمد سعد فقط هم من يستحقون مثل هذه الأجور. وأشار إلى أن كل هذه الأمور التى يتم إعلانها لو حدثت فهى تعنى القضاء تماما على صناعة الدراما، كما حدث فى السينما، وأن يقوم المنتجون بغلق شركاتهم والاتجاه للإنتاج الإذاعى. وقال جمال العدل إنه كان يمكن قبول حجم الإنفاق إلى هذا الحد فى حالة واحدة، وهى التوسع الكبير فى عدد القنوات الفضائية وتضاعف قيمة ما يسمى بكعكة الإعلان، وهو ما لن يحدث أبدا. ويقول المنتج عمرو الجابرى: «لو كانت هذه الأرقام التى يعلنها النجوم وبعض المنتجين صحيحة فلن ننتج دراما لهذا العام»، وأضاف أنه يرى تلك الأخبار التى تتحدث عن مسلسلات بهذا الحجم مجرد أرقام والكلام لا يوجد عليه جمارك أو ضرائب، وهى أرقام بالضرورة غير حقيقية ومشروعات لن تكتمل والسوق العربية والمصرية محدودة، ولن تحتمل تلك الأرقام الكبيرة، وهناك قواعد وأصول معروفة ومحددة للدراما ولو تجاوزناها أو أغفلناها سندمر السوق بأنفسنا. وأشار عمرو أيضا إلى أنهم كشركة منتجة لن يتركوا الصناعة بالطبع لكن من حقهم البعد عن أى مناخ غير صحى، وهم فى مرحلة مراقبة للسوق، وعلى إثرها سيحددون خصوصا أن أى عمل فنى يحتاج لدراسة متأنية وتحضيرات وتجهيزات حتى لو استغرقت هذه التحضيرات عامين، وهو ما سيفعلونه فى عملهم المقبل. أما المنتج إسماعيل كتكت فيؤكد أن هذه المشاريع قد تكون جيدة ولكن لو صدق أصحابها، وهو ينتظر أن تخرج تلك الأعمال الضخمة فى ميزانياتها إلى النور، فاليوم أعتذر عمرو دياب والمشروع الوحيد الحقيقى فى مثل هذه المشاريع المعلنة وفقا لما يظنه كتكت هو مسلسل «فرقة ناجى عطا الله» لعادل إمام، أما باقى الأنباء فهى مجرد كلام يبعث على السخرية، فكيف تتحدث عن أجر ممثل واحد فى عمل يصل إلى 80 مليونا و40 مليونا إنها أرقام غير منطقية، ولا ملائمة للسوق وظروفها اوتوزيعها أوخرائطها الإعلانية. ويؤكد د. محمد خضر مدير قنوات دريم أنه فى ظل هذه الأرقام لن تستطيع أى قناة دفع قيمة مسلسل واحد، وقد يختفى مصطلح حصريا خصوصا أن معظم هؤلاء النجوم سواء كان عملهم الدرامى الأول أو كانوا يعودون بعد غيبة تقاضوا مبالغ كبيرة مما يرفع تكلفة المسلسلات، وبالتالى سيكون سعر بيعها باهظا جدا، وقد يصل لأرقام لن تستطيع القنوات الفضائية التعامل معها، حتى لو خصصت 24 ساعة فى اليوم طوال شهر رمضان للإعلانات، والقناة التى ستشترى مسلسلا كبيرا لن تستطيع شراء مسلسل آخر والمكسب الذى سيعود على هذه القنوات هو عائد معنوى فقط، ولن يعود عليها أى عائد مادى، ومن هنا يشكك خضر فى مصداقية معظم هذه المشروعات التى يعلنون عنها وربما ينجحون فى تقديم 4 أعمال منها، إلى مجموعة المسلسلات المعتادة التى يتم تقديمها كل عام. وبالنسبة لقنوات دريم فهى منذ عامين تشارك فى إنتاج مجموعة من الأعمال وهم يختارون دوما سيناريوهات ذات قيمة وبحبكة جيدة بغض النظر عن أسماء هؤلاء النجوم، وفى العام الماضى شاركوا فى إنتاج «أهل كايرو»، الذى حقق نجاحا بالرغم من عدم وجود نجوم ومن الصف الأول، وهو الشىء المطلوب تقديمه بمعايير تحترم مشاهدى دريم وعقولهم وبإمكانات فنية ملائمة. أما المنتج طارق صيام أحد أصحاب شركة عرب سكرين فأكد أن أى مسلسل تصل تكلفته ل80 مليونا فهو قد حقق خسارة حتى قبل أن يبدأ، وتوقع طارق أن تستمر الخريطة الدرامية كما هى وأن يقف سقف تكلفة المسلسل فى حالة رغبته فى تحقيق النجاح عند 45 مليون جنيه فقط. وهى تكلفة إجمالية وليست أجرا لبطل العمل، وكشف عن توقعاته بأن يزيد عدد المحطات الفضائية للعام المقبل، وهو ليس مرتبطا بالطبع بزيادة فى نسبة الإعلانات، ونفى طارق صيام أن يكونوا قد اتفقوا مع تامر حسنى على 80 مليون جنيه، وهو رقم مبالغ فيه جدا ورفض الإفصاح عن الرقم الحقيقى مؤكدا أن هناك تداخلا بين عدة عوامل فى هذا الرقم فهو اتفاق مرتبط بمسلسل وفيلم ومجموعة حفلات، ولهذا لا يستطيع تحديد أجر تامر فى المسلسل.