الكثافة المرتفعة وتدنى مستوى النظافة بالمدارس وسوء حالة المبانى المدرسية تعوق أغلب المدارس عن الحصول على شهادة الجودة والاعتماد بحسب مدرسين ومديرى مدارس. فى حين يرى مسئولون عن ملفات التقدم للحصول على الجودة بالمدارس أن أسبابا أخرى أكثر عمقا وراء عدم استطاعة هذه المدارس الحصول على الجودة، بحث لم يزد عدد المدارس التى اعتمدت بعد مرور 3 سنوات من عمر الهيئة على 600 مدرسة فقط من إجمالى 43 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية، فى الوقت الذى لم يتبق فيه سوى عامين فقط من مهلة التقدم للحصول على الجودة. ويرجع محمد رمضان مدرس بمدرسة قلم شاه الإعدادية بنات بالفيوم عدم حصول مدرسته على الجودة إلى تدنى مستوى النظافة بالمدرسة لقلة عمال النظافة وارتفاع كثافة التلاميذ بالفصول، فالمدرسة يوجد بها ثلاثة عمال للنظافة فقط، منهم اثنان معاقان، والمدرسة بها أكثر من 1000 طالبة، وتصل الكثافة إلى 60 طالبة بالفصل الواحد، بالإضافة إلى أن أغلب المعلمين غير مؤهلين للتعامل مع الوسائل التعليمية الحديثة التى تشترطها هيئة جودة التعليم للحصول على الاعتماد، فلا يستطيع المعلم استخدام الكمبيوتر أو «السبورات التفاعلية» وغيرها من وسائل التعلم النشط. وقال مدرس بمدرسة السعيدية الثانوية بالجيزة إن تدهور حالة مبانى المدرسة لا تؤهلها للجودة، والسبب فى ذلك أن مدير المدرسة يتغير كل عام، وبالتالى لا يحدث أى تطوير بالمدرسة، مشيرا إلى أن المدير الجديد اضطر إلى إخلاء مبنيين من الطلاب لترميمهما كبداية لترميم المدرسة ككل، لتستطيع التقدم للجودة. وفى مدرسة الوراق الثانوية المشتركة، قال أحد المدرسين إن عدد الطلاب يزيد على 60 طالبا فى الفصل الواحد، هذا بالإضافة إلى سوء حالة المعامل بالمدرسة، فعدد الأجهزة الموجود بها قليل والموجود منها متهالك ولا يتم استخدامه، مشيرا إلى أن المديرية هى التى تختار المدارس المرشحة للجودة وفق معايير غير معلنة، بحسب رأيه. الغياب والحضور هما مشكلة المدرسة الأساسية فى الحصول على الجودة، هذا ما قاله أيمن عبدالفتاح بمدرسة الصلب الثانوية بحلوان، مشيرا إلى أن عدم وجود الطلاب بالمدرسة فى السنوات الماضية كان يعيق التقدم للجودة، وعندما زادت الكثافة الطلابية داخل الفصول مما جعلها عائقا آخر أمام الحصول على الجودة. فى حين قال ناصر على المسئول عن ملف الجودة بمدرسة الطبرى بروكسى إن الأسباب أعمق من ذلك، من بينها أن بعض الطلاب يستثمرون فرصة مجىء لجان التقييم ليشكوا المعلمين والمدرسة إذا تشددت المدرسة فى متابعة انتظامهم، ومن بينها أيضا عدم اقتناع بعض المعلمين بطرق التدريس الحديثة، وإن كان بعضهم لا يعرفها أصلا، والبعض يريد توفير مجهوده داخل الحصة إلى أعماله بعد انتهاء اليوم الدراسى، كما أن الكثير من المدارس التى حصلت على الجودة لم يحصل معلموها على المكافآت المقررة لهم، مما جعل بعض المعلمين يقولون لنا «نقبض وبعدين نشتغل»، وهناك معلمون غير مكترثين بالأمر، مقترحا أن تحصل المدارس التى تحاول التقدم للاعتماد على نصف مكافأة الاعتماد التى تبلغ شهرين من الراتب، تشجيعا لهم وللباقين على تطوير ادائهم حتى يحصلوا على الجودة. من جانبه قال مجدى قاسم رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد إن أهم عنصر يتم على أساسه اعتماد المدرسة هو مستوى المتعلم فى المواد الدراسية المختلفة، ونسبة نجاح التلاميذ، لأن الهيئة لا تحكم على شكل المبنى ولكن على جوهر العملية التعليمية. وأضاف «إذا اتضح أن جوهر العملية التعليمية جيد ولكن تعانى المدرسة من بعض المشكلات التى تحتاج إلى تحسين فالهيئة لا ترفض اعتمادها، ولكن ترجئ الاعتماد لحين استيفاء المدرسة لهذه الأوجه لتصل إلى الحد الأدنى من المعايير» واكد أن الهدف من الاعتماد هو تحسين وتطوير المدارس وليس شهادة اعتماد.