رحيل مخرج مسرح العرائس الأول صلاح السقا قبل يومين «خسارة كبيرة لكل محبى العرائس، لأنه رائد هذا الفن بلا منازع». محمد نور مدير مسرح العرائس يتحدث عن أستاذه الذى كتب السطر الأول فى تاريخ مسرح العرائس المصرى، بإنتاج أوبريت «الليلة الكبيرة» عام 1961. قبلها كان كل ما تعرفه مصر عن فنون التحريك هو خيال الظل والأراجوز بداية مسرح العرائس جاءت بأوامر من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتخصيص جزء من حديقة الأزبكية لإقامة أول مسرح للعرائس فى مصر والعالم العربى، بعد مشاهدته لأحد عروض الفرق الأجنبية لعرائس الماريونت على مسرح الأوبرا عام 1959بعدها اعتكف صلاح السقا مع المبدع صلاح جاهين والملحن سيد مكاوى، وأبدعوا أوبريت الليلة الكبيرة، الذى مازال يجوب العالم ويحظى بإعجاب الأجانب والعرب، وحصلت على المركز الثانى فى المهرجان الدولى للعرائس ببوخارست سنة 1962 يتذكر نور آخر إبداعات صلاح السقا وهى مسرحية «حلم الوزير سعدون»، التى أخرجها فى 1994 بعد تقاعده بعامين. يتذكر نور كلمات السقا عن أهمية تقديم قصص ثقافية تربوية للطفل باستخدام العرائس، «كان شايف إنه الطفل هو مستقبل البلد» واهتم بترفيه الصغار وتنويرهم من خلال مسرح العرائس القائم فى ميدان العتبة يدافع نور عن بقاء فن العرائس المسرحى بعد رحيل مؤسسه، يقول إن مسرح العرائس مازال يتربع على عرش بيت المسرح «احنا عندنا الحفلات كومبليت فى المناسبات»، والجمهور يعرف طريق المسرح فى رأى نور، وإن كانت الدعاية قليلة ولا يعلن عن العروض ويرى أن الأزمة تتمثل فى عدم عرض مسرحيات العرائس فى التليفزيون «شركة صوت القاهرة بتصورها بس مش بتعرضها»، وطالما أصبحت اشلشركة تمتلك حقوق العرض فليس من حق مدير المسرح السؤال عن مصير العروض، على حد قول نوريفتش نور أحيانا عن عروض السقا الشهيرة ليعيد إخراجها، خصوصا فى المواسم المزدحمة والإجازات، حيث يحتاج تقديم ثلاثة عروض يوميا ويعد جمهور العرائس زيادة العروض السنوية إلى عرضين أو ثلاثة، والعرض المنتظر فى أكتوبر القادم هو «الرجل ذو الوجهين» الذى يشارك فى مهرجان المسرح التجريبى، ويقدم فى العيد الكبير مسرح العرائس عرض «ثورة العرائس». يذكر أن مصر حصلت على درع التميز أواخر شهر رمضان الماضى فى مهرجان «هانورى الثانى للماريونت» فى فيتنام، لأنها مازالت تحافظ على هذا الفن الذى اختفى من معظم دول العالم، كما يقول نور