أسدل مهرجان الاسكندرية السينمائى لدول حوض البحر المتوسط الستار على دورته السادسة والعشرين وسط تحديات كبيرة لمحاولة اثبات الذات خاصة مع الاعتماد على عناصر جديدة فى تنظيم وإدارة المهرجان مع تولى ممدوح الليثى رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما رئاسته. المهرجان بدأ قبل اطلاقه ويوم افتتاحه مبشرا بدورة مختلفة خاصة اختياره لجنة تحكيم مميزة للمسابقة الدولية تحت قيادة المخرجة التونسية الكبيرة مفيدة التلاتلى. مع حضور النجم العالمى عمر الشريف ووقوفه إلى جانب فيلمه «المسافر» فى أول عرض له بمصر، بغض النظر عما أثاره الفيلم من جدل وانتقادات، وبشر بدورة سينمائية مختلفة عن السنوات الأخيرة بحرص الجميع وعلى غير العادة على حضور فيلم الافتتاح. ويبدو أن كل ذلك كان من أجل عيون «المسافر» وعمر الشريف فقط، فمع بدء الفاعليات الحقيقية للمهرجان عاد كل شىء لأصله، خاصة مع بحث منظمى المهرجان عن «الشو» من خلال مجموعة الندوات التى تم تسكينها لصالح مجموعة من النجوم، على حساب مناقشة القضايا السينمائية. فبعيدا عن ندوة «المسافر» التى حرص البعض على حضورها من أجل مناقشة الفيلم، والبعض الآخر بهدف الاستمتاع بالجلوس أمام عمر الشريف، هناك أيضا من حضر لمحاكمة أول إنتاج مباشر لوزارة الثقافة وبعض الأبطال مثل اللبنانية سيرين عبد النور ومخرج الفيلم أحمد ماهر. وبخلاف هذه الندوة لم يوفق المهرجان فى الندوتين الرئيسيتين بداية من الندوة الرئيسية «المائدة المستديرة» عن سينما المرأة، إلا أن صدمة اعتذار الفنانة ليلى علوى عن رئاسة برنامج سينما المرأة وعدم حضورها فاعليات الدورة تركت منظمى المهرجان فى مأزق وحيرة شديدين مما اضطرهم للإعلان عن إلغاء الندوة نهائيا، إلا انهم وفى اللحظات الأخيرة وقبل الختام بيوم تحايلوا على الموقف واستغلوا ندوة تكريم المخرجة التونسية مفيدة التلاتلى فى أن تكون الندوة الرئيسية، ورغم دعوتهم كثيرا من الفنانين لحضورها إلا أن الجميع تهرب فسافرت النجمة سميرة أحمد فى نفس اليوم ولم تحضر الفنانة زينة عضوة لجنة التحكيم أيضا. وثانيا ندوة «الفضائيات السينمائية» التى أعلن عن انعقادها فى اليوم الأخير بطريقة مفاجئة رغم تأكيد إلغائها لأنها تعتمد على شخص واحد فقط هو المهندس اسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولهذا السبب اعتذر عن إدارتها الأمير أباظة وتم استبدال الناقدة خيرية البشلاوى به. الأزمة أن الاهتمام بالندوات والجانب الترفيهى جاء على حساب الأفلام بما فى ذلك المسابقة الدولية التى تقريبا لم يشاهدها سوى مجموعة قليلة من عاشقى السينما، ونسى المنظمون أن هذه المسابقة هى المهرجان الحقيقى وليس ندوات النجوم، على جانب آخر جاء قرار رئيس المهرجان ممدوح الليثى المفاجئ قبل الختام بيومين بتكريم 40 فنانا، وبرر قراره بأنه لتميز هذه النجوم فى السينما الفترة الاخيرة، ولأن القرار سريع وبدون دراسة وتفكير مسبق جاء غير مبرر بالمرة حتى إن بعض المكرمين أنفسهم تجاهلوه ولم يقتنعوا به، ورفضوا تسلم هذه الجوائز، وكان على رأسهم الفنان صلاح السعدنى الذى حل ضيفا على المهرجان ولكنه قرر الرحيل بسبب وضعه فى قائمة المكرمين رغم أنه بعيد عن السينما منذ فترة طويلة، ولأنه لم يأت المهرجان ليكرم. وبخلاف السعدنى لم يحضر سوى الفنان محمد هنيدى الذى منحوه لقب نجم الجيل، والفنانون فتحى عبد الوهاب، ومحمد لطفى وبسمة، ويسرا اللوزى، وسيرين عبد النور، وفريال يوسف، وايمى سمير غانم، وكريم قاسم الذى وضع فى قائمة الوجوه الجديدة وكذلك حضر النجم محمود ياسين ليتسلم جائزة تقديرية خاصة عن مجمل أعماله، بالاضافة إلى المونتيرة منى ربيع، ومهندسى الديكور خالد أمين، وفوزى العوامرى، ومدير التصوير أحمد مرسى، والموسيقيين عمر خيرت ورابح داود، بينما تغيب المخرجون الثلاثة داود عبد السيد، وشريف عرفة، ومحمد أمين، والفنانان لطفى لبيب وبشرى، تحت مسمى نجوم ساندوا سينما المستقبل «الديجيتال» وتغيب أيضا كل من الفنانين محمود عبد العزيز، وسوسن بدر وأحمد بدير ويوسف داود، وأحمد السقا، وكريم عبد العزيز، وشريف منير، وياسمين عبد العزيز، وغادة عبدالرازق، وماجد الكدوانى، وسمية الخشاب، وهند صبرى، واحمد الفيشاوى، وصبا مبارك، وآسر ياسين، ومنة شلبى، وغادة عادل، ومى عز الدين، ونيللى كريم، وداليا إبراهيم، ودلال عبد العزيز. ومن المثير أن الفنانة زينة عضوة لجنة تحكيم المسابقة الدولية لم تكن ضمن قائمة التكريمات، وفوجئ الحضور بتكريمها فى حفل الختام. تعرضت الممثلات نجمات حفل الختام سيرين عبد النور وبشرى ويسرا اللوزى وبسمة إلى مضايقات شديدة داخل قاعة سيد درويش التى أقيم بها حفلا الافتتاح والختام، وصل حسب تعبيرهن إلى «التحرش». وقالت النجمات إن إدارة المهرجان تركتهن فريسة وسط زحام وهجوم الكاميرات والمصورين، والجمهور العادى جائزة «هليوبوليس» تاهت فى الزحمة يبدو أن جائزة فيلم «هليوبوليس» التى كان قد حصل عليها فى استفتاء النقاد تاهت وسط زحام الجوائز، فبينما أعلن عن فوز الفيلم بجائزة خاصة، وتم استدعاء الفنانة الشابة يسرا اللوزى من اجل تسلم جائزة الفيلم بدلا من مؤلفه ومخرجه أحمد عبد الله، إلا أن انتظارها طال ولم يعلن عن الجائزة. الخبثاء فسروا الامر بأنه عقاب لمخرج الفيلم أحمد عبد الله، حيث اعتذر عن عدم حضور المهرجان رغم اختياره عضوا بلجنة تحكيم افلام الديجيتال، وسافر مع فيلمه الجديد «ميكروفون» إلى مهرجان تورنتو. الليثى يتراجع عن تكريم فيفى عبده فى اللحظات الأخيرة حدث داخل كواليس المهرجان فى يوم الختام خلاف حاد بين ممدوح الليثى رئيس المهرجان ووليد سيف نائب رئيس المهرجان، وذلك بعد أن قرر الليثى تكريم الفنانة فيفى عبده فى حفل الختام، تقديرا لحضورها جميع فاعليات المهرجان، ولكن قرار الليثى قوبل باعتراضات حادة من بعض أعضاء جمعية كتاب ونقاد السينما، وصلت إلى تهديد وليد سيف بمغادرة المهرجان وعدم حضور حفل الختام، وسرعان ما تراجع الليثى عن قراره، واعتذر لفيفى عبده عن إعلامها بالتكريم فى الختام، وكانت النتيجة عدم حضورها حفل الختام.
