أسعار الذهب في الإمارات بختام تعاملات الأمس    عمرو أديب يكشف مفاجأة بشأن زيادة مدة انقطاع الكهرباء    إيران: تسجيل 80 مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية    ضياء السيد: منتخب مصر في حاجة للفوز بالمباراتين القادمتين.. والنني سيكون إضافة للأهلي    محمد الدماطي: الأهلي يمتلك خبرات كبيرة في تنظيم النهائيات.. ونحرص على شكل وقيمة النادي    "في حد باع أرقامنا".. عمرو أديب معلقاً على رسائل شراء العقارات عبر الهاتف    طاعات على المسلم فعلها تعادل ثواب الحج والعمرة يومياً.. تعرف عليها    نفاذ تذاكر مباراة مصر وبوركينا فاسو    مدفعية الاحتلال تجدد قصفها لمناطق في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة    واشنطن تفرض عقوبات جديدة على صناعة الطائرات المسيرة بإيران    درجات حرارة قاسية.. تحذير شديد من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم في مصر (توخوا الحذر)    السيطرة على حريق هائل في أشجار النخيل بالمنيا    مقتل صاحب كشك على يد عامل بسبب خلافات مالية    حاكم كورسك: إسقاط 20 طائرة مسيرة أوكرانية خلال يوم    4 يوليو المقبل.. تامر عاشور يحيي حفلا غنائيُا في الإسكندرية    بعد فترة غياب.. ظهور جديد ل أحمد العوضي في الجيم (فيديو)    قوات الاحتلال تعلن السيطرة على حرائق شمال إسرائيل    انطلاق تدريبات جوية لقوات الناتو فوق شمال ألمانيا    وفاة 11 شخصا جراء تسرب للغاز في منجم بمقاطعة بلوشستان الباكستانية    سيف جعفر: رفضت اللعب في الأهلي لأني زملكاوي.. وضحيت بأموال بيراميدز    عبد الحفيظ: مرحلة مدير الكرة انتهت بالنسبة لي.. وبيبو يسير بشكل جيد مع الأهلي    تعرف على سعر البصل والطماطم والخضروات بالأسواق فى منتصف الأسبوع الثلاثاء 4 يونيو 2024    مصطفى بكري: الرئيس حدد مواصفات الحكومة الجديدة بالتفصيل    نقابة الصحفيين تكرم الزميل محمد كمال لحصوله على درجة الدكتوراه| فيديو    مجدى البدوي يشكر حكومة مدبولي: «قامت بواجبها الوطني»    سيد عبد الحفيظ يعتذر من خالد الغندور لهذا السبب    مجهولون يطلقون النار على المارة وإصابة مواطن في الأقصر    رحلة صناع "رفعت عيني للسما" من شوارع المنيا لشوارع كان السينمائي    رفضت ترجعله.. تفاصيل التحقيق في إضرام نجار النيران بجسده بالبنزين في كرداسة    وكيل مديرية الصحة بالقليوبية يترأس اجتماع رؤساء أقسام الرعايات المركزة    القومية للأنفاق تكشف معدلات تنفيذ محطات مونوريل غرب النيل (صور)    ارتفاع سعر الحديد الاستثمارى وعز وتراجع الأسمنت اليوم الثلاثاء 4 يونيو 2024    اليوم 240 .. آخر احصاءات الإبادة الجماعية في غزة: استشهاد 15438 طفلا و17000 يتيم    «كلمة السر للمرحلة القادمة رضا المواطن».. لميس الحديدي عن استقالة الحكومة    وصلة ضحك بين تامر أمين وكريم حسن شحاتة على حلاقة محمد صلاح.. ما القصة؟ (فيديو)    مصرع شاب في حادث مروري بالوادي الجديد    بمرتبات مجزية.. توفير 211 فرصة عمل بالقطاع الخاص بالقليوبية    النائب العام يلتقي وفدًا من هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    "الشراكات فى المنظمات غير الحكومية".. جلسة نقاشية ضمن فعاليات مؤتمر جامعة عين شمس    عدلي القيعي يرد على تصريحات شيكابالا: قالي أنا عايز اجي الأهلي    مصطفى بسيط ينتهي من تصوير فيلم "عصابة الماكس"    غضب زملائه وينتظر عقوبة.. مصدر يكشف تفاصيل أزمة أفشة وكولر    هل الطواف بالأدوار العليا للحرم أقل ثواباً من صحن المطاف؟.. الأزهر للفتوى يوضح    هل المال الحرام يوجب الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    سيف زاهر يكشف بالأسماء 3 صفقات سوبر على أعتاب الأهلي    صحة الفيوم تنظم تدريبا لتنمية مهارات العاملين بوحدات النفايات الخطرة    أكرم القصاص: حكومة مدبولي تحملت مرحلة صعبة منها الإصلاح الاقتصادي    خبير اقتصادى: الموازنة العامة تتلخص فى كلمتين "التنبؤ وإيجازه"    بمشاركة 500 قيادة تنفيذية لكبريات المؤسسات.. انطلاق قمة "مصر للأفضل" بحضور وزيري المالية والتضامن الاجتماعي ورئيس المتحدة للخدمات الإعلامية    "الصحفيين" تكرم سعيد الشحات لمشاركته فى تحكيم جوائز الصحافة المصرية    غدًا.. جلسة استئناف محامى قاتل نيرة أشرف أمام حنايات طنطا    النائب العام يلتقي وفدًا رفيع المستوى من أعضاء هيئة الادعاء بسلطنة عمان الشقيقة    متربى على الغالى.. شاهد رقص الحصان "بطل" على أنغام المزمار البلدي بقنا (فيديو)    متى تبدأ تكبيرات عيد الأضحى وصيغتها    مليار و713 مليون جنيه، تكلفة علاج 290 ألف مواطن على نفقة الدولة    تقديم الخدمة الطبية ل 652 مواطنا خلال قوافل جامعة قناة السويس بقرية "جلبانة"    وزير الأوقاف يوصي حجاج بيت الله بكثرة الدعاء لمصر    الكشف وتوفير العلاج ل 1600 حالة في قافلة للصحة بقرية النويرة ببني سويف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيها القانون.. اطرد تلك الأرواح الشريرة
نشر في الشروق الجديد يوم 23 - 09 - 2010

ما حدث فى الثلاثاء الأسود جريمة ضد الممتلكات العامة والخاصة والمجتمع.. فمتى يُحاكم هؤلاء ويعاقبون؟
«الگورتيج».. جيش مشجعين مستورد من فگرة استعراض القوة فى عصابات أمريكا الجنوبية
فى دولة أخرى من العالم الآخر ينتفض البرلمان لمناقشة أحداث شغب مماثلة لتلك التى شهدها مقر النادى الأهلى، وشارع البطل أحمد عبدالعزيز بالمهندسين.. فى دولة أخرى من العالم الآخر قد يقطع رئيس الوزراء برنامجه ليتحدث إلى الناس عن تلك الواقعة، ويعلن مواجهتها بمنتهى الحزم والقوة.. فقد كانت ليلة سوداء وقع فيها صدام وتكسير وتحطيم للممتلكات العامة والخاصة بواسطة مئات، فماذا يحدث حين يمارس هذا الشر آلاف؟!
إن ما جرى من اعتداء على مقر النادى الأهلى ثم الرد بمحاولة الاعتداء على نادى الزمالك سبقته بعض الأحداث المماثلة، ومنها ما جرى بملعب حلمى زامورا فى مارس الماضى، وكانت مثل جرس إنذار، ونحن أولا نؤكد أن الملايين من جماهير الزمالك والأهلى ترفض ما جرى من عنف وشغب وشر.. ومن المؤكد أيضا أن تلك البلطجة غير محصنة، وأن هؤلاء الفتوات الذين أشاعوا الخوف والرعب فى نفوس الناس مساء أمس الأول ليسوا من المحصنين، ولذلك لابد من سرعة تحويلهم للمحاكمة، وإعلان الأحكام فى جميع وسائل الإعلام بصورة تردع أمثالهم.. وحذار من الرضوخ لمن يبررون أو يحاولون تمرير تلك الجريمة تحت مسمى أنهم طلبة وتلاميذ ونخشى على مستقبلهم.. فلماذا يخشى المجتمع على مستقبل هؤلاء وهم أصلا لا يعنيهم مستقبلهم ولا يهمهم القانون؟!
إن ما جرى فى تلك الليلة السوداء، يذكرنى بما قاله الشاعر رديارد كبلنج عن كرة القدم، حين وصفها بأنها متعة غليظة وعنيفة ورخيصة، وقال إن عشاقها يجدون أنفسهم فى حالة من حالات اللاوعى فى بعض الأحيان، يجدون أنفسهم مصابين بنوع من السحر الحى، وقد أصابت الملايين بمرض.. يسميه الإيطاليون والإسبان «أل تيفو» أو الجنون.
وموقع المجانين ليس ساحات كرة القدم ولا شوارع المدن، إنهم يودعون السجون أو المصحات.. ومن أسف أننا كنا نظن أن تجديد أشكال وألوان التشجيع فى المدرجات، التى أصبحت فى معظمها مكتظة بالشباب وصغار السن، سوف يسفر عن ممارسة تقاليد جميلة، ورياضية على الرغم من أنه بدا لنا أن الغناء والهتاف والأهازيج ما هى إلا مساحة للتنفيس والتعبير عن النفس ولو كان فى صورة ترويح ممتزج بالغضب أو غضب يرتدى ثوب عباءة الترويح. إلا أن التقاليد المستوردة من الغرب، امتدت إلى استيراد مظاهر استعراض القوة والانتماء لفريق، لتتحول إلى مظهر خطير يعرف بما يسمى «كورتيج».. وهو تكوين تجمعات كبيرة تتحرك موحدة ومتحدة بأعلام ناديها ومرددة الهتافات، وهو مظهر مستورد من عصابات المخدرات فى أمريكا الجنوبية، ودخل شارع الكرة المصرية حديثا فى عام 2009، وتلك اللعبة التى أعجبت بعض الشباب أصبحت لعبا بالنار، فكل كورتيج يشكل أمامه كورتيج مضادا، وكل جماعة متحفزة تجد أمامها جماعة متحفزة يكون الصدام متوقعا.. إنها جيوش المشجعين؟!
عما جرى من أحداث وفوضى وبلطجة، يجب أن يواجه بكل حزم وقوة، فالقانون العام يحاسب من يرتكب جريمة إتلاف الممتلكات العامة، وهنا يجب أن تتحمل قيادات الأندية المسئولية.. القيادات بمن فيها مجلس الإدارة والمدربون واللاعبون، فلا تصريحات تزيد الاحتقان، ولا مزايدات ترفع من ضغط الناس، والأمر نفسه بالنسبة لبعض الإعلام، الذى يشعل الجماهير بالتعصب، بالادعاء أو بالمزايدة، بحثا عن نسبة مشاهدة، وجلبا لقارئ أو جهلا بالدور وبالرسالة الإعلامية، وفى الحالتين تلك كارثة إعلامية ومهنية.. فليس من مهام الإعلامى أن يكون مشجعا لنادٍ، وعليه أن يزن كل حرف يكتبه أو كل كلمة ينطق بها.. خاصة بعد أن أصبحت لغة السباب والاتهامات والصوت العالى طريقا سهلا للشهرة وجلب الأضواء..؟!
لقد شاهدت وقائع ومحاولات اقتحام مقر النادى الأهلى وتحطيم سيارات الأعضاء، ثم المظاهرة والاعتداء والتحطيم، الذى وقع فى شارع البطل أحمد عبد العزيز.. شاهدت الفوضى عبر شاشات التليفزيون واليوتيوب، ومواقع الإنترنت.. ولا أجد الكلمات التى تترجم قدر الغضب الذى أشعر به، ويشعر به ملايين المصريين.. غضب لأننا نرفض تلك البلطجة، غضب لأننا حذرنا ألف مرة هنا من الكارثة القادمة، ولسنا فى حاجة إلى الإشارة للنصوص والتواريخ.. فقد حذرنا من شياطين التعصب كثيرا، وحذرنا من الأرواح الشريرة التى باتت تظلل سماء الرياضة المصرية، واغتالت الروح الرياضية.. حذرنا من كارثة.. وقد حلت الكارثة.
إننا نرجو بسرعة محاسبة هؤلاء.. فالقانون اليوم مسئول عن وضع حد لهذا السلوك الشرير.. مسئول عن وضع حد للفوضى والبلطجة.. إن إعمال القانون وسرعة محاكمة من أجرموا وأشعلوا النار فى الشارع الرياضى المصرى سوف يساعد على طرد تلك الأرواح الشريرة؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.