يختتم معرض (مصر في مئة وخمسين عاما) للمصور سمير الغزولي، فعالياته يوم السبت القادم، والذي يقام حاليا في قاعة المكتبة الموسيقية للفنون التشكيلية، ويحكي تاريخ مصر الحديثة في الفترة ما بين عام 1836 إلى عام 1969، وذلك من خلال أندر الصور التي التقطها والده الفنان المصور الراحل محمد الغزولي الملقب ب"شيخ المصورين"، والذي كان المصور الخاص للملك فؤاد الأول. يزخر المعرض -الذي يعد تأريخا لمصر في 150 عاما- بالعديد من الصور النادرة، والتي قلما تجتمع في مكان واحد، إذ ستجد العديد من الصور لقصور ومساجد اختفت تماما في عصرنا الحالي، وصور لأماكن عدة في قاهرة المعز تبدلت ملامحها واختلفت عما كانت عليه في صورتها الأولى، فمثلا نجد صورة رائعة لفيضان النيل وقد جاور الأهرامات، وصورة لأحد أبناء الأقصر، وهو يعرض مومياوات للبيع في شوارع المدينة، قبل قانون تحريم الإتجار في الآثار 1907، ويعرض أيضا صور لكباري "قصر النيل" و"أبو العلا" و"كوبري الليمون"، وتمثال إبراهيم باشا منتصبا في ميدان الأوبرا قبل بنائها بعامين، وصور زفاف الملك فؤاد الأول، وصورا نادرة للملك في استراحته ومع ابنتيه فوزية وفريال، وغيرها من الصور الرائعة. عن انطباع الزوار عن معرضه، قال الفنان سمير الغزولي لل"الشروق": إن الزوار أثنوا على المعرض بشدة، وكان ذلك واضحا من خلال تعليقاتهم في كتيب التعليقات، إذ اقترح الكثير منهم مدّ المعرض وجعله دائما، أو على الأقل أن يكون بصفة دورية، وهو الأمر الذي كان سيحدث، حيث كان هناك مشروع لإقامة معرض للمجموعة كاملة في متحف قيادة الثورة، ولكن التكاليف المادية من تحميض وطبع كانت باهظة، ورفضت وزارة الثقافة تحمل التكاليف، فقد كان العائد المادي كله للوزارة فقط". وعند سؤاله عن صوره المفضلة، قال الغزولي: "أعشق أغلب صور مصر القديمة، حيث الأماكن النظيفة والشوارع الخالية، ولكني أحب أكثر صورة القصر الخاص بالأميرة زينب ابنة محمد علي الكبير، والذي كان مقاما على شاطئ النيل، وترجع هذه الصورة لعام 1852"، مضيفا أن "هذا القصر هو السبب الرئيسي لتسمية كوبري قصر النيل بهذا الاسم، ولكن القصر الموجود في الصور تم هدمه لتشييد الثكنات العسكرية التي هدمت بدورها ليقام بدلا منها الجامعة العربية وفندق هيلتون، وعرض علينا صورة للقصر ترجع إلى عام 1852. وتحدث الغزولي عن عشقه للخديو إسماعيل ومدى حب ذلك الخديو لمصر، مدللا بصورة لحديقة الأزبكية التي تم تصميمها على غرار الحدائق الأوروبية، وقال إن حديقة الأزبكية سُميت بهذا الاسم نسبة لمسجد "أزبك" الذي يظهر جليا في خلفية الصور الخاصة بالحديقة. وتوجد في المعرض صورة كبيرة ل"هوارد كارتر أثناء اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون"، قال عنها الغزولي: "لتلك الصورة حكاية طريفة، فمقبرة توت عنخ آمون، والتي تعد الأغني في كنوزها، تم اكتشافها عن طريق الصدفة عندما هبطت قدم ابن أحد العمال في الرمال فجأة، فأخذ يصرخ معتقدا أنه سقط في بحر رمال، وعند إنقاذه تم الكشف عن باب المقبرة تحت قدميه، حينها قلّد هوارد الطفل قلادة الملك توت عنخ آمون قائلا: "أنت أول من يستحق لبسها"، وتم تصوير الطفل بالقلادة بالفعل". وعن سؤالنا عن تبرعه في أبريل الماضي ب200 صورة نادرة لمكتبة الإسكندرية، أجاب أنه يملك تراثا يقدر بمليون 350 ألف صورة ونيجاتيف من أندر الصور لأغلب تاريخ مصر؛ لذا فقد شعر أنه يملك إرثا قوميا، وتبرع بها لشعوره بحق أغلب المصريين في رؤية تاريخهم. وعن مشاريعه القادمة، قال الغزولي إن: "هناك اتفاقا مبدئيا بيني وبين الأهرام على إصدار كتيب به أغلب المجموعة، ويحتوي على تأريخ مفصل بالصور عن تاريخ مصر الحديث، ولكن لم يتم التوصل لاتفاق نهائي حتى الآن". وأخيرا، عند سؤاله إن كان يستطيع العودة بالزمن، فأي حقبة زمنية يفضل أن يعيش فيها؟ أجاب الغزولي مبتسما: "في فترة الثلاثينيات، الناس كانوا بسطاء وعددهم كان قليلا، والميادين والشواراع كانت جميلة ورحبة". جدير بالذكر أن سمير الغزولي قدم عدة برامج تليفزيونية تحكي تاريخ مصر بالصور الفوتوغرافية، ومن ضمنهم برنامج (ذاكرة الكاميرا) على القناة الأولى، و(صورة من زمان) على ON TV، وذلك بخلاف نشر صور تاريخية في جريدة (وشوشة) عن جميع فناني مصر في الزمن الجميل، كما تم عرض جميع صوره في الممشى العالمي بمدينة الغردقة مصاحبا لبطولة العالم للإسكواش. وقد أقيمت له عده معارض منها معرض بالجامعة الأمريكية عام 2000، وقاعة الفنون التشكيلية بالأوبرا 2002، وأيضا تحت سفح الأهرامات.